مهارات المستقبل (4): لماذا تحتاج إلى إدارة الأفراد للنجاح في بيئة العمل؟
الأفراد هم المورد الأهم للشركات، ولأنّ هذه حقيقة يعرفها الجميع، كان لا بد من أن يشهد المؤتمر الاقتصادي التوصية بمهارة إدارة الأفراد ضمن مجموعة المهارات المطلوبة للمستقبل. بالطبع هذه الوظيفة قد تؤدى من القائد، وكذلك كجزء من إدارة الموارد البشرية في الشركات.
ولهذا الأمر فإنّ العمل على اكتساب مهارة الأفراد من الأشياء المهمة للاستعداد للمستقبل. تشمل إدارة الأفراد مجموعة الأنشطة التي من شأنها التعامل مع كل ما يرتبط بالأفراد داخل بيئة العمل، سواءً اكتساب المواهب والاحتفاظ بهم والعمل على تحسينهم، وفي كل مرحلة من هذه المراحل تكون هناك مجموعة مختلفة من المهام الواجب تأديتها، ما ينتج عنه في النهاية تحقيق الهدف من استثمار الأفراد بأفضل شكل ممكن.
كيف يمكنك تطوير مهارة إدارة الأفراد في العمل؟
كما ذكرنا ليس شرطًا ارتباط العمل على إدارة الأفراد بكونك القائد الحالي للفريق، ولكنّها مهارة قد تحتاج إليها دائمًا، وحتى إذا قررت الابتعاد عن الوظائف المعتادة وإنشاء شركة خاصة بك، فأغلب الظن هو أنّك ستحتاج لفريق ليساعدك في تنفيذ فكرتك، وبالتالي فإنّ تطوير مهارة إدارة الأفراد يصبح أمرًا ضروريًا حتى يمكنك النجاح في هذا الأمر.
1- تعلّم كيفية تمكين الموظفين: يساعد التمكين في تطوير مهارات الأفراد وزيادة إنتاجيتهم، لذا من أهم الأشياء التي تساعدك في إدارة الأفراد هي معرفتك بالطرق المناسبة لتمكينهم وتدريبهم، سواءً في بداية العمل أو مع الوقت، مع منحهم الموارد التي يحتاجون إليها لتنفيذ المهام المطلوبة منهم.
يشمل التمكين كذلك تقديم الملاحظات البناءة والمستمرة لتشجيع تطوير الأفراد، وكذلك توفير الفرص المختلفة للتعلّم، سواءً بترشيح مصادر مناسبة لذلك، أو من خلال تدريبك لهم، وإذا أمكنك إسناد إليهم مهام جديدة ذات صعوبات مختلفة، فإنّ هذا يزيد من قدراتهم.
2- ركّز على الاستماع الفعّال: من أهم المهارات في إدارة الأفراد هي اكتساب القدرة على الاستماع الفعّال لهم، لأنّها تزيل الحواجز في المعاملات وتجعل الشخص يشعر بالاهتمام. فعندما يأتي إليك شخص ليشاركك بوجهة نظره أو سؤاله أو أي شيء لديه، وتبدأ في الاستماع له واستخدام التواصل البصري والإيماءات وطرح الأسئلة والعبارات التي تعبّر عن الفهم الكامل للشخص ومحاولة مساعدته، فإنّه يشعر بالتقدير لهذا الاهتمام.
3- تحلَّ بالمرونة في المواقف المختلفة: لا يخلو التعامل مع الأفراد من المواقف المتغيرة، وبالتالي لا بد من التحلّي بالمرونة حتى يكون بإمكانك التعامل مع هذه المواقف بالشكل الصحيح. تشمل المرونة محاولة استيعاب احتياجات الأشخاص المختلفة، والطلبات الخاصة بهم، مثل طلب تعديل جدول زمني معين أو العمل عن بعد.
تساعدك المرونة على اتّخاذ القرارات الصائبة وتحليل النتائج الخاصة بالأفراد لمعرفة أثر الأفعال لكل شخص على حدة، وبالتالي يمكنك التفكير في حلول مخصصة لكل فرد بدلًا من التعامل مع الجميع بنفس الأسلوب.
4- تعلّم كيفية إدارة الخلافات داخل بيئة العمل: طالما تعمل مع الأفراد فهناك احتمالية مطروحة دائمًا لوجود نزاعات وخلافات بينهم، وبالتالي من المهم تعلّم كيفية إدارة هذه الخلافات، من خلال تحليل الأسباب التي أدت إلى حدوثها والاستماع إلى الآراء المختلفة، ومن ثم التدخل بين طرفي النزاع للوصول إلى حل وسط.
5- طوّر من مهارات التواصل الخاصة بك: من أهم المهارات التي تسهّل إدارة الأفراد هي مهارة التواصل، فهي التي تمكنك من التعامل مع أعضاء الفريق والعمل سويًا من أجل إنجاز المهام المختلفة. كلّما زادت مهارات التواصل لديك، كلّما أمكنك تطوير نظام التواصل بينكم وإزالة أي حواجز متوقعة، وبالتالي التأكد من فهم الجميع للمطلوب منه بالضبط.
كيف يمكنك الاستفادة من مهارة إدارة الأفراد في العمل؟
عند العمل على تطبيق الخطوات الخاصة بتطوير مهارة إدارة الأفراد، ستزداد لديك القدرة على توظيفها في عملك بمختلف الأشكال، حتى لو بكونك موظفًا فقط.
1- التعامل مع النزاعات في العمل: يمكنك توظيف إدارة الأفراد في التوسط في حل النزاعات التي تحدث بين الموظفين، حتى لو لم يكن ذلك ضمن مهامك، لكن سيكون لديك القدرة على إدارة الخلاف بشكل يعتمد على احترام الطرفين، ويسهّل عليهما الوصول إلى الحل المناسب.
2- تدريب الموظفين: من خلال تطوير قدرتك على التمكين، ستتعلّم كيف يمكنك العمل على تدريب الموظفين، سواءً من خلال تقديم التدريبات بنفسك لهم وتطوير مناهج خاصة بك لذلك في حالة تسمح وظيفتك، أو من خلال بحثك المستمر عن مصادر يمكنك توفيرها لهم للتعلّم منها.
3- إدارة مواعيد تنفيذ المهام: من أكثر الصعوبات التي تواجه الجميع في العمل هي مسألة الالتزام بتنفيذ المهام في وقتها، لكن من خلال قدرتك على إدارة الأفراد ومع تحلّيك بالمرونة، سيكون لديك القدرة على تطوير هذا الأمر وتحديد المواعيد المناسبة لتنفيذ كل مهمة، وبالتالي تنفيذ جميع المهام في الموعد.
4- تطوير ثقافة الشركة: تمكنك إدارة الأفراد من إحداث التغيير في بيئة العمل وتطوير ثقافة الشركة حتى تتوافق مع الأفراد الموجودين جميعًا، مما يساهم في تحقيق جميع الأهداف المطلوبة.
تذكّر دائمًا أن القيادة ليست رتبة تحصل عليها، لكنّها مكانة قد تكتسبها من خلال مهاراتك وما تقدمه في العمل، ولذلك لا تعلّق مهارة إدارة الأفراد بالوقت الذي تعمل فيه في منصب إداري، بل ركّز على اكتسابها كمهارة ضمن مهارات المستقبل التي لا غنى عنها، والتي ستجعلك قادرًا على تحقيق النجاح في العمل.
تابع أيضًا:
مهارات المستقبل (1): لماذا حل المشكلات المعقدة هي المهارة الأكثر طلبًا في سوق العمل؟
مهارات المستقبل (2): التفكير النقدي طريقك لبناء الحقائق
مهارات المستقبل (3): التفكير الإبداعي والبحث داخل الصندوق قبل خارجه!
المصادر: