كيفية صلاة الفجر ومكانة الصلاة العظيمة في الإسلام
الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام، وهي عماد الدين، وطوق النجاة من النار، وأول ما يُحاسَب عليه العبد يوم القيامة، ولصلاة الفجر خصوصية على وجه التّحديد، إذ إنّ وقتها يأتي أثناء سكون النّاس ونومهم، فتظهر الهمّة والعزيمة عند المبادرة بأدائها في وقتها، والمداومة على صلاة الفجر دليل للبراءة من النفاق، والحرص على كيفية صلاة الفجر من علامات الإيمان، ولذلك قِيل عن صلاة الفجر إنّها الفارقة؛ لأنّها تميّز المؤمنين المحافظين والحريصين عن الذين يتثاقلون عن أدائها، ويكسلون عنها، وسُمّيت صلاة الفجر بهذا الاسم نسبةً إلى وقتها من الصبح الذي ينجلي فيه الظلام، وسٌمّي فجرًا لانفجار الضوء وزوال العتمة والليل، وينبغي على كل مسلم يبتغي فضل الله في الدنيا والآخرة أن يحرص على تعلم كيفية صلاة الفجر والمواظبة عليها والخشوع فيها.
كيفية صلاة الفجر
صلاة الفجر المفروضة ركعتان، فإذا قام العبدُ في صلاته نوى بقلبه الصلاة المعينة التي يريدُ أداءها، وفيما يلي كيفية صلاة الفجر:
• القيامُ مع القدرة، ثم بدء الركعة الأولى بتكبيرة الإحرام "الله أكبر".
• ويضع المصلي يده اليمنى على اليسرى على صدره، ثم يدعو بدعاء الاستفتاح: (سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك وتعالى جدك، ولا إله غيرك).
• ثم يتعوذ من الشيطان الرجيم، ثم يقول البسملة ويقرأ الفاتحة، فإذا فرغَ من قراءة الفاتحة أمَّن.
• ثم يقرأُ ما تيسرَ من القرآن بعد الفاتحة.
• ثم يكبرُ للركوع، ومحلُ تكبيرات الانتقال أثناء الانتقال إلى الركن، لا قبل الانتقال ولا بعده، ورفع اليدين هنا وعند الرفع من الركوع وعند القيامِ إلى الركعة الثالثة.
• وصفة الركوع في كيفية صلاة الفجر: أن يقبض بيديه على ركبتيه مُفرجاً بين أصابعه، ويمدُ ظهره، ويجعلُ رأسه بحيال ظهره، ويقولُ: (سبحان ربيَ العظيم) ثلاث مرات أو أكثر.
• ثم يرفع رأسه من الركوع رافعًا يديه حتى يعتدل قائمًا قائلًا: سمع الله لمن حمده، وبعد اعتداله: ربنا ولك الحمد، ولو زاد على هذا الذكرِ من الثابت كان حسناً، كأن يزيد ملء السموات وملء الأرض، وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيءٍ بعد، أهلَ الثناء والمجد، أحقُ ما قال العبد، وكلنا لكَ عبد، اللهم لا مانعَ لما أعطيت، ولا معطيَ لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد، أو يقول: ربنا لك الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه.
• ثم يخرُ ساجداً على أعضائه السبعة، التي أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالسجودِ عليها، وهي القدمان والركبتان والكفان والجبهة مع الأنف، ويرفعُ بطنه عن فخذه، ويجافي بين عضديه وجنبيه، ويضعُ كفيه حيال منكبيه، ويستقبل بأصابع رجليه القبلة، ويقول في سجوده: (سبحان ربي الأعلى) ثلاث مرات أو أكثر، ويزيد من الدعاء.
• ثم يرفعُ رأسه مكبراً ويجلسُ بين السجدتين، مفترشاً رجله اليسرى وينصبُ اليمنى، وإن شاءَ نصبَ رجليه وجلس على عقبيه، ويقول في تلك الجلسة: رب اغفر لي.
• ثم يسجد السجدة الثانية كالأولى، والركوع والرفع منه والسجود والرفع منه، والاعتدالُ بعد الركوع، والاعتدالُ في الجلسة بين السجدتين، والطمأنينةُ في ذلك كله.
• ثم ينهضُ إلى الركعة الثانية، ويصلي الركعة الثانية كالأولى، ويُسنُّ أن يجعلها أخف منها.
• ثم يجلسُ في آخر الثانية للتشهد، ويجلس المصلي على رجله اليسرى وينصب اليمنى، ويضع يده اليسري على فخذه اليسري، ويده اليمنى على فخذه اليمنى، ويقبضُ الخنصر والبنصر، ويحلقُ الوسطى والإبهام، ويشيرُ بالمسبحة باليد اليمنى، ثم يقول التشهد، وهو: (التحياتُ لله، والصلوات والطيبات، السلامُ عليكَ أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهدُ أن لا إله إلا الله، وأشهدُ أن محمداً عبده ورسوله)، ثم يذكر الصلاةَ الإبراهيميةَ: (اللهم صلّ على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد، وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد)، ثم يتعوذ من عذاب جهنم وعذاب القبر وفتنة المحيا والممات وشر فتنة المسيح الدجال، ثم يدعو بعد بما شاء.
• إذا فرغ من دعائه سلم تسليمتين عن يمينه وشماله: (السلام عليكم ورحمة الله).
حكم سنّة الفجر
سُنّة الفجر هي آكَدُ السُّننِ الرَّواتبِ، وهي ركعتان يصليهم المسلم قبل الفجر، وورد عن الرسول صلّى الله عليه وسلّم عدّة أحاديث على فضلها، منها: (رَكْعَتَا الفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَما فِيهَا).
الأسباب المُعينة على أداء صلاة الفجر
• مرافقة الصحبة الصالحة التي تعيين على أداء العبادات، ومعرفة كيفية صلاة الفجر.
• تعهّد أداء العبادات، كالذكر، وقراءة القرآن، واجتناب المحرّمات والمنهيات، وأداء الأوامر والواجبات، وحفظ حدود الله.
• تذكير النفس بفضل صلاة الجماعة، وخاصةً صلاة الفجر.
• الأخذ بالأسباب المُعينة على القيام لأداء صلاة الفجر في وقتها، ومنها: النوم باكراً، وتجنُّب السهر والمسامرة إلى آخر الليل، وغيرها من الأسباب.
• تعظيم أمر الصلاة في القلب، ومجاهدة الشيطان ووساوسه.
• الثقة والإيمان بما أعدّه الله -سبحانه- من الأجر والثواب للمحافظين على صلاة الفجر في وقتها.
• تعليم الناس كيفية صلاة الفجر.
فضل صلاة الفجر
بعد التعرف على كيفية صلاة الفجر، لما لها فضل كبيرٌ جدًا؛ سنتعرف على بعض الأحاديث الشريفة -على سبيل المثال لا الحصر- الدالّة على ذلك:
• فضل صلاة الفجر والصلاة عمومًا أنها تَنهى العبد المسلم عن الفحشاء والمنكر والآثام الكبيرة؛ لقوله تعالى: «إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ»؛ فيجب على كل إنسان مسلم معرفة كيفية صلاة الفجر وأداءها على أكمل وجه.
• من صلى الفجر فهو ذمة الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من صلى صلاة الصبح فهو في ذمة الله»، رواه مسلم.
• المداومة على صلاة الفجر علامة فاضحة فارقة بين المنافقين والمؤمنين من النفاق، قال صلى الله عليه السلام: « أثقلُ الصلاةِ على المنافقينَ صلاةُ العشاءِ وصلاةُ الفجرِ ولو يعلمونَ ما فيهما لأَتَوْهُما ولو حَبْوًا».
• يكون للمداوم على صلاة الفجر أجر حجّة وعمرة؛ إذا بقي يذكر الله حتى تطلع الشمس قال صلى الله عليه السلام: «من صلَّى الغداةَ في جماعة، ثم قعد يذكر اللهَ حتى تطلُعَ الشمسُ، ثم صلَّى ركعتَين؛ كانت له كأجرِ حجَّةٍ وعمرةٍ ، تامَّةٍ تامَّةٍ تامَّةٍ»، أخرجه الترمذي.
• طوق النجاة من النار والبشارة بدخول الجنة قال صلى الله عليه وسلم: «لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل مغربها»، رواه مسلم.
• شهود الملائكة والثناء على من صلى الفجر حاضرًا، قال عليه السلام :«تجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الفجر...»، رواه البخاري ومسلم.
• بشارة بنورٍ تام يوم القيامة، فقد روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: «بَشِّر المَشَّائين في الظلمات بالنور التام يوم القيامة»، وهي إشارة إلى صلاة العشاء وصلاة الفجر في وقتها أثناء ظلام وسواد الليل».
وأخيرا، جاهد نفسك لتعلم كيفية صلاة الفجر وأداءها على أكمل وجه لنيل الأجر والثواب.
المصادر: