تأثير الجيوش على الملابس: العسكر وتبديلهم لمسار الموضة عبر التاريخ
طالما كان للجيوش في جميع أنحاء العالم تأثير لا يُمكن الاستهانة به على الموضة والأزياء، سواء كان يتعلق الأمر بالتضاريس، أو أحوال الطقس، أو طبيعة ارتداء العيش بزي موحد. على مدار مئات السنوات الماضية لم تعد ملابس العسكر مقتصرة فقط على مناسبات ومواقف مُحددة، ولكنها ساهمت في تغيير مسار الموضة عبر التاريخ، وفيما يلي نستعرض مجموعة من القطع الأكثر شيوعًا واستخدامًا في عالم الموضة الرجالي والمستوحاة من الزي العسكري.
ربطة العنق
وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز، فإنه خلال حرب الثلاثين عامًا (1618- 1648) وصل المرتزقة الكروات إلى باريس وهم يرتدون ملابس عسكرية بها أوشحة مُشرقة مربوطة بإحكام حول أعناقهم حتى إن أغلب الرجال فقدوا وعيهم خلال المناورات. طور الفرنسيون هذه الإطلالة وحولوا الأوشحة إلى شيء يُعرف باسم (لاكروات) ثم تغير الاسم لاحقًا ليصبح (لا كرافتي). وبرغم أن هذه كانت الانطلاقة الحقيقية لربطة العنق أو الكرافتة، فإن الأمر استغرق مئات السنوات حتى تطورت إلى الشريط الضيق المصنوع من القماش الذي نعرفه الآن.
الكاكي
بعد هزيمتهم أمام الولايات المتحدة في الحرب، استمر البريطانيون في ارتداء ملابسهم العسكرية ذات الألوان الزاهية كما المعطف الأحمر وغيرهم من القطع. ومع حلول أربعينيات القرن التاسع عشر اقترح هاري لومسدن، الضابط القائد في وحدة من سلاح الفرسان، فكرة غير تقليدية وهي ارتداء سترة قرمزية ضيقة لكنها لم تكن مناسبة أبدًا لشن الحرب، ولم تكن ملائمة للطقس الحار، وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز.
أعطى لومسدن للجنون ملابس قطنية خشنة وسترات قطنية مجعدة وعمامات مصبوغة بالمازاري، وهو نبات محلي في بنجاب يحول كل شيء إلى لون يميل إلى الرمادي أو البني، فيما كانت المنتجات الجلدية مصبوغة بالتوت ومع مرور الوقت أصبح لونها أصفر، وكلا اللونين باتا يُعرفان باسن الكاكي، وهي كلمة فارسية تعني الأرض أو الغبار أو الرماد.
موديلات الصديري الرجالي الراقية.. عادت إلى ساحة الموضة من جديد
سراويل كارجو
وفقًا لبين جرانت من جامعة أكسفورد فإنه تم ارتداء سراويل كارجو أو سراويل البضائع لأول مرة في عام 1938، إذ ارتداها جنود في الجيش البريطاني. هذه السراويل كانت جزء من الزي الرسمي للمعارك. احتوى أول تصميم رسمي من سراويل كارجو على جيب إلى جانب في المنطقة الأمامية للفخذ، وآخر في المنطقة الخلفية. وارتدى الجنود الأمريكيون سراويل كارجو لأول مرة في الأربعينيات.
ساعة كارتييه تانك
ابتكر لويس كارتييه ساعة تانك في عام 1917 وقدم النموذج الأول منها كهدية للجنرال بيرشينج، ضابط بجيش الولايات المتحدة الذي قاد قوات المشاة الأمريكية في الحرب العالمية الأولى، قبض بضع سنوات من طرح الساعة في السوق عام 1919. صُممت أغطية الساعة على طراز خزان رينو الحديث، وربما تكون أول ساعة يد عصرية أنيقة مُخصصة للرجل العصري داخل وخارج الجيش.
نظارات رايبان أفياتور
عانى الكثير من الطيارين الأمريكيين في الثلاثينيات من وهج الشمس وسبب لهم الصداع ودوار المرتفعات، وبالتالي تم تصنيع نوع جديد من النظارات والنظارات الواقية من قبل سلاح الجو في الجيش، وطُرحت في النهاية للجمهور للاستهلاك في عام 1937. تتميز هذه النظارات بإطارات بلاستيكية وشكلها الكلاسيكي، فقد أصبحت تستخدم للحماية من الشمس كما أنها جعلتهم أكثر وسامة وجمالاً.
معاطف للوقاية من الأمطار
المعطف الواقي من الأمطار أو (الترنش) وينتمي إلى التراث البريطاني، في حين أنه أصبح قطعة مرادفة لماركة بربري التجارية العالمية، ولكنها ليست أول علامة تجارية تقدمه. يعود تاريخ هذا المعطف إلى عام 1853، عندما أنتجت علامة Aquascutum معاطف عملية للضباط الذين قاتلوا في حرب القرم باستخدام الصوف المقاوم للماء.
بالنسبة إلى بربري، قدم توماس بربري تصميم للمعطف الواقي من الأمطار في عام 1901 وكان مصنوع من الجبردين القطني وبه طية صدر كبيرة وياقة واسعة.
أحذية الصحراء
صمم ناثان كلارك أحذية صحراء وعرضها لأول مرة في معرض شيكاغو للأحذية في عام 1950، وهي أحذية قوية تساعد الجنود والضباط إلى الانتقال بحرية وسهولة في الصحراء والأماكن الحارة والوعرة وفي المناخ الجاف.
التيشيرتات البيضاء
صُممت التيشيرتات البيضاء لجنود البحرية الأمريكية في عام 1913، ويُفضل استخدامها في الأجواء الحارة والاستوائية وكذلك ارتداها الجنود في الغواصات، وكذلك ارتداها الجنود كي يخلعون السترات الخاصة بالزي أثناء القيام بأعمال قد تجعله يتسخ.