كوفيد ١٩ كشف أن الشركات لم تكن «تستمع» فعلياً للعاملين لديها عن بعد!
خلال صراع المسؤولين والقادة من أجل التأكّد من تنفيذ العمليات وإتمام المهام عن بُعد خلال التباعد الاجتماعي ومواصلة العمل من المنزل، من المُحتمل أنهم يركّزون على العقبات التي يواجهها الموظفون الذين اعتادوا على العمل في المكتب، وتجاهلوا التحديات التي يواجهونها قبل انتشار وباء كوفيد-19.
ربما يعتقد القادة أن الموظفين الذين يعملون من المنزل الآن ليس لديهم الكثير من المشاكل أو الشكاوى، أليس كذلك؟! حسنًا هذا الاعتقاد خاطئ.
قال ما يقرب من أربعة إلى خمسة موظفين يعملون عن بعد إنهم يواجهون تحديات لا يواجهها زملاؤهم الذين يعملون في المكاتب، هذا وَفقًا للبيانات التي تم جمعها بعد الحجر الصحي مباشرة. عامًا بعد عام كشفت استطلاعات الرأي السنوية أن الموظفين الذين يعملون عن بعد، يواجهون تحديات ومشكلات خاصة ومختلفة وتزداد بصورة يومية.
برغم المشكلات الكبرى التي أحدثها فيروس كورونا فإنه ساعد على لم شمل الموظفين معًا، وخلق شعورًا بأهمية التغلب على التحدّيات التي تواجه هؤلاء الذين عملوا عن بعد. ما يقودنا إلى أنه إذا أردنا تحقيق النجاح في ظل هذا الواقع الجديد فإننا سنكون في حاجة إلى تحقيق ما أراده الموظفون الذين عملوا عن بعد، وطالبوا به منذ فترة طويلة قبل انتشار الوباء.
واقع جديد للعاملين عن بعد
انتشار كوفيد-19 كشف عن العديد من التصدعات والشقوق في استراتيجيات العمل عن بعد التي تتطلب الكثير من العمل وبذل الجهد من أجل حلها، ولا يجب غضّ الطرف عنها حتى مع عودة الموظفين إلى المكاتب مرة أخرى، ومع الفتح الجزئي للاقتصاد.
تحتاج الشركات التي يعمل في صفوفها نسبة كبيرة من العاملين عن بعد إلى التخلص من كل هذه الشقوق واتباع استراتيجيات أفضل، لأن السماح لهذه المشاكل بالاستمرار قد يؤدي إلى استنزاف موارد الشركة، انخفاض الروح المعنوية، الشعور بالضيق وكلها أمور ستسبب في انخفاض معدّلات الإنتاجية.
في الوقت نفسه، من الضروري أن تستمع الإدارات إلى الموظفين وتهتم بشكواهم وتلتفت إلى ما يمرون به، وفيما يلي نستعرض مجموعة من الأمور التي عليك القيام بها لدعم الموظفين الذين يعملون عن بعد في مرحلة ما بعد كوفيد-19.
تعرف على تجربة الموظفين الذين يعملون عن بعد
قال 44% من موظفين يعملون عن بعد شاركوا في استطلاعات رأي اُجريت في وقت سابق إنهم فقدوا معلومات مهمة ولم يحصلوا على بعض التفاصيل الخاصة بالعمل والتي حصل عليها الموظفين الآخرين الذين يعملون في المكاتب لأنهم. وقال 43 % إنهم استبعدوا من الاجتماعات وجلسات العصف الذهني، وهي كلها أمور تؤثر على تبادل المعرفة وتقلل شعورهم بالاندماج.
تعد من أهم الطرق الأساسية لتحسين قوة وفعالية العمل عن بعد هي تقييم تجربة الموظفين الذين لا يتواجدون في المكتب باستمرار، بما في ذلك التعرف على شكواهم ومطالبهم، وما هي المشاكل التي تواجههم، وأن تتقصى الحقائق وتسعى جاهدًا إلى تحسين أوضاعهم وحل مشكلاتهم، مع العمل على تعزيز شعورهم بالاندماج، وقد يساعدك التطور التكنولوجي على فعل ذلك.
تأكد من فعالية التواصل عن بعد مع الموظفين
أبقى كوفيد-19 الموظفين الذين يعملون عن بعد في منازلهم، ولكن قبل الوباء كان بعضهم يعمل ويحضر الاجتماعات في المطاعم أو المقاهي أو منازل أشخاص آخرين وساحات العمل المشتركة، وحتى السيارات. والآن مع تخفيف قيود الإغلاق، سيكون الموظفون متلهفون للخروج مرة أخرى، وهي فرصة للتأكد من أنهم قادرين ومستعدين على فعل ذلك.
وفي هذه الحالة عليك التأكد من أن البنية الأساسية الخاصة بشركتك تسمح للموظفين من التواصل مع بعضهم البعض بشكل آمن وموثوق بغض النظر عن المكان الذي يتواجدون فيه، وتذكر أهمية التطبيقات التي يمكن تنزيلها على الهواتف المحمولة وتمسح للموظفين بالتواصل مع بعضهم البعض.
لا تتوقف عن تعزيز الثقافة
أكد انتشار الوباء أهمية تعزيز الثقافة وإشراك الموظفين في عمليات اتخاذ القرار بشكل لم يسبق له مثيل. بالنسبة لبعض الموظفين فإننا عندما نبدأ في العودة إلى المكاتب مرة أخرى، سيكون من الضروري إلا يفقدون الزخم. نشر ثقافة شركتك على الإنترنت هي إحدى الطرق لجمع الموظفين الذين يعملون عن بعد يشعرون بالاتصال مع الجميع.
كما أن امتلاكك لمساحة عمل رقمية تشبه المساحة المادية الموجودة على أرض الواقع هي خطوة أولى رائعة تعزز العلاقات بين الموظفين، كذلك عليك توفير الكثير من الفرص للاتصال وإجراء المحادثات من خلال إنشاء مدونات صغيرة ومنتديات ومساحات للمناقشة والدردشة بين أعضاء الفريق الواحد، يساعد ذلك الموظفين على التواصل الشخصي مع زملائهم.