"النجاح عن طريق الكارثة".. هل هو أسطورة أكاديمية أم حقيقة تخدم الطلاب؟
يوجد المئات من القصص المثيرة ومقاطع الفيديو المنتشرة على موقع يوتيوب وغيره من مواقع التواصل الاجتماعي المُختلفة، والتي تتحدث عن شيء ما يُطلق عليه "النجاح عن طريق الكارثة". وتمتلئ المواقع الإلكترونية بالمعلومات المُقتضبة عن هذه المسألة، وكلها توضح أنه في حالة حدوث كارثة كبيرة فإن الجامعات والمدارس تتعامل مع الطلاب بطريقة أكثر تساهلاً، وهو ما يسمح لكافة الطلاب بتحقيق النجاح.
إنفوجراف| روّاد أعمال لم يكونوا على وفاق مع المدرسة والجامعة
ما هو النجاح عن طريق الكارثة؟
تعود أصول هذه الأسطورة إلى فترة السبعينيات، وعُرضت في العديد من الأفلام والمسلسلات في هذا الوقت، ما جعلها أكثر شيوعاً وانتشاراً في الأوساط الأكاديمية.
هي أسطورة أكاديمية مدنية تقول إنه في حالة وقوع حدث كارثي مُعين، فإنها تؤثر على أداء الطلاب بشكل تلقائي، وتسمح لهم بتحقيق النجاح، على أساس أنه لن يكون هناك طريقة عادلة لتقييمهم أو معاقبتهم لأنهم مروا بهذه الكارثة.
على سبيل المثال عندما يتوفى أحد الطلاب بين زملائه أثناء الخضوع لأحد الاختبارات، فإن باقي الطلاب ينجحون في هذا الاختبار. وإذا احترقت الجامعة أو حدث فيها أي تدمير يعرقل سير الدراسة، فإن كل طلاب السنة الأخيرة فيها، يتخرجون منها ويحصلون على شهادتهم دون الخضوع لامتحانات. وإذا تعرض طالب لحادث في الحرم الجامعي، فإنه يُكمل تعليمه دون دفع باقي المستحقات المادية.
القصة الأكثر شيوعاً لهذه القصة هو أنه إذا أقدم أحد الطلاب على الانتحار في الفصل الدراسي، فإن باقي زملائه الذين كانوا معه في نفس الغرفة سوف يحصلون على درجات عالية بغض النظر عن أدائهم في الامتحان.
هل تُطبق هذه الأسطورة في كل مكان؟
أرجع بعض الباحثين الاجتماعيين هذه الأسطورة الأكاديمية إلى أنه عند موت أحد الأشخاص خلال الخضوع للامتحان، فإن هذا قد يصيب كل الطلاب الآخرين بصدمة كبيرة، وسوف يستعيدون كل الذكريات المتعلقة بها مرة أخرى إذا خضعوا للامتحان مرة ثانية.
مع ذلك، لا تُطبق هذه الأسطورة الأكاديمية في كل مكان. على سبيل المثال في بريطانيا، فإنه يُسمح للمرشحين عبر المجلس المشترك للمؤهلات بالتقدم بطلب لتعديل درجاتهم حتى 5 %، إذا كانوا قد استوفوا جميع مؤهلات الامتحان لكنهم يعانون من مرض مؤقت، أو إصابة مؤقتة، أو أي نوع من الإعاقة، وفي حالة وفاة مرشحٍ مؤهلٍ قبل الانتهاء من الامتحان، يمكن طلب شهادةٍ فخرية له.
وفي أستراليا، فإن الطلاب الذين يخضعون لاختبار التحصيل العام في منتصف الفترة خلال العام، ويحدث لهم شيء يُؤثر على أدائهم في الامتحانات النهائية، فإنهُ يتم استخراج نتائجهم من علامات الدورات الدراسية والعلامات التي تلقوها في اختبار التحصيل العام.
وفقًا لإيليا موهولولا، المتحدث باسم جامعة كيب تاون، فإن النجاح عن طريق الكارثة مجرد أسطورة أكاديمية. وبغض النظر عما يحدث، يتعين على الطلاب الحصول على شهادتهم من خلال اجتياز الاختبارات. وإذا كانت هناك أي ظروف تمنع الجامعة من تقديم الامتحانات في الموعد المُحدد، فإنه من الضروري إعادة الاختبارات في وقت آخر.
وقال مارتن فيلجوين، المُتحدث باسم جامعة ستيلينبوش في جنوب أفريقيا، إنه إذا توفى أحد الطلاب خلال الامتحان أو في مكان الامتحان، فإنه على إدارة الجامعة إرجاء الاختبار، وتعليق الدراسة حتى يستعيد الطلاب عافيتهم النفسية، كذلك من الضروري أن تقدم الجامعة خدمات استشارية للطلاب المتضررين نفسياً.