10 أخطاء يقع فيها مؤسسو الشركات الناشئة.. كيف يمكنك التغلب عليها؟
على الرغم من أنّ الفشل يعتبر جزءًا رئيسيًا من عملية التعلّم في اعتقاد الكثير من الأشخاص، لكن بالرغم من هذا لا يريد أحد مواجهة الفشل في عمله، لا سيّما مع بعض الأخطاء التي يمكن تجنبها، فهي لا تعتبر جزءًا من عملية التعلّم في الأساس، بل إنّ الوقوع فيها قد يترتب عليه نهاية شركتك للأبد.
لذا قبل أن تفكّر في الأخطاء كوسيلة للتعلّم، عليك الاستعداد جيدًا لبدء شركتك، ومعرفة الأخطاء التي لا ينبغي لك الوقوع فيها، لأنّ محاولة علاجها قد لا تكون سهلة أبدًا. في هذا المقال سنخبرك بعشرة من الأخطاء الشائعة التي يرتكبها مؤسس الشركات الناشئة، وكيف يمكنك معالجتها من البداية.
1- بناء شيء لا يحتاج إليه أحد
عندما يملك رائد الأعمال فكرة يرغب في تنفيذها، فإنّه غالبًا يؤمن في الوقت ذاته أنّها ستكون ناجحة، وأنّ هناك حاجة إليها، وبالتالي سيقبل الأفراد على شرائها. لكن في النهاية، فالفكرة وحدها لا تكفي، بل يتطلب الأمر فهم الجمهور المستهدف جيدًا ومعرفة هل فعلًا هناك احتياج لها أو لا. تشير الإحصائيات إلى أنّ 42% من الشركات الناشئة تفشل بسبب عدم وجود احتياج حقيقي لأفكارهم في السوق.
التغلّب على هذا الخطأ: لا غنى عن القيام بعملية بحث السوق قبل البدء في تنفيذ أي عمل، ومعرفة هل الجمهور يرغب في الحصول على منتجك أو خدمتك فعلًا أو لا، يشمل بحث السوق فهم عملائك المحتملين والمنافسين وموقع تنفيذ الشركة، بحيث يمكنك في النهاية التأكد من وجود احتياج لفكرتك، يضمن إقبال الجمهور على الشراء.
يمكنك أيضًا البدء بإنتاج منتج بالحد الأدنى من المميزات لتقدمه إلى عملائك لاختبار الفكرة، وتقييم ردود الأفعال عليها، وبالتالي التأكد من إمكانية نجاح الفكرة عند استكمالها. لذا لا تبدأ بمجرد الافتراضات التي تملكها في ذهنك، بل حاول دائمًا تقييم الأمور من منظور عملائك، فهم الأساس للنجاح.
2- الاستماع للأشخاص الخطأ
تأسيس شركة ناشئة يحتوي غالبًا على العديد من التفاصيل، حيث طبيعة عملها تكون معقدة غالبًا، وبالتالي لا يمكنك فعل كل شيء بمفردك، هذا يجعل الحصول على التوجيه والنصائح من الأشخاص الذين يمكنهم المساعدة حل بسيط وفعّال. لكن في الحقيقة، الوصول إلى هؤلاء الأشخاص ليس سهلًا، لا سيّما مع الرواج الكبير لفكرة ريادة الأعمال في العالم مؤخرًا، وبالتالي توجّه الكثير من الأفراد إليه وادّعاء البعض امتلاكهم القدرة على تقديم النصح والتوجيه، لكن في الواقع لا يملكون الخبرة المطلوبة للمساعدة.
التغلّب على هذا الخطأ: لا يعني هذا عدم استخدام الحل، لأنّه لا يزال من الحلول الفعّالة التي تساعدك في التأسيس، لكن قبل طلب النصيحة من أي شخص، تأكد من امتلاكه للقدرة على تقديم النصح والتوجيه بالشكل السليم، وذلك من خلال وجود خبرة في حياة الشركات الناشئة، وبالتالي تأنّى في اختيار هؤلاء الأشخاص، لكن بمجرد وجودهم يمكنك تقبل النصائح التي يقدمونها.
3- التخطيط بدون التفكير في السيولة النقدية أو نموذج عمل واضح
كما يقولون إنّ المحتوى هو الملك في عالم التسويق، فإنّ النقد هو الملك في عالم الشركات الناشئة، لا سيّما في بداية عمل الشركة حيث يكون هناك معدل كبير في الصرف، وبالتالي يقلق دائمًا روّاد الأعمال بشأن هذا الأمر، حيث يمكن أن يؤدي إلى مشكلة كبيرة، نتيجة أنّ الكثير من الشركات عندما تبدأ لا تملك نموذج عمل واضح في اعتبارها، فلا تعرف جيدًا مقدار السيولة التي تحتاج إليها للاستمرار مع الوقت.
