احذر الانتظار.. عليك التحدث مع مديرك عن الاحتراق الوظيفي قبل فوات الأوان!
على مدى السنوات القليلة الماضية، أصبحنا أكثر علمًا ودراية بمفهوم الاحتراق الوظيفي وتأثيره على فريق العمل، مع ذلك لم نُجرِ أي تغييرات تذكر لعلاج هذه المشكلة والتخلص من أسبابها الجذرية، غير أن القدرة على تحديد متى وصلنا إلى هذه المرحلة يعني أننا نسير على الطريق الصحيح وبأننا أوشكنا على حل الأزمة.
يوجد العديد من الاستراتيجيات التي تساعدنا على التعامل مع الاحتراق الوظيفي، بما في ذلك تخصيص مجموعة من الأيام للصحة العقلية والنفسية، لكن هناك شيئا آخر مهم وقد يساعدك على الخروج من هذه الأزمة قبل الوصول إلى لحظة الانهيار، وهو التحدث مع مديرك بشأن شعورك بالاحتراق الوظيفي، فقد تكون هذه المحادثات أحد العوامل الرئيسة التي تساعدك على الخروج من هذا المأزق، كما انها ستكون مفيدة بالنسبة لك ولمديرك.
الشعور بالاحتراق الوظيفي يفوق الشعور بالإجهاد في العمل، فهو يعني أن الشخص يعاني من الكثير من الضغوطات بما في ذلك ضغوطات لا ترتبط بصورة مباشرة بالعمل، على سبيل المثال أن يعاني الشخص من أعباء العمل، بالإضافة إلى تحمله مسؤوليات كبيرة في المنزل، علاوة على مرورنا جميعًا بفترة صعبة مع انتشار وباء كورونا المُستجد؟
قال بعض الخبراء إنه في بعض الأحيان يُفضل بعض الأشخاص ألا يعربوا عن شعورهم بالتعب أو الاجهاد في العمل، لأنهم لا يرغبون في الظهور كضعفاء أو غير قادرين على القيام بمهام عملهم أو تحمل المسؤوليات، وهو الخطأ الكبير الذي قد يقع فيه كثيرون.
بمجرد إدراك شخص ما أنه لا يتأقلم بشكل جيد مع العمل أو بأنه يعاني من أجل إتمام مهام عمله، كان من الأفضل الاسراع في إجراء محادثة مع مديره المباشر أو المسؤول في الموارد البشرية، وفيما يلي مجموعة من الأمور التي عليك وضعها في عين الاعتبار قبل التحدث مع مديرك..
أجرِ محادثات مستمرة مع مديرك
من المهم إجراء محادثات مُستمرة مع مديرك عن صحتك العقلية ومشاعرك، تأكد من أن هذه ليست رفاهية، من مصلحة الشركة منح الموظفين إجازة بين كل فترة وأخرى لتصفية أذهانهم، والتخلص من المشاعر السلبية.
تساءل عن كيفية كونك أكثر فعالية في العمل
قد تؤثر بعض الضغوطات في حياتك على قدرتك على القيام بعملك، ومن الضروري اطلاع رئيسك بالعمل على هذه التحديات. من المهم أن تُجري محادثات مع مديرك يخبرك فيها بتقييمه لأدائك وقدراتك خلال الفترة الماضية، وما هي الأمور التي عليك فعلها كي تصبح أكثر فعالية، وحتى تتمكن من التعاون بصورة أفضل وتحسن أدائك للمضي قدمًا ومواجهة التحديات.
عندما تتعامل مع المحادثة باعتبارها وسيلة للبحث عن أفضل السبل التي عليك اتباعها لتحسين أدائك والقيام بوظيفتك بطريقة أفضل فإنها ستعود بالنفع على الجميع.
اقترح حلولا مُحتملة
يُنصح بأن يكون الموظفون أكثر صدقًا وإيجابية، وأن يقترحوا حلولا مُحتملة على رؤسائهم. على سبيل المثال أن يقول الموظف لمديره إنه "يعاني من أعباء العمل المتزايدة خلال الفترة الماضية، بالتزامن مع بذل مجهود كبير من أجل تلبية احتياجات أسرته وعائلته، وبالتالي أصبحت أواجه مشاكل كبيرة بسبب شعوره بالتعب والإجهاد، وأخشى أن يؤثر ذلك على أدائي".
وكذلك يُنصح بأن يطرح الموظف على المدير بعض الأسئلة مثل: "هل يمكننا التحدث عن الحلول المقترحة أو الممكنة حتى يكون وضعي أفضل، وحتى أتمكن من تحقيق النجاح".
كيف يمكن أن تتعامل مع مشاكل الصحة العقلية بشكل مستمر؟
رغم أنه قد تم إخبارنا وتشجيعنا على الاهتمام بصحتنا العقلية، فإن ذلك في حد ذاته قد يشكل عبئًا على بعض الأشخاص إذا كانوا لا يعرفون من أين يبدأوا. قد يعاني من أعراض الاحتراق الوظيفي، ويزداد شعورهم بالإرهاق نتيجة التحديات الهائلة التي يضعها علينا كوفيد-19.
مع ذلك، يمتنع العديد من الأشخاص الذين يعانون من الاحتراق الوظيفي من أخذ يوم أو يومين للعناية بصحتهم العقلية، وذلك لأنهم يعتقدون أن الضغوطات ستظل موجودة عند عودتهم، أو أن هذه الإجازة القصيرة ستزيد من حجم الضغوطات التي يشعرون بها.
وهنا علينا التأكيد على أن أفضل طريقة للتعامل مع صحتنا العقلية هو عدم الانتظار حتى تسوء الأمور إلى أقصى درجة، لذلك عليك القيام بنشاط ممتع وإفراغ طاقتك السلبية بأي صورة ممكنة لتقليل مقدار التوتر والقلق اللذين تشعر بهما، وبالتالي تصبح أكثر قدرة على التركيز.