أنظمة التوظيف (1): كيف تستخدم الدوام الكلي في عملك؟
يتعلق اختيار نظام التوظيف المناسب بتهيئة المناخ لبيئة عمل إيجابية، يمكن للموظفين من خلالها تقديم أفضل أداء لهم. هناك مجموعة مختلفة من الأنظمة المستخدمة، لكن بالطبع يأتي في مقدمتها نظام الدوام الكلّي، الذي يعتبر الأكثر شيوعًا في الاستخدام في عالم التوظيف.
ما هو نظام الدوام الكلّي؟
هو النظام الذي يلتزم فيه الموظفون بالعمل لدى الشركات لمدة 8 ساعات يوميًا في الأغلب، وفي 5 أيام أسبوعيًا. في بعض الشركات يعمل الموظفون 6 أيام، لكن الشائع هو 5 أيام. في هذا النوع من الأنظمة تُبنى العلاقة بين الموظف والشركة من خلال عقد العمل.
يتيح هذا العقد للموظف الحصول على بعض الحقوق الإضافية مثل التأمين والإجازات مدفوعة الأجر. ترى الشركات أنّه النظام الأساسي في التوظيف، لأنّه يجعل الموظفين ملتزمين بالعمل دائمًا من مقر الشركة، بالتالي يسهّل من تنفيذ المهام اليومية ومتابعتها بصورة فعّالة.
مميزات نظام الدوام الكلّي
1- يمكن للموظفين تحقيق دخل شهري ثابت من خلال الدوام الكلّي، فالموظف يحصل على راتب محدد بنهاية الشهر. وهو ما يجعله الاختيار المفضل للعديد من الموظفين، نتيجة تحقق الأمان المالي بالنسبة لهم، ويساعدهم في إدارة شئون حياتهم جيدًا. كما يمكّن الدوام الكلّي الأفراد من الوصول إلى مجموعة مختلفة من المميزات، مثل الحصول على تأمين والإجازات مدفوعة الأجر.
يساعد هذا الأمر الشركات على ضمان استمرارية الموظفين للعمل معهم لفترات طويلة، وبالتالي اكتسابهم الفهم المطلوب لنظام العمل واستيعابه جيدًا، مما يمنح الشركة الاستمرارية المطلوبة للنجاح.
2- يزيد الدوام الكلّي من التعاون بين فريق العمل، إذ يعمل الجميع معًا في مكان واحد، بالتالي تزداد مساحة التفاعل بينهم مما يترتب إلى حدوث تواصل فعّال في مختلف المهام، يؤدي إلى تحقيق أعلى جودة ممكنة.
3- يساعد الدوام الكلّي الأفراد في التطوّر والحصول على الإرشاد المهني داخل العمل. إذ تحرص العديد من الشركات على توفير تدريبات لموظفيها لتحسين وتطوير أدائهم في العمل. كما أنّ العمل مع أشخاص لهم خبرة عالية يساعد الأفراد في الحصول على المشورة في مختلف التفاصيل داخل الشركة. يزيد هذا من الانتماء لدى الموظفين، الذين يقدرون سعي الشركة لتدريبهم وتقديم المشورة لهم.
4- يؤدي الدوام الكلّي إلى تطوير الانضباط الذاتي لدى الأفراد. فالعمل لمدة 8 ساعات يوميًا وبصورة مستمرة خلال الأسبوع يؤدي إلى خلق حالة من الالتزام وتحمّل المسئولية، تنعكس على الأفراد في جميع جوانب حياتهم لا في العمل فقط. كلّما زاد التزام الأفراد، فإنّ هذا ينعكس بالإيجاب على سير العمل داخل الشركة، وتنفيذ المهام المطلوبة في موعدها المحدد.
5- عندما يعمل الموظفون معًا في مكان واحد لفترة طويلة من الوقت، فإنّ هذا يخلق روابط قوية بينهم، ويجعلهم يكتسبون أصدقاء جدد. يؤدي هذا إلى تحسّن الحياة الاجتماعية لدى العديد من الموظفين. ولا يفكّر أحدهم في ترك الشركة إلّا بصعوبة شديدة، مما يضمن فريق عمل متماسك ومتواجد لفترات طويلة، فيمنح الأمان للشركة من حيث جودة الأداء.
عيوب نظام الدوام الكلّي
1- يمكن لساعات العمل الثابتة والسياسات المتّبعة داخل الشركة خلق حالة من التقييد للموظفين في العمل. إذ يجد الموظف نفسه ملتزمًا بها حتى في حالة عدم وجود مهام ليؤديها خلال اليوم مثلًا. ولا يمكنه الاعتذار عن العمل بسهولة، فهو لا يريد تضييع رصيد إجازاته. يؤدي هذا إلى التأثير على نشاط الأفراد أثناء العمل.
2- لا يمكن للموظفين العمل من منزلهم أو الحصول على إجازات إلّا من خلال موافقة المدير. وفي بعض الأحيان يرفض المدير طلب الإجازة، نتيجة لضغط العمل مثلًا، فيجد الموظف نفسه مضطرًا للعمل حتى لا يواجه مشكلة. يمكن لتكرار هذا الأمر التأثير على رغبة الموظفين في الاستمرار.
3- يمكن للعمل 8 ساعات يوميًا أن يخلق حالة من الإرهاق لدى الموظف. ومع استمرارية هذا الأمر، فقد يؤدي إلى حدوث مشكلات أكبر لدى الموظفين بسبب ضغط العمل، سواءً مشكلات صحية أو نفسية، وبالتالي تتأثر إنتاجيتهم في الشركة.
4- تحمّل الشركة لتكلفة كبيرة، سواءً من ناحية الرواتب، أو من ناحية الإنفاق على عملية التوظيف والتدريب.
كيف تستخدم نظام الدوام الكلّي في الشركة؟
بالطبع لا غنى عن الدوام الكلّي داخل الشركات كنظام عمل رئيسي، لكن التطور في أنظمة التوظيف الأخرى يجعل الكفاءات التي تُفضل الدوام الكلّي أقل من المعتاد. لذا، من المهم التفكير في كيفية استخدام نظام الدوام الكلّي بالشكل المناسب، الذي يحفّز أصحاب الكفاءات للعمل.
1- تطبيق النظام على مهام محددة: ليس ضروريًا استخدام النظام على جميع المهام، بل يمكنك الاكتفاء بمهام محددة، تلك التي تتطلب تواجد بصورة يومية نتيجة لاحتياجات العمل. سيساعدك تحليل المهام على تحديد هذه المهام.
2- وضع نظام مناسب للأجور: يفكر العديد من الأفراد بمنطق أنّ الأجر المناسب يمكنه تعويض ساعات العمل الطويلة. لذا، ضع نظام مناسب للأجور يُرضي الموظفين. في حالة عدم قدرتك على تحديد هذا، يمكنك وضع نظام الأجور من خلال بحث الوظائف المشابهة في السوق، ومعرفة الأجور التي توفرها باقي الشركات.
3- المرونة في تطبيق النظام: بالطبع تطبيق السياسات يضمن التزام الجميع، ويؤدي إلى تنفيذ المهام اليومية بكفاءة. لكن من المهم دائمًا الحرص على وجود المرونة في تطبيقه. على سبيل المثال، في حالة رغبة الموظف في مغادرة العمل مبكرًا في أحد الأيام، يُفضل السماح له بذلك، بدلًا من اضطراره للانتظار حتى انتهاء الدوام.
تؤدي هذه المرونة إلى خلق شعور جيد بالانتماء لدى الموظفين، فمهما كان التصرف بسيطًا، إلّا أنّه يؤثر فيهم ويجعلهم يدركون اهتمام الشركة بهم وبظروفهم الشخصية.
في النهاية نظام الدوام الكلّي يعتبر من أهم الأنظمة، لكن من المهم التفكير في كيفية تطويره وإضافة مزايا أخرى له، إذ يمكّن هذا الشركات من تطبيقه كما تريد، مع ضمان الوصول إلى أفضل الكفاءات.
المصادر: