الحزام.. إكسسوار بتاريخ طويل ورمزيات متعددة
كما هو الحال مع جميع قطع الملابس، فإن الحزام يملك تاريخه الطويل. الملابس والإكسسوارات التي نعتبرها من الأمور المسلم بها مرت بحقبات تاريخية عديدة حيث كان لها غايات وأهداف تتجاوز الموضة. من الحاجة إلى رمز للمكانة فرموز أخرى، هذه هي حكاية الحزام.
على الرغم من كونه صغير الحجم نسبياً وغير بارز بشكل كبير في معظم الأحيان ولكن الحزام يمكن أن يعزز الطلة ويرتقي بها أو أن يفسدها. الحزام من الإكسسوارات التي تظهر ما إن كان الرجل يكترث أو لا يكترث للحصول على طلة متكاملة.
وعلى الرغم من أن غالبية الرجال حول العالم يملكون أكثر من حزام إلا أن قلة قليلة فقط تعرف تاريخ هذا الإكسسوار. وكما هو حال الكثير من الأمور التي نستخدمها أن نرتديها ونعتبرها من المسلمات فإن تاريخ الحزام طويل وغني ولعب دوراً أساساً في عدد لا بأس به من الحضارات.
البدايات : العصر البرونزي
يعود أقدم توثيق لأحزمة الرجال الى العصر البرونزي. وهذه الفترة غامضة بعض الشيء لكونها تصف حقبة من التقدم التكنولوجي للحضارات الحضرية مثل الكتابة واستخدام البرونز. وبما أن التقدم هذا لم يسر بشكل متوازٍ في كل البقع الجغرافية فإن بعض الابتكارات ومن ضمنها الحزام انتشرت في مناطق معينة دون أخرى.
في البداية كانت الأحزمة تستخدم كأداة نفعية وكانت وسيلة لحمل الأدوات. في تلك الفترة كان الرجال والأطفال هم الأكثر استخداماً للحزام والنساء بدرجة أقل. الحزام حينها كان عبارة عن حبل مصنوع من لحاء الشجر المرن لكون المادة هذه تشبه الجلود لناحية المرونة والقوة.
خلال الفترات اللاحقة كانت الأحزمة تصنع من قطع كبيرة من القماش وكانت تستخدم كجزء من الملابس أو لحماية مرتديها من سوء الأحوال الجوية.
الواقع هذا تبدل مع العصور الوسطى وبات الحزام جزءا من الملابس وإن كان يستخدم لأغراض جمالية تتمحور حول خلق وهم اللياقة البدنية المثالية للذكور والتي كانت حينها أكتافا عريضة وصدرا بارزا وخصرا نحيلا. وكان الحزام يساعد على خلق هذا الوهم وعليه كان أكثر انتشاراً بين الجنود.
فمنذ بداية تاريخ البشرية كان الحزام جزءاً دائماً من الزي العسكري إما لتعزيز اللياقة أو لحمل الأسلحة. وفي الواقع وتعتبر أحزمة المشدات العسكرية التي يتم ارتداؤها حول الخصر والمصممة لإبقاء الأسلحة في مكانها أول أحزمة فعلية في التاريخ.
الأحزمة عند الرومان
وكانت الأحزمة الجلدية شائعة جداً عند الجيوش الرومانية وذلك لمرونتها وقوة تحملها وسهولة الحركة عند اعتمادها ناهيك عن واقع أنها كانت توفر الحماية. المجالدون في المقابل كانوا يملكون أحزمة خاصة بهم مصصمة بشكل خاص. وفي الواقع الحزام هذا كان عبارة عن حزامين، الأول يتم ربطه حول الخصر وكان يسمى «سينغولوم» وكان له عدة شرائط جلدية مزينة مع أشكال معدنية تتدلى من أجل الزينة وكانت الغاية منه حمل الخناجر.
الحزام الثاني والذي يسمى «بالتوس» كان يتم لفه حول الكتف وكان مخصصاً لحمل سيف قصير.
ولكن الأحزمة لم تكن فقط محصورة بالجنود والمجالدين بل كان الأباطرة يعتمدونها أيضاً وإن كانت النسخ الخاصة بهم أكثر فخامة ورقياً إذ كان الإمبرطور يرتدي رداء التوغا الذي يتم تثبيته بقطعة من القماش التي تحتوي على قطع معدنية من الذهب التي تلتف حول الخصر.
الأحزمة ومعانيها ورمزيتها
الأحزمة لم تلعب دوراً أساسياً فقط في الجيوش ولاحقاً في الموضة ولكنها أيضاً لعبت دوراً كبيراً في تفسير الأحلام عند بعض الحضارات. في الثقافة المنغولية كان للحزام مكانة خاصة إذ كان يتم تبادلها حين يتم عقد التحالفات. في المقابل كان الإفرنج يؤمنون بأن الرجل يفوز على عدوه بمجرد استيلائه على حزامه. ولا تزال هذه الرمزية مستمرة حتى يومنا هذا في الملاكمة والمصارعة والرياضات القتالية حيث يتوج البطل بحزام يرمز لونه إلى رتبة الشخص ومهارته.
في حضارات ما قبل الرومان كان للحزام رمزية دينية إذ كان الرهبان يرتدون قماش الخيش الذي يتم ربطه بحبل وكان القساوسة الكاثوليك يعقدونه بثلاث عقد ترمز إلى عهود العفة والتواضع والطاعة.
رمز للمكانة الاجتماعية
كما هو حال غالبية قطع الملابس فإن الحزام أيضاً كان رمزاً للمكانة الاجتماعية عبر العصور المختلفة.
خلال العصور الوسطى كان الحزام جزءا من موضة الغالبية ولكن الموضة الخاصة بالحزام اعتمدت على هوية من يرتديه، فأحزمة الرجال الذين ينتمون إلى الطبقات العليا من المجتمع اختلفت وبشكل كبير عن أبناء الطبقات المتوسطة والفقيرة. كان الأثرياء يرتدون الأحزمة المعدنية أو الجلدية المزينة والمزخرفة كما ارتدى الفرسان بدوهم نوعية وتصاميم مماثلة من الأحزمة. أما أبناء الطبقات الفقيرة فكانوا يرتدون أحزمة جلدية بسيطة بأكياس قماشية تمكنهم من وضع العملات المعدنية فيها.
القرن التاسع عشر
خلال القرن التاسع عشر كان الحزام لا يزال يستخدم لأغراض جمالية ونفعية خصوصاً في الزي العسكري وبين أواسط الضباط. في تلك الفترة كان الضباط يرتدون أحزمة ضيقة جداً وعريضة حول خصورهم فوق البدلة العسكرية من أجل حمل السيوف ولأغراض جمالية لمنحهم وهم اللياقة البدنية كما سبق وذكرنا. خلال حروب القرم، تزايدت أهمية وهم اللياقة البدنية لإخافة العدو فكان يتم ارتداء مشد تحت الزي الرسمي. وبالتالي فإن المشد الذي ستعتمده النساء خلال مراحل تاريخية مقبلة، تم ابتكاره من قبل الجنود الذكور وحينها كان الضباط مرغمين أكثر من الجنود على اعتماده.
وعلى الرغم أن الرجال في أوروبا ومنذ القرن السادس بدأوا بارتداء السراويل ولكن خصر السروال خلال تلك الفترة كان مرتفعاً وبالتالي لم يكن هناك حاجة للحزام. وسيتطلب الأمر سنوات طويلة وتحديداً حتى منتصف القرن التاسع عشر كي تنخفض خصور السراويل إلى منطقة الورك وبالتالي تبرز الحاجة للحزام وما ارتبط بإضافة حلقات على السروال للحزام. في تلك الفترة لم يعد الحزام أداة عسكرية وجزءا من الزي الرسمي العسكري بل تحول إلى إكسسوار لا غنى عنه.
الأحزمة في عصرنا الحالي
الأحزمة في عصرنا الحالي لم تعد ترتبط سوى بالموضة، وهذا ما منح الذين يصممونها ويصنعونها هامشاً كبيراً للإبداع. التصاميم خلال عصرنا الحالي عديدة والمواد التي يتم استخدامها مختلفة ومتنوعة. من التصاميم الكلاسيكية إلى الأحزمة القماشية المحبوكة إلى الجلدية وتلك المصنوعة من مواد خارجة عن المألوف. يمكن العثور على حزام بأي لون كان وبأي سعر كان وبأي تصميم كان.
ما بين كارتييه وسيكو.. تعرف على ساعات يد نزلاء البيت الأبيض الجدد
أفضل ماركات الأحزمة
بوتيغا فينيتا - Bottega Veneta
تشتهر العلامة التجارية الفاخرة بوتيغا فينيتا عالمياً بمنتجاتها الجلدية. معظم المنتجات الخاصة بها تصنع يدوياً في إيطالية بتقنية إنتريتشاتو وهي تقنية قديمة في النسج تمنح الجلد مظهراً فريداً وتزيد من متانته. التقنية هذه بالإضافة إلى استخدام أفضل وأفخر أنواع الجلود تجعل الأحزمة الخاصة ببوتيغا فينيتا من أفضل الأحزمة.
أندرسنز- Anderson’s
عندما يتعلق الأمر بالأحزمة المنسوجة فإنه من الصعوبة بمكان العثور على أحزمة أفضل من أحزمة أندرسونز. الماركة الإيطالية معروفة بمنتجاتها الجلدية الفاخرة ولكن أحزمتها المنسوجة هي الأكثر تميزاً على الإطلاق. منذ أكثر من خمسين عاماً والعلامة التجارية توفر الأحزمة النابضة بالحياة والحيوية والألوان. ولكنها في المقابل توفر أحزمة جلدية بألوان تقليدية وغير تقليدية.
دنهيل -Dunhill
يمكن القول بأنه في عالم صناعة السلع الجلدية لا يوجد شركة تحظى بتقدير أكبر من العلامة التجارية ألفريد دانهيل. منذ أواخر القرن التاسع عشر توفر العلامة أفضل المنتجات الجلدية وأكثرها فخامة. كانت وما تزال العلامة التجارية المفضلة لكل رجل أنيق حول العالم.
ميلبوري- Mulberry
العلامة التجارية هذه معروفة بإنتاجها أفضل وأجود الحقائب ولكنها أيضاً تنتج أكثر الأحزمة أناقة. الشركة التي تسعى لتوفير كل ما هو أنيق للرجل حرصت على تقدم أحزمة مصنوعة من أفضل المواد وبالتالي جودة لا يعلى عليها.
بولو رالف لورين- Polo Ralph Lauren
توفر العلامة التجارية مجموعة كبيرة ومتنوعة جداً من الأحزمة. من الجلدية إلى القماشية إلى تلك التي تبرز شعارها المميز. الأحزمة مريحة وتتناسب مع مختلف الأذواق والطلات.