متى يجب عليك أن تقرر ترك عملك والبدء في وظيفة أخرى؟
كثيرًا ما نشعر بالرغبة في ترك وظائفنا الحالية والبحث عن وظيفة أخرى، لكن في الواقع لا يمكننا فقط الاستسلام للرغبة الداخلية التي تلح علينا بتنفيذ ذلك الأمر، بل يتطلب الأمر وجود علامات تخبرنا بأنّ الشمس قد غربت على تواجدنا في وظيفتنا الحالية وأصبح لا بد من إجراء تغيير في الوظيفة والبحث عن أخرى.
10 علامات تخبرك بأنّ عملك الحالي في خطر
من المهم قبل اتّخاذ أي إجراء أو القيام بتغيير وظيفتك، أن تحدد العلامات التي تؤثر عليك وتخبرك أنّ عملك الحالي أصبح في خطر ويتطلب الأمر التفكير ومراجعة وضعك جيدًا.
1- لا تحقق الاستفادة الكاملة من مهاراتك: على الرغم من الراحة المتحققة في هذا النوع من الوظائف، فإن عدم الاستفادة الكاملة من مهاراتك هي مؤشر خطير، لأنّ هذا يؤثر على نموك ويجعلك لا تتطور، وبالتالي قد تقضي سنوات عديدة لكن تجد نفسك بنفس الأداء القديم، بل إنّك لا تصل إلى الاستغلال الأمثل لمهاراتك، وهذا يؤدي مع الوقت إلى شعور بعدم الرضا عن النفس.
2- أهدافك لا تتوافق مع أهداف الشركة: تسعى الشركات إلى تحقيق أهداف معينة، وأنت كذلك في حياتك المهنية ترغب في الوصول إلى وضع معين، ما يساعدك هو أن يكون هناك توافق بين أهدافك وأهداف الشركة، لأنّ هذا يضمن لك وحدة المسار، لكن عندما لا يحدث هذا، فإنّ تركيزك يتوجه لأهداف الشركة بسبب طبيعة العمل، وتجد نفسك لا تحاول العمل من أجل تحقيق أهدافك الشخصية، وبالتالي هذه قد تكون علامة مهمة على ضرورة ترك هذه الوظيفة.
3- تشعر بالضغط والإرهاق طوال الوقت: لا أحد يحب الشعور بالضغط والإرهاق باستمرار، فحتى مع قدرتك على تحمل الأمر لفترة، لكن تكون هناك صعوبة في الاستمرارية، ويمكن أن يتطور الأمر إلى مشاكل صحية. لا نتحدث هنا عن صعوبات العمل المعتادة، فهذه يجب عليك التعامل معها، لكن المقصد هو الضغط الذي لا ينتهي، كأن تجد نفسك مطالبًا بالعمل طوال اليوم، ولا يمكنك الاستفادة من إجازاتك على سبيل المثال.
4- بيئة العمل غير صحية: تساعد بيئة العمل على الإنتاج، فهي الأساس لقدرتك على تقديم أفضل ما لديك، فكلّما كانت بيئة العمل غير صحية، كلّما كان ذلك مؤشرًا لحاجتك لترك الوظيفة. من ملامح بيئة العمل الصحية أنّك تضطر للتفكير في كل كلمة قبل النطق بها، وتشعر بالتهديد من الأشخاص الموجودين معك في العمل، سواءً أقرانك أو مديرك، لأنّهم يجعلون العمل أكثر صعوبة فلا يمكنك تقديم المستوى المطلوب منك، بل تكره وجودك في العمل من الأساس، وبالتالي فالأفضل هو التفكير في ترك هذه الوظيفة من الأساس.
5- لا تجد فرصا للنمو: نحن نسعى جميعًا للوصول لأعلى مستوى داخل العمل، مع إمكانية التدرج في الوظيفة والوصول إلى درجة أعلى. فإذا وجدت في عملك صعوبة في النمو أو التطور والوصول لمستوى أعلى من الموجود حاليًا، فإنّ هذا يعني بالتبعية أنّك قد تظل في الشركة لسنوات عديدة دون إضافة لمسيرتك المهنية، وهذا يعني ضرورة التوقف عن التواجد في هذا العمل.
6- مستقبل الشركة في موضع تساؤل: في الفترة الماضية وجدنا العديد من الشركات التي تأثرت بالظروف الحادثة والكثير منها توقف عن العمل، والكثير أيضًا في موضع تساؤل حول إمكانية الاستمرار في المستقبل. من الأشياء التي يجب عليك التفكير فيها أن تترك وظيفتك أن يكون هناك شكوك حول مستقبل الشركة وإمكانية الاستمرار في العمل، لأنّ هذا يعني أنّه ربما تستمر الآن، لكنها مسألة وقت لتجد نفسك بلا عمل عندما تأتي لحظة التوقف، أو اضطرار الشركة للاستغناء عن بعض الموظفين.
7- لا تتوافق قيمك مع قيم الشركة: قد لا تكون هناك مشكلة في سير العمل، لكن ربما يكون هناك بعض التعارض بين قيمك والقيم المتبعة في الشركة، وهذا الأمر يؤدي إلى دخولك في صراع نفسي بسبب عدم تقبلك لهذا الاختلاف. لهذا إن كنت تجد قيمك الشخصية تتعرض للاختراق في الشركة، أو من الصعب عليك التوافق مع القيم الموجودة حاليًا، فإنّ الاختيار الأفضل هنا هو ترك العمل.
8- لا يمكنك تنفيذ مسئوليات الوظيفة على أكمل وجه: تتكون كل وظيفة من مجموعة مختلفة من المسئوليات، وتوفّر الشركات تدريبًا للموظفين حتى يكون بإمكانهم إتقان وظائفهم وتنفيذها بالشكل الأمثل، لكن قد يحدث أن تجد نفسك غير قادرٍ على الوفاء بالمسئوليات المطلوبة منك، فيمكنك البدء بمحاولة التعلّم، حتى إذا فشلت هذه المحاولات فيكون الاختيار الصحيح هو التوقف عن العمل في هذه الوظيفة.
9- هناك فرص أخرى متاحة أفضل: نحن نسعى جميعًا إلى تحقيق الأفضل لمسيرتنا العملية، وبالتالي نبحث دائمًا عن الفرص المتاحة الموجودة من حولنا، وقد يصادف أحيانًا أنّه مع استقرار عملك أن تجد فرصة أخرى، سواءً بمرتب أعلى أو في وضع أفضل، وهنا يجب عليك التفكير في ترك وظيفتك الحالية ومحاولة الاستفادة من الفرصة الجديدة.
10- تحتاج إلى مزيد من التوازن بين العمل والحياة: يؤدي العمل في بعض الوظائف إلى الضغط المستمر والمجهود المتواصل، وهو الأمر الذي قد لا يؤثر سلبًا عليك في مرحلة معينة من حياتك، لكن في مراحل أخرى عندما يكون لديك أسرة مثلًا، فإنّك تحتاج إلى قضاء وقت معهم، وبالتالي لن يكون لديك القدرة على الاستمرار في العطاء أو تحمل الوضع بنفس الدرجة، فالأفضل في هذه الحالة هو التفكير في البحث عن وظيفة أخرى.
كيف تتعامل مع هذه الإشارات؟
بالطبع لا يخلو العمل من ظهور هذه الإشارات من وقت لآخر، بل إنّك غالبًا قد تشعر أثناء قراءة المقال بأنّك تعاني بالفعل من واحدة أو أكثر من هذه العلامات في الوقت الحالي، لكن هذا لا يعني اتّخاذ قرار لحظي دون تفكير، بل يتطلب الأمر التعامل معها بهدوء وتأن.
1- حدّد أثر العلامة على شخصك: نختلف كأشخاص في أثر الأشياء علينا، فلا نتحمل جميعًا الضغط بنفس المقدار، بل يعتمد الأمر على مقدرة كل فرد منّا، لهذا حدد جيدًا أثر العلامة على شخصك، وإن كان بإمكانك التعامل معها أو لا، فمثلًا القيم لا يمكن التسامح معها، بينما الضغط يمكن إدارته.
2- فكّر في مدى الاستمرارية: هل الضغط سيستمر معك طوال الوقت أم هي فترة مؤقتة؟ هل بيئة العمل غير الصحية ستظل كذلك أم هناك فرصة للتغيير؟ في الكثير من الأحيان تكون هذه العلامات مؤقتة وتزول بعد فترة، وبالتالي قد تندم على قرارك بترك الوظيفة.
3- ادرس قرارك جيدًا: حتى مع شعورك بأنّ القرار الصحيح هو ترك العمل، فحاول دراسة القرار جيدًا وفهم كل أبعاده، والتفكير في الطريق الذي ستسير عليه من أجل البحث عن وظيفة. إذا أمكنك القيام بالبحث أولًا وتحمّل البقاء في عملك الحالي حتى تضمن وجود بديل، فإنّ هذا يبدو خيارًا مناسبًا، بحيث لا تتأثر وتضطر للبقاء بدون وظيفة لفترة من الوقت.
تذكّر لا يقتصر الأمر فقط على العلامات الموجودة في المقال، بل قد يشمل علامات أخرى تشعر بأنّها تؤثر عليك سلبًا، المهم هو التأني والتفكير الجيد، حتى يمكنك الوصول إلى البديل المناسب.
المصادر: