دعاء صلاة الاستخارة للزواج والسفر
تعتبر صلاة الاستخارة من الأشياء المهمة التي حرص عليها الرسول صلى الله عليه وسلم أن يؤديها لأصحابه في الأمور كلّها مهما صَغرت، والتي يجد نفسه في حيرة منها، ولا يعرف الصواب من الخطأ ويحتاج للجوء الي رب العالمين داعيا له أن يسخر له الخير حتي يطمئن باله ويطمئن قلبه.
وصلاة الاستخارة هي صلاة يستشير فيها العبد ربه في أي أمر من أمور حياته، وهي تهدف إلى طلب المساعدة من الله للهداية والتخيير بين القيام بالأمر أو تركه فلا خاب من استخار، وما أحسن أن يستخير العبد ربه لكى ييسر له أمره ويرشدها إلى الخير ويبارك له فيما أختار فالله أعلم بغيب الأمور خيرها وشرها.
وقد أجمع العلماء على استحباب صلاة الاستخارة والدليل على مشروعيتها ما رواه البخاري رحمه الله في صحيحه عن جابر رضي الله عنه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن"، وعادة ما تكون الاستخارة في أمور الدّنيا المُباحة، ولا تكون في الأحكام الشرعية المُبيّنة في القرآن والسنة، أو التي اجتهد فيها العلماء وقاسوها استناداً على أحكام شرعيّة مماثلة، فلا يقول المسلم استخرت الله للصلاة، أو الصيام، إنما في الأمور التي لا يدري ما عاقبتها كالزواج، والعمل، والسفر، والشراكة وغيرها.
على هدى النبي.. كيفية قيام العشر الأواخر من رمضان؟
كيفية صلاة الاستخارة
وتبدأ صلاة الاستخارة بالوضوء ثم ينوي المسلم ولا يُقصد هنا التّلفظ بالنّية، إنّما موقعها القلب، فقيام المُسلم إلى الصّلاة وهو يحمل النّية بأداء صلاة الاستخارة أمرٌ كافٍ لتحديد المقصد من هذه الصّلاة، ولا حاجة لنطقها والتّصريح بها عَلَناً. بعد لك يتم صلاة ركعتين دون الفريضة فيصلّي ركعتين تطوّعاً على ألّا تكون من الفروض الخمسة، ويقرأ سورة الفاتحة وتليها سورةٌ صغيرةٌ، ومن السّنة قراءة سورة الكافرون بعد الفاتحة في الرّكعة الأولى، والإخلاص في الركعة الثانية وكأيّة صلاةٍ عاديّةٍ تنتهي صلاة الاستخارة بالتّسليم آخر الصّلاة ثم رفع اليدين للدّعاء بالأمر الذي يشغل بالَ المستخير، والطّلب من الله تعالى أن يُتمّمَ الأمر إن كان فيه خير، وأن يصرفَه إن كان فيه شر.
دعاء صلاة الاستخارة للزواج
إذا أراد شابٌ أن يخطِب فتاةً بادر بالسؤال عنها وعن أخلاقها ودينها فإن أقبل على هذا الأمر يقوم بصلاة الاستخارة يستحب أن يُبدأ دعاء الاستخارة بالحمد والثناء على الله عزّ وجل، ثم الصلاة على النبي بقول الصلاة الإبراهيميّة، ثم قراءة دعاء الاستخارة وهو: اللهمّ إنّي أَستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك فإنّك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علَّام الغيوب، اللهمّ فإن كنت تعلم هذا الأمر ومثاله أن يقول: "اللهمّ إِن كنت تعلم أنّ زواجي من فلانة بنت فلان ويذكر اسمها)، خيراً لي في عاجل أمري وآجله وفي ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي ويسّره لي ثمّ بارك لي فيه، اللهمّ وإن كنت تعلم أنّ زواجي من فلانة بنت فلان ويذكر اسمها شرّ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري وفي عاجل أمري وآجله فاصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان ثمّ رضّني به".
دعاء صلاة الاستخارة للسفر
من المعروف أن السفر يترافق مع شعور المسلم بالقلق والخوف خاصة إن كان لا يعرف في المكان الذي ينوي السفر إليه أحداً فلكى يزيل هذا الخوف عليه أن يصلي صلاة الاستخارة ويبدأه بالحمد والثناء على الله عزّ وجل، ثم الصلاة على النبي بقول الصلاة الإبراهيميّة، ثم قراءة دعاء الاستخارة وهو: اللهمّ إنّي أَستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك فإنّك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علَّام الغيوب، اللهمّ فإن كنت تعلم هذا الأمر ومثاله أن يقول: "اللهم إنْ كُنت تعلم أن سفرى إلى المكان الفلاني ويذكر اسم المكان"، خيراً لي في عاجل أمري وآجله وفي ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي ويسّره لي ثمّ بارك لي فيه، اللهمّ وإن كنت تعلم أنّ سفرى إلى المكان الفلاني ويذكر اسم المكان شرّ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري وفي عاجل أمري وآجله فاصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان ثمّ رضّني به".
دعاء الاستخارة بدون صلاة
تستحب الاستخارة ولو بدون صلاة حيث يقول الإمام النووي رحمه الله في كتاب الأذكار: "ولو تعذرت عليه الصلاة استخار بالدعاء”، أي بالدعاء فقط دون صلاة، فإذا تعذر على المسلم أداء الصلاة، رجلا كان أو امرأة لأي سبب من الأسباب فلا حرج عليه من دعاء الله تعالى أن ييسر له خير الأمرين وأن يصرف عنه شرهما من غير صلاة، حيث أن الدعاء في حد ذاته عبادة، والله سبحانه وتعالى يقول: “ادعوني أستجب لكم“، فلا بأس بدعاء الله فقط دون صلاة، إذ إن الدعاء مشروع في كل وقت وعلى أي حال، لذا أجاز العلماء القائلون بحصول الاستخارة بالدعاء فقط دون صلاة، الدعاء والطلب من الله في أي وقت من الأوقات، وفي أي مكان، وعلى أي هيئة.