مهارات المستقبل (10): المرونة المعرفية طريقك للتعامل مع متغيرات العمل
من كان يتخيل أنّك في يوم ستضطر إلى تبديل طريقة عملك لتصبح في المنزل بدلًا من الذهاب إلى الشركة؟ لم يكن هذا خيارًا مطروحًا لدى العديد من الشركات، لكن عندما حدثت أزمة كوفيد-19، اضطرت الكثير من الشركات إلى تغيير أسلوب العمل، وما ترتب عليه من تغيير في طرق التواصل.
لم يكن هذا الأمر سهلًا على العديد من الأفراد بعكس ما يوحي به الأمر، فالعمل من المنزل احتاج لإجادة استخدام بعض التقنيات والأدوات، ومن لم يكن قادرًا على هذا، فإنّه عانى من صعوبة في البداية. تعتبر المرونة الإدراكية هي المهارة التي تساعدك على تقبل المتغيرات في العمل، والتعامل معها والتكيف عليها سريعًا. تشمل المتغيرات أي تعديل يمكن أن يحدث وهي كثيرة في عالم الأعمال اليوم، لهذا الأمر وقع الاختيار على آخر مهارة من مهارات المستقبل لتكون المرونة الإدراكية.
ما هي المرونة الإدراكية؟
تشير مهارة المرونة الإدراكية إلى القدرة على التبديل والانتقال بسهولة من مهمة إلى أخرى داخل العمل، بفعل امتلاك القدرة على التفكير وصفاء الذهن، وهي مهمة لأنّ غالبًا في الوقت الحالي يُطلب من كل فرد أن يؤدي مجموعة مختلفة من المهام، أوسع حتى مما يوحي به الوصف الوظيفي، فيجب أن يكون لدى الأفراد القدرة على تعلّم كيفية تنفيذ هذه المهام دون أي مشكلة.
مع ذلك لا يجب الخلط بين المرونة الإدراكية وبين تعدد المهام بالصورة النمطية المُعتقدة في أذهان البعض، حيث يضع البعض تصورًا عن تعدد المهام بتنفيذ مهام مختلفة في وقت واحد، وهو تصور خاطئ، فالمرونة الإدراكية تر كّز على الانتقال بين المهام، لكن مع الاحتفاظ بفكرة تنفيذ مهمة واحدة فقط في المرة.
يمكنك من خلال اكتساب مهارة المرونة الإدراكية أن تحصل على العديد من الفوائد:
1- زيادة فرص العمل التي يمكنك الحصول عليها، حيث تساعدك المرونة الإدراكية في زيادة المهارات الخاصة بك، ومن ثم تطوير قدرتك على أداء المهام.
2- تجعلك المرونة الإدراكية قادرًا على التعامل بفاعلية مع المواقف الطارئة في العمل، مما يساعدك في توفير الوقت وتقبل الضغوطات سريعًا والتركيز على الحلول.
3- توفر لك المرونة الإدراكية الفرصة لحل المشكلات، حيث تستفيد من تطور مهاراتك في زيادة حصيلة الأفكار التي تتمتع بها، ويمكنك توظيفها لحل المشكلات المختلفة في العمل.
كيف يمكنك تطوير مهارة المرونة الإدراكية؟
توجد العديد من الطرق السهلة التي يمكن من خلالها تطوير مهارة المرونة الإدراكية، حيث يمكنك تنفيذ هذه الطرق في تفاصيل حياتك اليومية دون أي مشكلة، من أهم الطرق التي يمكنها مساعدتك:
1- التأمل: يساعد التأمل لفترات بسيطة في الوقت على تنبيه ذهنك وإبقائه صافيًا، وبالتالي يساعد هذا على زيادة قدرة الدماغ على التبديل بين المهام المختلفة.
2- التجارب الجديدة: تمنحك التجارب الجديدة الفرصة لتعلّم العديد من الأشياء، من أهم التجارب التي تؤثر في طريقك تفكيرك وتعلمك مبادئ مفيدة هي تجربة السفر.
3- ممارسة التفكير الإبداعي: بدلًا من التفكير التقليدي في الأشياء المختلفة من حولك، جرّب ممارسة التفكير الإبداعي ورؤية الأشياء من منظور آخر، سيساعدك هذا على تطوير قدرة الدماغ في التعامل مع المواقف المختلفة.
4- تغيير الروتين اليومي: من الأشياء التي تجعل ذهنك يعمل بشكل ثابت هو الالتزام بروتين معتاد يوميًا لا تغيير في أحداثه، فيبدأ عقلك في تنفيذ المهام دون أي محاولة للتفكير، لذلك فكّر دائمًا في كيفية إحداث تغييرات على الروتين اليومي الخاص بك، حتى لو كان مجرد تغيير بسيط في اليوم، سيساعد عقلك على التفكير.
5- الاختلاط مع مجموعات مختلفة عن فكرك: من أهم الطرق التي تساعد على منح عقلك طرقًا جديدة في التفكير، هي أن تختلط مع مجموعة من الأفراد الذين يملكون فكرًا مغايرًا لك، لأنّهم يرون الأشياء بمنظور آخر، وبالتالي يمكن أن يلهمك هذا بأفكار تساعدك في العمل.
6- النوم المنتظم: على الرغم من بساطة هذه الطريقة، لكن لها فاعلية كبيرة. في الواقع كلّما واجهت مشاكل في نومك، ستجد نفسك متوترًا وتشعر بالضغط حتى في المواقف التي لا تستحق ذلك، لذا ركّز في تنظيم نومك والحصول على نوم جيد، سيساعدك في التعامل مع الضغط بشكل ممتاز.
7- تعلّم مهارة جديدة: يمكنك من خلال تعلّم مهارة جديدة أن تعزز قدرات عقلك وتمنحه الفرصة للتطور، وسيؤدي هذا إلى تغيير في أسلوبك في العمل، واكتسابك قدرات إضافية.
8- ممارسة هواية جديدة: قد تواجه مشكلة في تعلّم مهارات جديدة بسبب الوقت، يمكنك التركيز على ممارسة هواية جديدة تحبها، سيساعدك هذا في تعزيز قدرات عقلك من ناحية، ومن ناحية أخرى يمكن الاستفادة منها في تغيير روتين يومك.
المرونة الإدراكية هي ختام المهارات العشر التي تحدث عنها المؤتمر الاقتصادي العالمي ضمن أهم مجموعة من مهارات المستقبل، يمكنك أن تبدأ الآن في تعلّم وتطوير هذه المهارات، حتى تكون قادرًا على الفوز بأفضل الفرص في سوق العمل.
لقراءة بقية مقالات السلسلة:
مهارات المستقبل (1): لماذا حل المشكلات المعقدة هي المهارة الأكثر طلبًا في سوق العمل؟
مهارات المستقبل (2): التفكير النقدي طريقك لبناء الحقائق
مهارات المستقبل (3): التفكير الإبداعي والبحث داخل الصندوق قبل خارجه!
مهارات المستقبل (4): لماذا تحتاج إلى إدارة الأفراد للنجاح في بيئة العمل؟
مهارات المستقبل (5): لماذا التنسيق مع الآخرين يجعلك شخصًا ناجحًا في عملك؟
مهارات المستقبل (6): الذكاء العاطفي طريقك لفهم ذاتك والآخرين
مهارات المستقبل (7): الحكم واتّخاذ القرار لضمان فاعلية أفعالك
مهارات المستقبل (8): توجيه الخدمات طريقك لإرضاء احتياجات العملاء
مهارات المستقبل (9): التفاوض طريقك للفوز في معاملاتك مع الآخرين
المصادر: