قواعد الإتيكيت الجديدة في عصر كورونا: كيف تتعاملون مع المواقف المختلفة؟
تسبب فيروس كورونا بفوضى عارمة في كل جانب من جوانب حياتنا، من العمل، إلى التجارة، الرعاية الصحية، السفر، الأبوة، العلاقات الأسرية، التعليم وحتى الطريقة التي نموت بها ونحزن فيها على من غادرونا.
خلال مرحلة الإغلاق، كانت الأمور سهلة نسبياً بحكم أن كل شخص في منزله، ولكن ومع العودة التدريجية إلى الحياة بشكلها الجديد واللقاءات في أماكن العمل أو في المطاعم فإن كل شخص وجد نفسه ملزما على ابتكار قواعد خاصة به، إذ إنه لا يوجد قواعد عامة تحدد لنا آلية التعامل مع الآخرين في كل موقف من المواقف خلال تفشي الوباء.
الكل يعرف الخطوط العريضة ولكن بما أن هناك فئات غير ملتزمة بالقواعد العامة، ومجتمعاتنا العربية تتمسك بالتقاليد حتى الموت، حرفياً، فإن الوضع يصبح غريباً وغير مريح لكل الأطراف المعنية.
تبدل العادات الاجتماعية والإتيكيت الخاص بكل مجتمع من المجتمعات ليس بالأمر الجديد، فهي تبدلت كثيراً عبر العصور ولكن ما حصل هو أن الوباء حل فجأة وكل شيء سار بسرعة قياسية ما جعل الجميع في حيرة من أمرهم.
قواعد إتيكيت جديدة فرضتها أزمة كورونا
إتيكيت رفض المصافحة
عدم المصافحة هو الإتيكيت الجديد وهو واجب وطني على الجميع، فتقليل نسبة انتقال العدوى مسؤولية وطنية. بدلا من المصافحة يمكن الاستعاضة بعبارات دافئة حتى ولو في مكان العمل.
وخلافاً للسابق حيث كانت اللغة الرسمية معتمدة مع المصافحة، فإن الإتيكيت الحالي هو عدم المصافحة مع اعتماد لغة أقل رسمية.
جملة مثل «سعيد جداً بالتعرف إليك» أو «كنت أود مصافحتك ولكن علينا الانتظار حتى انتهاء الجائحة»، كفيلة بكسر الجليد والتعويض عن مبدأ عدم المصافحة.
في المقابل هناك بعض الأشخاص الذين ما زالوا يصرون على المصافحة ويمدون أيديهم وهذا ما يجعل الوضع محرجاً للآخرين.
هناك فئة لا تجد حرجاً في رفض المصافحة مقابل فئة ما تزال تخاف من جرح مشاعر الآخرين.
لذلك ولجعل الموقف أقل غرابة للجميع يمكن خصوصاً في مكان العمل والاجتماعات وحتى اللقاءات الاجتماعية إبلاغ الجميع بعدم نيتك مصافحة أي شخص كان.
جملة مثل «أود من الجميع أن يعرفوا بشكل مسبق أنني وبسبب الجائحة لن أقوم بمصافحة أي شخص كان».
ولكن في حال لم يكن بالإمكان القيام بذلك فحين يقوم أحدهم بمد يده للمصافحة فإن المخرج سهل نسبياً في حال تم الحفاظ على التباعد الاجتماعي.
كلما كانت المسافة بعيدة بين الشخصين كان تجنب المصافحة أسهل. يفضل عوض إبعاد اليد بسرعة أو التراجع إلى الخلف بشكل مفاجئ شبك يديك أمام الجسم وبهذه الطريقة لن يقوم الآخر بمد يده أو سيبدل رأيه سريعاً وسيسحب يده حين يلاحظ بأنك ما تزال تشبك يديك.
قليل من الفكاهة أيضاً يساعد في جعل الموقف أقل إحراجاً أو غرابة، لذلك لا تردد قبل إطلاق دعابة.
التعامل مع الدعوات لحضور مناسبات اجتماعية
المنطق يقول إنه يجب عدم دعوة الآخرين لحضور مناسبات اجتماعية ولكن فترة الإغلاق كانت صعبة على الجميع وكبشر نحتاج للتواصل مع غيرنا ورؤيتهم.
بطبيعة الحال حين تتم دعوتكم لحضور مناسبة اجتماعية، يجب أن يملك الشخص الذي يوجه الدعوة خطة تتماشى مع معايير السلامة ولكن في حال لم يعلن عنها يجب الاستفسار عنها.
للاستفسار يمكن اعتماد جمل مثل «رغم أنني ملتزم بالتباعد الاجتماعي لكنني أود الحضور، هل يمكنك إبلاغي بخطتك لضمان التباعد الاجتماعي خلال التجمع».
يجب الاستفسار أيضاً عن عدد المدعوين وعن مكان اللقاء سواء كان في قاعة مغلقة أو في مكان مفتوح.
في حال لم يكن الشخص المعني يملك خطة يمكن رفض الدعوة حتى من دون تقديم سبب لرفضها ولكن من أجل ترطيب الأجواء يمكن إضافة جملة «أتطلع الى رؤيتكم في القريب العاجل».
إتيكيت الدفع والبقشيش
مع تأكيد الخبراء بأن نسبة نقل العدوى والتقاطها مرتفع جداً عند التعامل مع النقود فإن الإتيكيت الجديد هو عدم الدفع نقداً بل من خلال البطاقات.
المقاربة هذه التي باتت واسعة الانتشار حالياً جعلت الذين يعملون في المطاعم وغيرها من الأماكن يتلقون بقشيشاً قليلاً جداً.
الإتيكيت القديم للبقشيش كان ينص بأن يجب ترك مبلغ يعادل ١٥٪ أو ٢٠٪ من مجمل الفاتورة كبقشيش.
ولكن حالياً الوضع تبدل كلياً، والذين يعملون في المطاعم والسوبرماركت والمتاجر وخدمات التوصيل هم عملياً في الخطوط الأمامية للمواجهة وهم يخاطرون بحياتهم للمحافظة على وظيفتهم ولضمان حصولكم على ما تريدون الحصول عليه.
وعليه يجب أن يكون البقشيش أكثر من ٢٠٪. البقشيش حالياً يجب أن يعادل ٥٠٪ من مجمل الفاتورة، أي إن كانت الفاتورة ٥٠ دولاراً فيجب ترك ٢٥ دولاراً كبقشيش.
ولكن في حال لم تكن الأوضاع المالية للشخص تسمح له بترك بقشيش كبير يمكن الالتزام بقواعد الإتيكيت القديمة والتعبير لفظاً عن حجم تقديركم لجهود العاملين.
بـ27 ألف دولار.. فضيحة سرقة ساعة هدية من الرئيس الأمريكي في بريطانيا
إتيكيت الكمامة
بطبيعة الحال هناك قواعد أصدرتها منظمة الصحة العالمية حول طريقة ارتداء الكمامة وخلعها وهي معروفة للجميع. ولكن هناك العديد من الأمور التي ترتبط بالكمامة والتي باتت ضمن الإتيكيت الجديد، يجب وضع الكمامة بحيث تغطي الفم والأنف، مع عدم إنزالها عند الحديث.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو ما إن كان بالإمكان الطلب من شخص لا تعرفونه وضع الكمامة؟
في الواقع ورغم أنه من الناحية النظرية يحق لكم القيام بذلك ولكن عملياً لا يمكنكم الذهاب إلى شخص لا تعرفونه والطلب منه وضع كمامة وذلك لأنه لا سبيل لمعرفة ردات فعله.
عند اللقاء بشخص غريب لا تعرفونه لا يضع قناعاً الأفضل التركيز على الأمور التي يمكنكم التحكم بها وهي الكمامة الخاصة بكم والمحافظة على التباعد الاجتماعي.
ولكن في حال كان الشخص الغريب هذا سيتواجد ضمن مساحتكم الخاصة، أي مثلاً عامل صيانة حينها يمكنكم الطلب منه وضع الكمامة قبل دخوله إلى منزلكم.
ورغم أنه يخيل للبعض بأن الطلب من الغرباء وضع الكمامة مزعج، فإن الواقع هو أن الطلب من الأصدقاء المقربين أكثر إزعاجاً وإحراجاً.
وفق خبراء الإتيكيت ولتجنب جرح مشاعر الصديق، رغم كونه يقوم بتصرف خاطئ تماماً، فإنه يمكن جعل الطلب ألطف من خلال جعل أنفسكم تبدون كأنكم المهووسون أكثر مما يجب بالجائحة، رغم أن الواقع ليس كذلك وما تقومون به صحيح ١٠٠٪.
جملة مثل « سأكون أكثر راحة لو وضع كلانا الكمامة» أو «تعرف أنني حريص أكثر مما يجب حين يتعلق الأمر بهذا الوباء، سأشعر براحة أكبر إن وضعت القناع، هل يمكنك القيام بذلك؟».
في الجانب الأخر فإن إتيكيت الكمامة عند الخروج لتناول الطعام في مطعم خاضعة لعدة عوامل منها القوانين المحلية، سياسة المطعم وما يفضله الأشخاص الذين يتواجدون معك.
بطبيعة الحال عند تناول الطعام يجب خلع الكمامة، والسؤال المطروح هنا حول مكان وضعها عند تناول الطعام.
يفضل عدم خلعها بل وضعها أسفل الذقن وذلك لأن الإتيكيت الجديد يحتم وضعها مجدداً عند اقتراب النادل منك وبالتالي حين تكون أسفل الذقن يمكن رفعها بسهولة وسرعة.
إتيكيت العطس
إتيكيت العطس سابقاً كان يتمحور حول منع الرذاذ من التطاير من خلال تغطية الفم، حالياً وبما أننا نضع الكمامة، فإن السؤال يتمحور حول ما إن كان يجب العطس خلال وضع الكمامة أم يجب إزالتها ثم العطس.
الهدف هنا هو منع الرذاذ المتطاير من فمنا من الوصول إلى الآخرين وتجنب وصول رذاذ الآخرين إلينا.
وعليه الإتيكيت هو أن يتم العطس مع وضع الكمامة، ثم يتم تبديلها بأخرى جديدة بعد تعقيم اليدين.