أكثر القطع أناقة للرجل .. تاريخ تطور القبعات عبر العصور
ظهرت القبعات وأغطية الرأس منذ سنوات طويلة وكان الهدف من ورائها حماية الرأس من العوامل الجوية، وكذلك أشارت إلى الوضع الاجتماعي لمُرتديها، وساهمت في تحديد انتمائه أو مهنته. حتى أواخر القرن العشرين كانت القبعات وأغطية الرأس جزءًا أساسيًا لا يمكن الاستغناء عنه في خزانة ملابس أي رجل، بداية من القبعات البسيطة وصولاً إلى القبعات ذات التصاميم والتفاصيل الكثيرة من زخارف وتُزين بالحلي وغيرها.
خلال العصور الوسطى وعصر النهضة بأوروبا ساعدت القبعات على فهم وضع الرجال في المجتمع، وفي بعض الحالات فرض القانون ارتداء بعض أغطية الرأس والقبعات على بعض الرجال، لكن أنماط وتصاميم القبعات اختلفت مع تقدم المجتمع والتطور التكنولوجي.
ولكن ارتداءك للقبعة أو عدم ارتدائها لا يزال خيارا. في الماضي لعبت القبعات دورًا مهمًا في خزانة الرجال.
القبعات القديمة
للقبعات أصل يعود إلى مئات أو ربما آلاف السنين، واكتشف الانسان ذلك من خلال الكلمات المكتوبة، والفنون المتمثلة في اللوحات والتماثيل والأواني الفخارية والنقوش التي عُثر عليها على الجدران. تعددت أغراض القبعات في الماضي ما بين الاحتفالية، الدينية، الملكية، العسكرية، وصنعت من الفراء، الجلد، الكتان، والمعادن.
عُثر على نقوش ورسومات على جدران كهف في عام 1914 في فرنسا تصور شخصًا يرتدي غطاء رأس به قرون، يعود تاريخه إلى القرن الرابع عشر قبل الميلاد.
جورج بروميل.. الرجل الذي ابتكر الموضة المعاصرة قبل أكثر من ٢٠٠ عام
القبعات في مصر، اليونان وروما
ظهرت في مصر القديمة أشكال متنوعة ومختلفة من التيجان وأغطية الرأس والقبعات، وتظهر الرسومات والنقوش الموجودة على الجدران الرجال العاديين والعمال والعبيد وهم يرتدون قبعات. حلق المصريون القدماء رؤوسهم وارتدوا الباروكات للمناسبات الخاصة، فيما كان العوام يرتدون قبعات مصنوعة من الكتان ويذهبون بها إلى المعابد.
وارتدى الإغريق القدماء قبعات دائرية، وارتدى النخبة أكاليل مصنوعة من أغصان الزيتون، واستمر تقليد ارتداء إكليل كتصرف شرفي حتى العصر الروماني.
القبعات الرجالي في عصر النهضة
انتشر في عصر النهضة قبعات طويلة ونحيفة ولكنها تصميم القبعات تغير تمامًا خلال العصور الوسطى وأصبحت ممتلئة وأكثر اتساعًا. في القرن السادس عشر حلت القبعات العريضة محل القبعات الطويلة، وبات يمكن ارتداؤها على الرأس مباشرة أو تصويبها بزاوية مائلة.
صُنعت القبعات خلال عصر النهضة من الفراء، وحرص السادة ونخبة المجتمع على ارتداء قبعات بها تصاميم وزخارف فريدة من نوعها، وقبعات أخرى بها ريش البجع أو دبابيس مرصعة بالمجوهرات الباهظة الثمن.
ومع تطور الصناعة فرضت الحكومة الإنجليزية على المواطنين ارتداء القبعات وأغطية الرأس من أجل دعم صناعة القبعات في إنجلترا.
القبعات الرجالي في القرن السابع عشر
سيطرت الطابع الرومانسي على تصميم القبعات خلال القرن السابع عشر. وظهرت القبعات التي يرتديها الفرسان، وكان الشعر الطويل المتدفق الذي تعلوه القبعة ذات الحواف المرتفعة المزينة بريش النعام والأحجار الكريمة هي الصور المعتادة والتي يظهر عليها الرجال خلال هذه الفترة.
تغيرت تصاميم القبعات في منتصف القرن، إذ ظهرت تصاميم ذات أنماط شرقية وبات الرجال الغربيين يرتدون قبعات تُشبه العمامات على رؤوسهم، والتي غالبًا ما تُزين كذلك بالريش والمجوهرات. بحلول نهاية القرن، أصبحت القبعات أصغر حجمًا وتم تصميمها بحواف من الأمام أو الجانب أو الخلف.
القبعات الرجالي في القرن التاسع عشر
ظهر في القرن التاسع عشر تصاميم كلاسيكية جديدة للرجال والتي جمعت بين البساطة والأناقة في الوقت نفسه. وكان مبدأ المساواة العنصر الأساسي الذي اعتمد عليه صنّاع القبعات لتقديم تصاميمهم رغم أن الفروق الطبقية ظلت واضحة من خلال قطع الملابس والمواد المُستخدمة في الإنتاج.
بعد حدوث الثورة الصناعية ظهرت قطع ملابس واكسسوارات وقبعات بأسعار ميسورة أقبل عليها أفراد الطبقة المتوسطة، وأصبح الجزء العلوي المصنوع من الحرير الأسود في تسعينيات القرن التاسع عشر هو التصميم الرأسمالية المحافظة، وكانت مصنوعة من القماش المقوى وتُغطى بقطعة من القماش القطيفة.
تميزت القبعات التي ظهرت في القرن التاسع عشر بكونها عملية، بسيطة، وأنيقة. في نهاية القرن التاسع عشر ظهرت القبعات العلوية القابلة للطي والتي يمكن تسطيحها وارتدائها مرة أخرى بنقرة عليها. وجرى تطوير القبعات الديربي في منتصف القرن لتصبح من القبعات الكلاسيكية وتبقى أيقونة للشعب الإنجليزي حتى يومنا هذا.
وفي الولايات المتحدة ظهرت قبعات ستيتسون والتي يعود أصلها إلى رعاة البقر في فيلادلفيا، ابتكرها جون باترسون ستيتسون لحماية الرأس والوجه من الحرارة والمطر.
القبعات الرجالي في القرن العشرين
احتفظت أزياء الرجال بالبساطة الكلاسيكية في القرن العشرين، وأضفى العصر الإدواردي أسلوب رسمي وغير رسمي على الأنماط الغربية للرجال والنساء، وكانت القبعات من القطع التي يُقبل عليها الرجال أثناء ارتداء ملابس رسمية، ولكن التصاميم الخاصة بالعصر الفيكتوري اختفت مع انتهاء القرن.
كانت غالبية التصاميم القبعات الموجودة في اوائل القرن العشرين واستمر وجودها حتى منتصفه تُشبه تلك التي ظهرت في أواخر القرن التاسع عشر، وكانت القبعات عبار عن قبعات صيفية ذات أجزاء مسطحة وحافة مستديرة، ويُضاف إليها تفصيلة مميزة عبارة عن قش مُضفر بشكل حلزوني، يتم تقويته ووضعه عليها أحيانًا بشكل رسمي وأحيانًا أخرى بشكل غير رسمي.
وكانت قبعة بنما من القبعات الصيفية التي تحظى باقبال كبير في مطلع القرن العشرين، وكذلك القبعة هومبورج، بالإضافة إلى قبعة فيدورا الأمريكية وهي القبعات التي ارتداها رجال العصابات في الأفلام السينمائية، والتي غالبًا ما كان يرتديها الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت، وكانت شائعة للغاية في منتصف القرن. وأصبحت قبعة البيسبول من القبعات الأكثر شعبية في أواخر القرن العشرين.
القبعات الرجالي الآن
نعيش الآن في عالم لا يقبل فيه الرجال على ارتداء القبعات، بالتأكيد يرتدي الرجال في مختلف الأعمال القبعات ولكنها أصبحت خيار وليست قطعة ضرورية كما كانت عليه في السابق، ويرجع ذلك إلى الاتجاه العالم إلى الإطلالات الكاجوال والتي تمنح الجميع الفرصة باختيار القبعة التي يريدون ارتدائها وعدم التقيد بتصميم خاص.