ما هو الاحتراق الوظيفي الذي حذرت منه وزارة الصحة؟ (فيديو)
حذرت وزارة الصحة السعودية عبر مقطع فيديو توعوي على صفحتها الرسمية على تويتر من ظاهرة الاحتراق الوظيفي وأضرارها المتعددة على صحة الموظفين العقلية والجسدية.
وأبرزت الوزارة الجانب السلبي لتفاني فئة كبيرة من الموظفين في عملهم أملاً في تلقي الإشادة من الرؤساء على حساب صحتهم وحياتهم الخاصة؛ مشيرة إلى أن الاحتراق الوظيفي يفقد الموظف قدرته على العمل وينعكس سلباً على معدلات إنتاجه.
كن شعلة، لكن لا تحترق❗️#اليوم_العالمي_لحفظ_الطاقة#عش_بصحة pic.twitter.com/wvSXUa20lu
— عش بصحة (@LiveWellMOH) December 14, 2020
ما هو شعور الاحتراق الوظيفي؟
الشعور بالإرهاق الذهني والتعب البدني والنفسي نتيجة لضغط العمل المستمر لساعات طويلة، فيفقد معه الشخص شغفه ومتعته بالحياة والإنجاز، ويؤثر على أدائه الوظيفي وتقدمه في العمل، فمثلا هناك مؤسسات لا تحترم حقوق موظفيها في الراحة، فتتواصل معهم حتى في أيام العطلات الرسمية لإنجاز مهام تخص العمل، في البداية يتحمس الموظف وهو في بداية نشاطه كمحاولة لإثبات نفسه في المؤسسة، ما أن تتكالب عليه المهام فيشعر بالاحتراق وتخور قواه ويفقد طاقته على العمل.
مراحل وعلامات الاحتراق الوظيفي
كيف تعرف أنك مصاب بالاحتراق الوظيفي؟ تشير الدراسات إلى أن الاحتراق الوظيفي يمر بثلاث مراحل:
المرحلة الأولى: يلاحظ الشخص وجود ضغط كبير عليه من جهة عمله، دون أي تقدير لحقوقه، مما يؤثر على أدائه البدني والنفسي في العمل.
المرحلة الثانية: شعور الشخص بالتعب والتوتر والقلق والإجهاد الدائم نتيجة محاولة إظهار كفاءته في ظل هذا ضغط.
المرحلة الثالثة: ينعكس على سلوك ومشاعر الشخص بشكل واضح، كعدم قدرته على التركيز وفقدان الهمة وإهمال العمل، ثم يبدأ بالتغير تجاه زملائه ومديريه، ورغبته في عدم التواصل معهم.
وخلال هذه المراحل يلاحظ أعراض الاحتراق الوظيفي على الشخص، ومن أبرزها:
• الإنهاك والإرهاق: يشعر الموظف أنه منهك نفسيا وبدنيا وعاطفيا، وغير قادر على أداء الأعمال اليومية البسيطة.
• انعدام الدافع: يتلاشى الحافز والنشاط من عند الشخص الذي يعاني الاحتراق الوظيفي، فلا يقدر على أداء الأعمال كالسابق.
• المشاعر السلبية: تسيطر مشاعر الإحباط واليأس والفتور والملل على الشخص، فيحاصره الفشل وقلة الثقة بالنفس، ومن ثم الشعور بالوحدة.
• فقدان التركيز: تشتت الانتباه وفقدان القدرة على التركيز والتفكير بصورة منظمة كالسابق.
• السخط: يبدأ الشخص بفقدان السيطرة على تصرفاته، وانعدام رغبته في العمل، وفشله أمام نفسه كل يوم.
• عدم الالتزام بالوقت: تعمد القدوم متأخرا إلى مكان العمل، وعدم الانتظام في الحضور، والرغبة في مغادرة المكان مبكرا، والتسويف في الأعمال، والانسحاب من المسؤوليات.
• العزلة والانفصال والشعور بالوحدة: يقدم الشخص على طلب الإجازات ولا يفعل بها أي شيء، ثم يبدأ بالعزلة والابتعاد عن الآخرين.
• تعاطي أدوية أو مخدرات: قد يلجأ الشخص الذي يعاني الاحتراق الوظيفي بتناول أدوية دون وصفات طبية، أو تعاطي مخدرات أو شرب كحولات.
• أمراض جسدية: أمراض مثل الصداع المتكرر وألم العضلات والأرق، وتغير الشهية، إما بصورة مفرطة، أو انسدادها تماما.
كيف تتعامل مع ضغوط العمل؟
الوقاية من الاحتراق الوظيفي
يمكن أن يصل بك الأمر في لحظة معينة، أن إصابتك بالاحتراق الوظيفي باتت واقعا لا هروب منه، ولكن هذا غير صحيح، فتلك حالة نفسية يمكن أن يمر بها أي شخص في العالم مهما كانت وظيفته، وتحدث غالبا في الشركات التي لا تراعي حقوق موظفيها.
ويمكنك الوقاية من الاحتراق الوظيفي واستعادة طاقتك وتركيزك بطلب المساعدة واتباع النصائح التالية:
• الابتعاد عن الأشخاص السلبيين: الذين يثبطون العزيمة ويعتقدون أن هذا العمل لا فائدة منه، فيصل بك الأم إلى تدهورا في نفسيتك الشخصية.
• محاولة بناء صداقات جديدة: ابحث عن أشخاص يدفعونك نحو النجاح ويبعثون لك الأمل، لا يشترط أن يكون الشخص الذين تصطحبه قادرًا على إصلاح ضغوطك، يكفيه أن يكون داعما ومستمعا مخلصا لك.
• تواصل مع المقربين منك: مثل زوجتك وعائلتك وأصدقائك واقض معهم وقتا ممتعا.
• كن أكثر اجتماعيا في العمل: تكوين صداقات مع الأشخاص في مكان عملك والتحدث إليهم، يهوّن عليك وقت العمل ويخفف من أعراض الاحتراق الوظيفي.
• تجنب امساك هاتفك في وقت راحتك: بدلاً من توجيه انتباهك إلى هاتفك الذكي وقت راحتك، حاول التحدث مع الناس أو قراءة كتابا تحبه، أو جدولة أنشطتك الاجتماعية بعد العمل.
• الاشتراك في أنشطة مختلفة عن العمل: على سبيل المثال إذا كنت موظفا في تخصص الحاسب، فتعلم مهارات جديدة بعيدة عن الجلوس أمام الحاسب، يمكن أن يمنحك الانضمام إلى مجموعة دينية أو اجتماعية أو تطوعية تخفيف التوتر اليومي الذي يسبب لك الاحتراق الوظيفي.
• أعد النظر إلى قيمة عملك: تجنب الأفكار السلبية مثل:(عملي لا فائدة له في المجتمع، أنا شخص غير إيجابي، أنا لا استمتع بعملي) حاول أن تبحث عن القيمة الأصلية في عملك لاستعادة شعورك بالنشاط.
• خذ استراحة يومية: أرح عقلك قليلا من التكنولوجيا ومتابعة الأخبار.
• ابحث عن الجزء السعيد في حياتك: عليك أن تدرك أن الحياة لا تكتمل مع أحد، وأن كل شخص لديه جزء مرهق في حياته.
فمثلا إذا كنت تكره وظيفتك، فابحث عن السعادة والرضا في مكان آخر في حياتك: في عائلتك أو أصدقائك أو هواياتك أو عملك التطوعي، ركز على الأجزاء التي تجلب لك السعادة في حياتك.
كيف تتعامل مع ضغوط العمل دون التأثير على إنتاجيك أو حالتك النفسية؟
• التخطيط الجيد لعطلة العمل: يجب استغلال العطلة بطريقة تعيد لك حيويتك ونشاطك.
• وضع قواعد وحدود جديدة للعمل: احرص على ألا تجور ساعات عملك على حياتك الشخصية.
• المواظبة على التمارين الرياضية: ممارسة التمارين ستعيد النشاط والحيوية لبدنك.
• أعد تقييم أولوياتك: خذ وقتك في التفكير في آمالك وأهدافك وأحلامك.
• غذِّ جانبك الإبداعي: جرب شيئًا جديدًا أو ابدأ مشروعك الخاص، واختر الأنشطة التي لا علاقة لها بعملك والتي لا تسبب لك توترا.
• احصل على قدر من النوم لا يقل عن 6 ساعات: خذ وقتك من النوم الكافي، لأن قلة النوم تؤدي إلى الفتور والتعب والإرهاق.
• اتبع نظاما غذائيا صحيا: لأن الإهمال بتغذية وصحة جسمك، سيؤثر تأثيرا سلبيا كبير على مزاجك.
• استشر طبيبا نفسيا: إن لم تحصل على نتيجة مرضية في التخلص من الاحتراق الوظيفي، فعليك بالذهاب إلى الطبيب النفسي واستشارته.