لماذا التركيز على أهداف الموظفين المهنية يفيد شركتك؟
مع تطور العمل لم يعد الموظفون مجرد مورد للشركات، ولكنّهم تحولوا ليصبحوا أصلًا ثابتًا تملكه الشركة، ولعله في بعض المجالات هو الأكثر أهمية، لهذا أصبح جزء كبير من اهتمام الإدارة موجّهًا ناحية التركيز على الموظفين وتطويرهم مما يعود بالفائدة على الشركة. من أهم الاستراتيجيات المفيدة لذلك هي التركيز على أهداف الموظفين المهنية التي يضعونها لأنفسهم، وبرغم أنّها شخصية، فإنّها تعود بالمنفعة على الشركة.
لماذا لم يعد الأمر مقتصرًا على الفائدة المالية؟
في حديثه في منصة تيدكس بعنوان "لغز التحفيز" يناقش الكاتب دانيال بيك -مؤلف خمسة كتب في مجالات الإدارة حققت مبيعات عالية تخطت مليوني نسخة وترجمت لأربعين لغة- أهمية استخدام السلطة في التعامل مع الموظفين، وكيف تكيّفت شركات مثل جوجل ومايكروسوفت مع حاجة العاملين لتحقيق المزيد من التحكم في مهامهم.
ويوضح أنّ الأمر تخطى مسألة المكافأة المالية عند الوصول إلى الأهداف، لأنّ الموظف أصبح يهتم أيضًا بالنجاح على المستوى المهني، وأن يكون العمل مفيدًا له في جميع جوانب حياته، وبالتالي هو يبحث دائمًا عن الفرص التي تحقق له ذلك لا فقط أعلى جانب من الدخل المالي.
من ناحية أخرى، يمكن للشركة الاستفادة من هذا الأمر، فمع تركيز الموظفين على أهدافهم الشخصية، وإدراكهم بأهمية الأدوار التي يعملون بها، وأهمية كل وظيفة، تزداد مساهمتهم وقدرتهم على الإنجاز، فلا يوجد أسوأ من شخص يعمل على مشروع دون معرفة أهمية دوره، فالحالة الأولى تجعله يتحلى بالمسؤولية الكاملة، أما الثانية فهو يؤدي دورًا تنفيذيًا فقط، غالبًا دون اهتمام بالتفاصيل.
ما هي أهداف الموظفين المهنية التي يمكنك تطويرها؟
1- أهداف تعليمية: هي الفرص تطوير الجانب المعرفي في العمليات أو الأدوار التي لم يكن للموظف دور بها من قبل في أغلب الأحيان. قد يكون الهدف منها معرفته بنوع حديث من البرمجيات، أو إتاحة الفرصة له لقيادة مجموعة من الأفراد لأول مرة.
2- أهداف متعلّقة بالأداء: هي الأهداف التي ترتبط بصورة مباشرة مع الطريقة التي يؤدي بها الموظف مهامه الرئيسية في الشركة، فقد تأخذ شكل زيادة في الأداء مثل تحقيق مستهدفات أعلى من الموجودة حاليًا خلال فترة من الوقت.
في هذا الجزء من المهم مناقشة أهداف الأداء مع الموظف، لأنّه ربما يفهم منها رغبتك في مضاعفة المطلوب فقط، في حين الهدف الرئيس هو مساعدة الموظف على التطور والوصول لمستوى أعلى من مستواه الحالي، وبالتالي الاتفاق على مستهدفات مناسبة له وتوضيح الفائدة التي سيحققها من خلال ذلك.
بالطبع توجد أهداف أخرى للموظفين، لكن يمكن تصنيفها جميعًا داخل هاتين الفئتين بشكل رئيس، وبصفة عامة فإنّ الأهداف التعليمية تركّز على التطوير الوظيفي وتحسين المهارات، في حين تستهدف أهداف الأداء إضافة المزيد من النجاح للموظف في دوره الحالي.
ما المنفعة التي تعود على الشركة؟
1- تحسن في تقييمات الأداء: كل استثمار في الأفراد يعود في نهاية الأمر بالنفع على الشركة، فالموظف عندما يطوّر من أهداف الأداء سيترتب على ذلك بالتبعية تحسن في أدائه يمكن قياسه في تقييمات الأداء الخاصة به، ومعرفة كيف ساهم هذا الأمر في زيادة إنتاجيته داخل العمل.
2- زيادة الولاء والشعور بالتحفيز لدى الموظفين: يشعر الإنسان دائمًا بالامتنان إلى المكان الذي يساعده في التطور والوصول لمستوى أعلى، فهو في هذه الحالة يصبح لديه مزيجًا من الولاء له، وكذلك شعوره بالتحفيز في العمل، فهو طالما يؤمن بثقة المكان في شخصه وأدائه، سيعمل بالتبعية على تقديم أقصى ما لديه من أجل نجاح المكان.
3- الدمج بين أهداف الموظفين والشركة: عندما يطوّر الموظفون أهدافهم المهنية في سياق عملهم، سواءً أهداف تعليمية أو على مستوى الأداء، فإن هناك نوعا من الدمج الذي يحدث بين أهدافهم الشخصية وأهداف الشركة، ويمكن الاستفادة من هذا الأمر في تطوير أهداف الشركة بواسطة الموظفين أنفسهم، الذين يملكون الرغبة في تحقيق أهدافهم والارتقاء بالشركة.
4- تكوّن رؤية لدى الموظف: عندما يملك الموظف خطة لتطوير ذاته، وقدرته على الإجابة على أسئلة مثل: أين أنا بالضبط حاليًا؟ وإلى أين أريد الوصول في المستقبل؟ سيبدأ في تكوين رؤية خاصة به حول تطوره الوظيفي، وغالبًا سيهتم بإحداث هذا التطور داخل الشركة.
في هذه الحالة يمكن للشركة الاستفادة منه عند ترقيته إلى وظيفة أعلى داخل العمل، لأنّه سيعرف جيدًا معنى هذا الأمر، وسيكون لديه القدرة على تحمل المسئوليات الجديدة دون عناء، لأنّ هذا في الأصل جزء من خطته الأصلية لمنفعته الشخصية في العمل.
على الرغم من أنّ خطة تطوير أهداف الموظفين قد تستغرق بعضًا من الوقت، لكن فيها من المنفعة للشركة ما يمكنه ضمان مستقبل باهر لها، فالموظف عندما يشعر بأنّه ركنًا أساسيًا من مؤسسة تهتم بتحقيق الأفضل لشخصه، فإنّه غالبًا ما يبذل قصارى جهده لإنجاحها، لذا فهو دائمًا استثمار ناجح للطرفين.
المصادر: