5 مراحل أساسية لتطور الشركات الناشئة
عندما تنظر إلى الشركات الناشئة الناجحة من حولك، تشعر بأنّ لديك رغبة حقيقية في بدء عمل تجاري خاص بك في القريب العاجل. بالطبع لا يمكن تصور أنّ هذه الشركات حققت النجاح فقط لمجرد البدء في نشاطها، بل يتضمن الأمر مجهودًا مستمرًا منذ اللحظة الأولى للعمل.
تمر الشركات الناشئة بخمس مراحل أساسية، وفي كل مرحلة تكون هناك مجموعة من التحديات والعقبات، التي لا بد من مواجهتها والوصول إلى التصور المناسب للعبور منها.
لا يكفيك النجاح في مرحلة لتنجح في البقية، بل لا بد من استمرار العمل بالنشاط ذاته طوال الوقت.
مراحل تطور الشركات الناشئة
المرحلة الأولى: توليد الفكرة والبحث
المرحلة الأولى من الشركات الناشئة هي الخروج بالفكرة. يركّز البعض أحيانًا على عمل مشروع اعتمادًا على أفكار تقليدية بسعر قليل. لكن هذا لا يمنحهم النجاح، فهو لا يقدر على منافسة الشركات التي تعمل من فترة بالفعل، وسيتأثر سلبًا من ناحية التكلفة.
لذا، أنت بحاجة إلى خلق ميزة تنافسية حقيقية بعيدًا عن الأسعار. لا يعني هذا ضرورة عمل فكرة لم يأت بها أحد من قبل، بل الأهم هو وجود جزء مميز، أو طريقة تنفيذ مختلفة لفكرة تقليدية، أو غيرها من الجوانب التي تمنحك التميز.
عندما بدأت Airbnb مثلًا، اعتمدت على فكرة تأجير شقق من الملاك بدلًا من الفنادق. وذلك بسبب وجود أزمة اقتصادية وقتها، فأصحاب الشقق يبحثون عن مصدر دخل إضافي لهم، وكذلك المستأجرين يرغبون في دفع تكلفة أقل من التي يتحملونها في الفنادق.
بالطبع لا ينبغي الاكتفاء بالافتراض الذي لديك أنّ الفكرة ناجحة، بل يتطلب الأمر إجراء بحوث للتأكد من ذلك. يشمل البحث تحديد الجمهور المستهدف في شركتك، ومحاولة معرفة نقاط الألم التي يعانون منها. ستساعدك ملاحظات الجمهور في التأكد من أنّ منتجك يحل مشكلة لدى المستخدمين.
بعد الانتهاء من تصور الفكرة والبحث حولها، ستكون جاهزًا للانتقال للمراحل التالية. يساعدك هذا في توفير الوقت والمال، فبدلًا من العمل طبقًا لتصورات شخصية يمكن أن تكون خاطئة، أنت الآن تعمل طبقًا للبيانات التي جمعتها لا الافتراضات.
10 أخطاء يقع فيها مؤسسو الشركات الناشئة.. كيف يمكنك التغلب عليها؟
المرحلة الثانية: التحقق من صحة الفكرة وقابلية إطلاقها
يعتمد نجاح فكرتك بشكل أساسي على فريق العمل الموجود معك. لأنّك تسعى إلى بناء شركة، تعمل وفقًا لنظام محدد، لا مجرد منتج تطلقه فقط. فامتلاك فكرة جيدة دون فريق قادر على تنفيذها، سيؤدي إلى خسارة كبيرة لك.
يشمل الأمر اختيار المؤسسين الذين سيعملون معك، وتوظيف الأفراد الآخرين المطلوبين للعمل. في هذه الحالة يمكنك بحث الخيارات المناسبة للتوظيف، وإن كان لديك القدرة على تعيين موظفين بدوام كلّي، أمّ أنّك ستختار نظام توظيف آخر للشركة.
عندما تنتهي من هذه الخطوة، أنت الآن تملك فكرة جيدة أجريت عليها بحثًا للسوق لمعرفة مدى قابلية الناس للحصول عليها، إلى جانب فريق عمل مناسب للشركة. يمكنك الانتقال إلى خطوات التنفيذ الفعلي للمنتج على أرض الواقع.
المرحلة الثالثة: إنشاء MVP لمنتجك
عندما أجريت البحث على الأفراد، حصلت منهم على إجابات بشأن احتياجاتهم، لكنك في النهاية ما زلت لم تختبر بعد المنتج النهائي. ماذا لو لم يعجبهم عند تنفيذه؟ ماذا لو كان هناك احتياج إلى تعديلات أو تطوير؟ تبدو هذه أسئلة مؤرقة لك عندما تنفق الكثير على المنتج.
لذا، فالمرحلة الثالثة من الشركات الناشئة هي مرحلة إنتاج MVP (Minimum Viable Product) أي منتج بالحد الأدنى من الخصائص والمميزات، التي تمكن الجمهور من اختبار ميزتك التنافسية من ناحية، ومن ناحية أخرى تساعدك في الحصول على تقييم للمنتج والمقترحات الخاصة بهم.
يساعدك هذا على التعرّف على المشكلات التي ظهرت في المنتج وحلها، دون الاضطرار إلى تحمل تكاليف عالية في الإنتاج. غالبًا تُجرى هذه المرحلة من التحقق مع عدد محدود من الأفراد، لكن في بعض الأحيان تحتاج الشركات الناشئة لاختبار الفكرة على مدى أوسع.
ترتب على هذا الأمر ظهور مصطلح آخر هو MMP (Minimum Marketable Product) الذي يمثل إصدارًا حقيقيًا من المنتج، يمكن تقديمه على نطاق أوسع، ويحتوي على الحد الأدنى من مجموعة الوظائف التي تم التحقق منها بالفعل.
يمكن القول إن MMP هو نسخة أفضل من الـMVPs التي تم تطويرها في الشركة، ويمكن العمل على تطويرها في المراحل القادمة من الشركات الناشئة.
المرحلة الرابعة: تحسين المنتج
عندما تصل إلى هذه المرحلة، فهذا يعني امتلاكك لشركة بدأت عملياتها فعليًا في السوق، وتملك مجموعة من العملاء الذين يستخدمون منتجك بالفعل. يفكّر الكثير في الانتقال مباشرةً إلى التوسع في الشركة، لكن هناك مرحلة أخرى مهمة وهي تحسين المنتج.
في هذه المرحلة تحتاج إلى تركيز مجهودك على جمع التعليقات من العملاء، والاهتمام بالاستماع لما يشاركونه معك، مع إجراء تحليلاتك الدائمة لمعرفة كل شيء عن سير العمل. ستساعدك هذه الملاحظات على تطوير وتحسين المنتج، حتى يصل إلى التصور الأفضل طبقًا لإمكانياتك.
يشمل التحسين أيضًا العمل على تطوير التسويق في شركتك، ومحاولة الاستفادة من آراء العملاء الحاليين في الوصول إلى عملاء جدد. إذ ينبغي عليك الحفاظ على العملاء الموجودين حاليًا في المقام الأول، وهذا ما سيجعلهم مصدرًا للتسويق لك، وجذب العملاء الآخرين عبر التسويق الشفهي (Word of Mouth).
المرحلة الخامسة: التوسع والنمو
عندما تصل إلى هذه المرحلة، يمكنك البدء في التوسع والنمو لعملك. يشمل هذا الدخول إلى أسواق جديدة، أو إضافة منتجات أخرى على المنتجات الحالية. غالبًا في هذه المرحلة ستحتاج أيضًا إلى تطوير فريقك، ليكون لديك القدرة على إدارة هذه التغيّرات.
في هذه الحالة أنت لديك الخيار لاستمرار العمل مع الفريق الذي بدأ الشركة، أو البحث عن خبرات جديدة خارجية لإضافة المزيد من المواهب. يمكنك الاستفادة من الخيارين إذا رغبت في ذلك، شرط تنفيذ هذا طبقًا لخطة مسبقة تساعدك على تنفيذ ما تريد.
عندما تصل إلى هذه المرحلة، فأنت قد امتلكت كل المقومات التي تحتاج إليها لإنشاء عمل تجاري مستمر. من الأخطاء التي تحدث هي توجيه المجهود لمراحل معينة، أو الاهتمام بمراحل محددة على البقية. في الواقع هذه المراحل تحدث معًا بصورة متوالية، وينبغي الاهتمام بها جميعًا حتى تضمن سير العمل بنجاح.
معرفة المراحل الخمس التي تمر بها الشركات الناشئة، وإدراك الطريقة المناسبة لإدارة كل مرحلة، هو ما سيساعدك في النهاية على إطلاق شركة ناجحة، قادرة على المنافسة والاستمرارية في السوق طوال الوقت.
المصادر: