كيف غير كورونا شخصياتنا ونظرتنا للحياة؟
هناك قول شائع إن الشخصية لا تتغير إلى حد كبير، وقد يكون هذا صحيحا إلى حد ما. في حقيقة الأمر إذا خضعت إلى اختبار كشف الشخصية وتم التحقق علميًا من الاختلافات التي قد تطرأ على شخصيتك كل عامين، فربما تكون النتائج متشابهة جدًا.
لكن هناك بعض الاستثناءات، حيث تظهر الدراسات أن شخصياتنا غالبًا ما تتغير بشكل كبير على مدار حياتنا، فنحن نبذل جهودا واعية وكبيرة قد تغيرنا، بالإضافة إلى التحولات التي نشهدها في حياتنا، والتي قد يكون لها تأثير كبير على شخصيتنا. ووفقًا لأبحاث نفسية نشرتها بي بي سي فيوتشر فإن الأحداث الضخمة التي نعيشها كما انتشار وباء كورونا تلعب دورًا كبيرًا في تغيير شخصياتنا.
هل غيرك وباء كورونا؟
باعتبارك رائد أعمال أو مسؤولا عن فريق فربما لاحظت التغيير الذي طرأ على شخصيتك وشخصية باقي أعضاء الفريق أو الزملاء خلال الفترة الماضية، أظهرت أبحاث أن كوفيد-19 أحدث تغييرًا كبيرًا في مزاج وسلوك الأشخاص، ربما يشعر بعضهم بالقلق والتعب، أو ينظرون إلى عملهم وحياتهم المعنية بعيون جديدة.
لكن هل هذه هي التغييرات التي نتحدث عنها؟ هل يجب أن نقلق؟ قدم العلم بعض الإجابات على هذه الأسئلة والتي قد تساعدك على التعامل مع عواطفك التي تتأرجح باستمرار باتزان.
اختلف تعامل الأشخاص ورد فعلهم إزاء كوفيد-19 من شخص إلى آخر، ما يعني أن تأثيره على الشخصيات سيختلف، أن تكون عالقًا في المنزل أو عاطلاً عن العمل والقلق حيال إعالة أسرتك يختلف تمامًا عن أداء وظيفتك عن بُعد أثناء الحجر الصحي مع شريك مُحب وداعم.
قال كريستيان جاريت، مُراسل بي بي سي، إنه بينما لم تتطور شخصية تلائم الإغلاق، ولكننا قد نكون تغيرنا بشكل خاص نظرًا إلى الظروف التي نمر بها حاليًا. بالنسبة لهؤلاء الذين كانوا محظوظين بما يكفي لتجنب الآثار السلبية للأزمة فربما التغييرات التي طرأت عليهم إيجابية.
الوباء وتأثير مايكل أنجلو
ربما يكون الإغلاق قد تسبب في حدوث ظاهرة تُعرف باسم "تأثير مايكل أنجلو" والتي تُشير إلى الطريقة التي نتطور بها ونغدو الأشخاص الذين نسعى إلى أن نكون عليهم إذا كنا مع شريك رومانسي مُقرب يدعمنا ويشجعنا على التصرف لتحقيق ما نتطلع إليه، بعبارة أخرى أن نكون مع نحات يساعدنا على العثور على ذاتنا المثالية.
مثل الشريك الداعم والمُحب، قد يجبرنا الإغلاق الاجباري والشعور باقتراب الفناء أو نهاية العالم على إلقاء نظرة مُقربة على حياتنا، ويمكننا من اكتشاف بعض الأمور في شخصياتنا والتي عجزنا على العثور عليها في الظروف العادية.
قال عالم النفس ويبك بليدورن إن هذا الوقت الذي نقضيه في التفكير قد يؤدي إلى زيادة قدرتنا على فهم أنفسنا، ويساعد الناس على استيعاب معتقداتهم وتحديد الأهداف التي يسعون إلى تحقيقها.
ساعدنا الوباء على إعادة تعريف الكثير من المفاهيم التي كانت لدينا قبل انتشار الفيروس، يقول الباحثون إن الوباء غيّر عقليتنا وجعلنا نتوقف عن تقييم حياتنا بمقياس الرأسمالية شديد التنافسية، وبات كثيرون يجدون أن الأمور التي ساعدتهم على النجاح كانت سببًا في شعورهم باليأس وعيشهم حياة بائسة، وفي كثير من الأحيان تساعدنا هذه الأزمة على جعلنا أشخاص أفضل.