كيفية صلاة العيد وشروط صحتها
يجتمع المسلمون في العيدين وسط أجواء من البهجة والسرور، ويلتقون لتيادل التهاني والتزاور مع الأهل والأصدقاء، وفي ظل ظروف أزمة الكورونا الراهنة، يحاول المسلمون إظهار فرحتهم بمناسك العيد، مع الحرص على اتباع الإجراءات الإحترازية، ويبدأ هذا اليوم بأداء ومعرفة كيفية صلاة العيد ، ويتزين الرجال عند ذهابهم لصلاة العيد.
وصلاة العيد هي صلاةٌ مشروعة، وثبتتْ مشروعيتها بما ورد في كتاب الله وسُنّة نبيّه وإجماع الأمّة، وجاء في فتاوى اللجنة الدائمة للإفتاء: "صلاة العيدين فرض كفاية؛ إذا قام بها من يكفي سقط الإثم عن الباقين، وتؤدّي الصلاة في صباح العيد بعد شروق الشمس بثلث ساعة تقريبًا، وعلى غرار هذا سنتعرف على كيفية صلاة العيد وسننها وشروطها.
كيفيّة صلاة العيد
اتّفقت المذاهب الفقهية عموماً على كيفية صلاة العيد، وتعدّدتْ آراء أصحاب المذاهب في بعض تفصيلات كيفية صلاة العيد، وبيان ذلك فيما يأتي:
• ينوي المُصلّي صلاة العيد ركعتَين، وتُؤدّى الركعتَين جهراً، يبدأ المسلم فيهما بتكبيرة الإحرام، ثمّ يكبّر سبع تكبيراتٍ أُخرَياتٍ، ويرفع يديه في كلّ تكبيرةٍ حَذو منكبيه، ويضع اليُمنى على اليسرى بين كلّ تكبيرتَين، ويذكر الله بينهما.
وتكون تلك التكبيرات قبل التعوُّذ والقراءة، ويُكرَه ترك تلك التكبيرات، أو الزيادة عليها، أو النقصان منها، وإن شرع في التعوُّذ قبل التكبيرات، فإنّه يأتي بها جميعاً، ويتداركها، وإن شرع الإمام في قراءة الفاتحة دون أن يُكمل المأموم تكبيراته، فإنّه لا يأتي بها؛ بسبب فوات مَحلّها؛ فالمأموم مُطالبٌ باتّباع إمامه في الصلاة؛ فإن ترك الإمام التكبيرات، أو أنقص منها، فإنّ المأموم يتّبعه في ذلك، ويُكبّر المُصلّي خمس تكبيراتٍ في الركعة الثانية سوى تكبيرة الإحرام، على الهيئة التي أتى بها في الركعة الأولى.
• يُسَنّ للإمام أن يقرأ سورة "ق" في الركعة الأولى بعد الفاتحة، وفي الثانية سورة "القمر"، أو يقرأ في الأولى سورة "الأعلى" بعد الفاتحة، وفي الثانية سورة "الغاشية"، ويخطب الإمام بالناس بعد أداء الصلاة، ويذكّرهم بالعيد وأحكامه.
• ويختلف الأحناف في عدد التكبيرات كيفية صلاة العيد، فيكون التكبير ثلاث مرات والفَصْل بينهم بسكتةٍ قصيرةٍ بمقدار قول: "سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلّا الله، والله أكبر"، أما في الركعة الثانية تؤدى ثلاث تكبيرات قبل الركوع.
أما المالكيّة: تُؤدّى صلاة العيد ركعتَين، ويُكبَّر في الركعة الأولى بسبع تكبيراتٍ مع تكبيرة الإحرام قبل القراءة، وفي الثانية بخمس تكبيرات سوى تكبيرة القيام، ولا يُشرَع رفع اليدين عند التكبير إلّا في تكبيرة الإحرام، ولا يُفصَل بين التكبيرات.
• نوصي الآباء بتعليم صغارهم كيفية صلاة العيد قبلها، ليعرف الأبناء صفتها قبل أداءها.
شروط صحّة صلاة العيد
يشترط في كيفية صلاة العيد بعض الشروط، وهي: الطهارة، واستقبال القبلة، وستر العورة، ووجود الإمام، والبلد، والجماعة، والوقت.
سُنَن صلاة العيد
تُسَنّ في صلاة العيد ما يُسنّ في غيرها من الصلوات، من الأقوال والأفعال، بالإضافة إلى سُنيّة عدّة أمورٍ أخرى فيها، بيانها فيما يأتي:
• الاغتسال قبل الخروج إلى الصلاة: يستحب للرجل الاغتسال قبل الذهاب إلى الصلاة، والتطيُّب، وتخيُّر أحسن الثياب.
• الأكل قبل الخروج في الفطر وبعد الصلاة في الأضحى: من الآداب ألا يخرج في عيد الفطر إلى الصلاة حتى يأكل تمرات لما رواه البخاري عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يَغْدُو يَوْمَ الْفِطْرِ حَتَّى يَأْكُلَ تَمَرَاتٍ، وَيَأْكُلُهُنَّ وِتْرًا .
- وإنما استحب الأكل قبل الخروج مبالغة في النهي عن الصوم في ذلك اليوم وإيذانا بالإفطار وانتهاء الصيام و ذلك سداً لذريعة الزيادة في الصوم، وفيه مبادرة لامتثال أمر الله ومن لم يجد تمرا فليفطر على أي شيء مباح.
- وأما في عيد الأضحى فإن المستحب ألا يأكل حتى يرجع من الصلاة فيأكل من أضحيته إن كان له أضحية، فإن لم يكن له من أضحية فلا حرج أن يأكل قبل الصلاة .
• التكبير يوم العيد: من السنن العظيمة في يوم العيد التكبير لقوله تعالى: (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)، ووقت التكبير في عيد الفطر يبتدئ من ليلة العيد إلى أن يدخل الإمام لصلاة العيد، وأما في عيد الأضحى فالتكبير يبدأ من أول يوم من ذي الحجة إلى غروب شمس آخر أيام التشريق .
• التهنئة: من آداب العيد التهنئة الطيبة التي يتبادلها الناس والأهل والأصدقاء فيما بينهم من عبارات التهنئة المباحة وعن جبير بن نفير، قال: كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض، تُقُبِّل منا ومنك .
• التجمل للعيدين: في العيد يتزين المسلمون ويلبسون أجمل الثياب تيمناً بخير الأنام عن جابر رضي الله عنه قال: كان للنبي صلى الله عليه وسلم جبة يلبسها للعيدين ويوم الجمعة .
• الذهاب إلى الصلاة من طريق والعودة من آخر: يستحب يوم العيد الذهاب إلى الصلاة من طريق والعودة من طريق آخر، وقيل الحكمة من ذلك ليشهد له الطريقان عند الله يوم القيامة، والأرض تحدّث يوم القيامة بما عُمل عليها من الخير والشرّ، وقيل لإظهار شعائر الإسلام في الطريقين، وقيل لإظهار ذكر الله.
صيغة التكبيرات المشروعة يوم العيد
بعد أن عرضنا كيفية صلاة العيد ، نوصي بمعرفة التكبيرات المشروعة يومي العيد لتعظيم شعائر الله وإظهار الفرحة:
• التكبير: "الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد"، أو يثلث: "الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر الله أكبر ولله الحمد"، ومثله: "الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا"، كل هذا مشروع في عيد الفطر بعد غروب الشمس إلى الفراغ من الخطبة.
• أما في عيد الأضحى فالتكبير من دخول شهر ذي الحجة إلى نهاية أيام التشريق ثلاثة عشر يومًا، من أول ذي الحجة إلى غروب الشمس من اليوم الثالث عشر، كله محل تكبير.
• في أيام التشريق وفي يوم عرفة والعيد يكون فيه التكبير المطلق والمقيد أدبار الصلوات والمطلق في جميع الأوقات، في يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق الثلاثة يجتمع فيها المطلق والمقيد، أما ما قبل عرفة فهو مطلق في الليل والنهار.
المصادر: