القصة المذهلة للحياة الواقعية لشخصية هالك: نجم هوليود مارك روفالو

من منا لم يشاهد فيلم مارفل الأشهر المنتقمون – Avengers – أو لا يعرف شخصية مارفل الخضراء هالك – Hulk – وصراعاتها الداخلية خلال الفيلم؟ حسنًا، هذا في الواقع لا يختلف كثيرًا عن الحياة الواقعية للبطل الحقيقي الممثل مارك روفالو.

البداية

ولد مارك في عام 1967 ونشأ في حي فقير لأسرة بالكاد تمتلك المال. عندما كان طفلاً وشاباً، عانى من عسر القراءة وشُخّص بأن لديه اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط لقترة طويلة من الزمن. لم يدع مارك هذا الاضطراب أن يقف عائقًا أمام حلمه في أن يكون ممثلاً. فثابر للتدريب على التمثيل وكتابة السيناريو وكتابة المسرحيات ولكن لم يحصل على التقدير الذي كان يسعى إليه.

وفي نفس التوقيت، بدأت علاقة مارك مع عائلته تتعثر لأنهم لم يؤمنوا به ممثلاً وحاولوا توجيهه للعمل في البناء مثل والده.

إنفوجراف| قصة ملهمة : نصيحة والد روزفلت لابنه 

الوحدة والاكتئاب

كان روفالو منذ صغره وحيدًا تمامًا وكان يتجنب التفاعل مع الناس.  عندما كان يعيش في لوس أنجلوس، كان صديقه المقرب الوحيد مايكل الذي كان يشاركه الكثير من الاهتمامات وكان الوحيد الذي كان بإمكانه التحدث معه. ولكن في 1994، انتحر مايكل ليتركه وحيدًا. وعلى عكس المتوقع، أخرجت هذه الحادثة مارك من ظلمته وتيقن أن الانتحار ليس خيارًا وأن للحياة قيمة.

لم يكن هذا حادث الفقد الصادم الوحيد في حياة مارك فقد أصيب شقيقه سكوت برصاصة في رأسه تم إطلاقها عليه بينما كان في منزله. دفعت هذه الحادثة مارك إلى أخذ استراحة من التمثيل والسعي وراء حلمه.

الخطوة الأولى

بدأت الأمور تتحول إلى صالحه عندما أقنع كاتبًا مسرحيًا مشهورًا أن يمثل مارك في مسرحيته وكان أداؤه مقنعًا للغاية وسرعان ما أصبح اسمه يتردد في الأنحاء وتحولت المسرحية إلى فيلم وانهالت المزيد من عروض الأفلام على مارك مما عزز الثقة في نفسه.

العقبة

بدا كل شيء على ما يرام وشعر مارك أخيرًا أن حلمه يتجسد أمامه ولكن حدثت كارثة أخرى فاجأته وهزت مساره. فأثناء تحضيره لتصوير فيلم كبير، تم تشخيص مارك بإصابته بورم في المخ مما أجبره على الانسحاب من الفيلم. ومما زاد الطين بلة، أنه كان يتوقع ولادة طفله الأول ولكن قرر ألا يخبر زوجته عن الورم إلا بعد الولادة  تمامًا كأننا نشاهد قصة درامية في أحد الأفلام السينمائية.

خضع مارك لجراحة للتخلص من الورم الحميد وكان يعتقد أن هذه نهاية القصة ولكنه تفاجأ بإصابته بشل جزئي وبالصم وعدم قدرته على تحريك جانب من وجهه. لأول وهلة، اعتقد مارك أنه لن يكون قادرًا على مواصلة حياته والتصرف بشكل طبيعي والاستمرار في السعي وراء شغفه.

من الفقر المدقع إلى نادي أصحاب البلايين.. حكايات نجاح ملهمة

المقاومة

خلال فترة تعافيه، كافح مارك للحفاظ على توازنه قدر الإمكان من خلال ممارسة الرياضة والعلاج حتى يعود إلى لطبيعته السابقة. كما إنه حاول استغلال رحلته من المرض من خلال مساعدة مرضى أورام المخ والناجين منه عبر الهاتف. يقول مارك عن تجربة التعافي أنها "اختبار لمعدنه الحقيقي." فهو لم يستسلم رغم قساوة الاختبار.

العودة

عندما بدأ مارك في اتخاذ خطوات للعودة إلى التمثيل، كان أحد أكبر مخاوفه هي أن الجراحة ربما تكون قد أثرت على دماغه مما سؤثر على تصرفه ويجعل منه ممثلا سيئا ولكنه كان يؤمن أن من نجا من هذا الورم باستطاعته النجاة من أي شيء.

النجاح 

بعد تعافيه وعودته، بدأ الحظ يبتسم لمارك عندما حصل على أحد أكبر أدواره في سلسلة من الأفلام من مارفل ستوديوز في "المنتقمون".

قائمة أفلام وترشيحات مارك طويلة ولكن ربما نستطيع ذكر أشهرها:

 Spotlight1-

إنتاج عام 2015 وترشح عنه روفالو لجائزة الأوسكار كأفضل ممثل مساعد

The Kids Are All Right2- 

صدر في عام  2010وترشح لأربع جوائز أوسكار كان من بينها واحدة من نصيب مارك روفالو

.

Zodiac3-

يعد واحد من أشهر أدوار مارك روفالو والذي لعب فيه دور المفتش "ديفيد توسكي".

13 Going on 304-

يعد من الأدوار الرومانسية القليلة التي قدمها مارك روفالو.

ترشح الفيلم وبطله مارك لعدد من الجوائز خلال عام 2004، من بينها جائزة الفيلم المفضل لدى الجمهور.

5- Begin Again

صدر عام 2013 وهو تحفة فنية أبدع فيها مارك وترشحت أغنية الفيلم الرئيسة للأوسكار.  

كيف اصبحت «ايما ستون» الممثلة الأعلى أجرا في هوليوود؟

النشاط البيئي

يُعرف عن مارك أنه مهتم بالنشاط البيئي ويركز مجهوده بشكل خاص على مكافحة التكسير الهيدروليكي في ولاية نيويورك. حصل مارك على جائزة بيئة من كلية ديكنسون في أوائل عام 2015. كما أسس مشروعا للحصول على طاقة متجددة بنسبة 100% من أجل الحفاظ على البيئة.

لا يزال مارك يقوم بالأعمال الخيرية ويزور الأطفال في المستشفى ويجمع الأموال لأبحاث السرطان ويدعو إلى الطاقة النظيفة في جميع أنحاء العالم. فقد تعلم من رحلته ألا "يقبل الموت" مهما كانت ضربات الحياة قاسية لأن المقاومة هي التي تجعل ذواتنا تنمو.

المصادر

1 ، 2