التغلّب على هذا الخطأ: استخدم بيان التدفق النقدي بصورة مستمرة في عملك، وذلك حتى يمكنك تتبع النفقات التي تتحملها، ومعرفة كيفية علاجها قبل أن تؤثر عليك سلبًا مع الوقت. كذلك لا تتعجل البدء، وحاول الوصول إلى أوضح شكل فيما يتعلّق بنموذج العمل الخاص بشركتك.
4- الفشل في التخطيط
"الفشل في التخطيط هو التخطيط للفشل" هي أشهر مقولة تشرح فائدة التخطيط لأي نشاط يؤديه الإنسان، حيث يؤدي غياب الخطة وعدم وجود استراتيجيات واضحة إلى فقدان الشركة للوجهة، وحتى مع كون الخطط تتغير في عالم الشركات الناشئة، فلا بد من وجود أساس يمكن الاعتماد عليه في التغيير، حتى لا تبتعد الشركة عن مسارها تمامًا ويكون الفشل هو النتيجة.
التغلّب على هذا الخطأ: عليك تحديد الاستراتيجيات العامة التي ستتبعها في العمل، وذلك من خلال إنشاء خطة أساسية للشركة، ومع الوقت يمكنك إجراء التعديلات لكن بما يتوافق مع رؤيتك واستراتيجيتك الموضوعة في البداية، بحيث تحافظ على سير الشركة في الطريق الصحيح.
5- التفكير في التمويل كحل لجميع المشكلات
نتيجة لأهمية السيولة النقدية للشركات، فيظن بعض المؤسسين أنّ التمويل قد يكون هو الحل للمشكلة، وهذا صحيح لكنّه ليس الحل الوحيد الذي يناسب الشركات، لأنّه مع سهولة الحصول على تمويل هذه الأيام بسبب توفّر العديد من الخيارات لذلك، لكن وجود المستثمرين يصعّب العمل في الشركة، ويجعلك تركّز على متابعتهم ومحاولة إرضائهم وتدخلاتهم في العمل، وهو ما قد يؤثر على توجهاتك العامة في الشركة، وهو شيء لا تريده الشركات في مراحلها الأولى.
التغلّب على هذا الخطأ: عليك فهم المراحل المختلفة التي تمر بها شركتك، وأنّ المال مهم لكنّه ليس الأولوية الوحيدة لك، اهتم في البداية بتأسيس نموذج عمل قوي لشركتك يساعدها على الاستمرارية، وبعد ذلك فكّر في خيارات التمويل. لا يعني هذا دعوتك لعدم الاهتمام بفرص التمويل التي تتاح لك، ولكن فقط معرفة الوقت المناسب للاستفادة منها، حتى تكون قادرًا على قيادة الشركة لتحقيق رؤيتها في البداية دون التأثر بأي عوامل أخرى قد تعيق حدوث ذلك.
6- بدء الشركة لأسباب خاطئة
تبدو دعوات العمل في مجال ريادة الأعمال مغرية للعديد من الأشخاص، وتجعلهم يعتقدون أنّ ذلك يفتح لهم طريق للثراء والنجاح وربح الملايين، لكن في الواقع الأمر يختلف تمامًا، لأنّ طريق ريادة الأعمال طويل ويمتلئ بالتحديات الصعبة، فإذا لم يكن لديك دافع للاستمرار، فسريعًا ما ستفقد الرغبة في العمل مع زيادة المسئوليات وضغوط الشركة.
التغلّب على هذا الخطأ: بالطبع الجميع يرغب في تحقيق النجاح والثراء، لكن هذا لا يتوقف فقط على الشركات الناشئة بل يُمكن إيجاده في أي شيء آخر. لذا، حتى تبدأ شركتك الناشئة فعليك امتلاك دافع يبقي حماسك على المدى البعيد، مثل شغفك بالفكرة وإيمانك بالقيمة التي تقدمها في الشركة، أو أي عامل آخر تعرف أنّه سيساعدك في الاستمرار بالعمل بحماس.
7- الاعتماد على الاحتمالات
من الأخطاء التي يقع بها أصحاب الشركات هي اعتمادهم على الاحتمالات لنجاح عملهم، ويتركون المجال لها لتصبح هي المؤثر الرئيسي لعملهم. بالطبع لا يمكن التحكم في الظروف، لكن الحقيقة أنّ أصحاب الشركة هم المتحكمين الرئيسيين في نجاحهم، وإذا حدث أي فشل فلا يمكن توجيه السبب إلى الآخرين، بل يجب عليهم العمل دائمًا لامتلاك عقلية التصحيح وصناعة الحدث دون انتظار أي عوامل أخرى.
التغلّب على هذا الخطأ: يجب عليك من البداية امتلاك عقلية النمو داخل العمل، والتي تساعدك في التعامل مع المتغيّرات، دون الاعتماد على الآخرين أو على الاحتمالات. كن واقعيًا وافهم جيدًا مدى قدرتك على إدارة المواقف المختلفة، حتى تضمن قدرتك على جعل الأشياء تحدث بالفعل.
8- عدم الاستعداد للبيع
ماذا لو امتلكت فكرة مشروع رائعة جدًا لكن لم تقدر على بيعها؟ في الحقيقة لن يؤمن الآخرون بأفكارك ويعملون على الترويج لها بنفس قناعتك، لا سيّما في البداية، وبالتالي فالاعتماد على توظيف أشخاص للبيع والاكتفاء بذلك لن يساعدك على تحقيق النجاح كما تتوقع.
التغلّب على هذا الخطأ: يجب عليك إدراك أهمية خروجك والحديث مع الناس عن أفكارك بالطريقة المناسبة، وإلّا فلن تكون قادرًا على البيع، في بداية مشروعك يعتمد كل شيء على قناعاتك ومحاولاتك التي تنفذها، فإذا لم تكن مستعدًا للبيع، فاستعد للفشل. جهّز طريقة عرضك، واخرج للحديث مع الأشخاص في كل الأماكن، في الفاعليات المختلفة وعلى مواقع التواصل الاجتماعي وفي أي مكان يمكنك من خلاله بيع منتجك أو خدمتك للآخرين.
9- الشراكة مع الأشخاص الخطأ
الشركاء يمثلون جزءًا رئيسا في نجاح شركتك غالبًا، وذلك لما يتطلبه الأمر من مجهود في العمل في الشركات الناشئة، فيعزّز وجود شركاء من فرص النجاح. يميل البعض إلى اختيار شريك دون وجود معايير محددة، ويكتفون بكونه من عائلتهم أو ضمن الأصدقاء، ثم تبدأ المشاكل في الحدوث نتيجة عدم القدرة على التفاهم وحل المشكلات.
التغلّب على هذا الخطأ: كما وضعت معاييرك الخاصة لاختيار الأشخاص الذين يمكنهم تقديم النصيحة لك، فعليك وضع معايير خاصة لاختيار الشركاء، سواءً وجود حافز مشترك للعمل وتشابه في الأفكار والقيم، وبالتالي ضمان شراكة يمكنها النجاح مدى الحياة.
10- عدم امتلاك التوازن الصحيح
يظن البعض أنّه يتخلّص من الوظيفة ليعمل في الشركة الخاصة به في الوقت الذي يريده، لكن في الحقيقة يختلف الأمر تمامًا، فامتلاك شركة ناشئة يعني عمل لمدة 24 ساعة يوميًا، 7 أيام في الأسبوع. ويكون من الصعب الحصول على الإجازات، نتيجة لأهمية وجود المؤسس في تفاصيل العمل بصورة دائمة.
وبالتالي يجد بعض المؤسسين أنّهم مضطرين للعمل المستمر، مما يؤثر على تفاصيل حياتهم الخاصة ويؤدي إلى تحقيق نتائج سيئة كمشاكل صحية ونفسية، ليجد نفسه غير قادر على إدارة العمل بنفس الكفاءة نتيجة للحالة التي وصل إليها.
التغلّب على هذا الخطأ: على الرغم من أهمية العمل داخل شركتك، لكن هذا لا يجب أن يؤثر على حياتك الخاصة، فغالبًا ستجد أنّك قد تعرضت لمشاكل في صحتك وفي علاقاتك، وهو ما سيجعلك تفقد الرغبة في العمل نتيجة ذلك.
لذا فكّر في إيجاد وسيلة للتوازن، حتى لو كنت ترى في عملك أهمية قصوى، فإنّ هناك جوانب أخرى في حياتك يجب الاهتمام بها، حاول وضع روتين جديد ليومك، يضمن لك متابعة العمل، لكن في الوقت ذاته يساعدك على التواجد مع أسرتك وأصدقائك، فهذه العوامل وحدها كافية على مساعدتك في استمرارية العمل.
العمل في الشركات الناشئة ليس سهلًا على الإطلاق، ودائمًا هناك أخطاء، لذا من المهم الاستفادة من تجارب الآخرين، ومعرفة طرق التعامل مع هذه الأخطاء، لا سيّما الجوهرية منها، فيمكنك حلّها مبكرًا دون أن تترك لها الفرصة لتؤثر عليك سلبًا أثناء العمل. وهذا لا يمنع احتمالية حدوث بعضها، فإذا حدث ذلك فهي تجربة تعلّم بالنسبة لك، يمكنك تحليلها والاستفادة منها، فالأهم في كل ذلك هو امتلاكك العقلية القادرة على التعلّم من الأخطاء ومعالجتها.
المصادر: