ليست تخيلات .. وظيفتك قد تكون تستنفزك إذا شعرت بهذه الأمور
ربما تشعر كأن تأدية مهمة عملك أو حتى القيام بالأمور العادية المرتبطة بوظيفتك الحالية تستنزفك، وبأنها تسحبك إلى الأسفل عوضًا عن دفعك إلى الأعلى ومساعدتك على الانتقال إلى مرحلة جديدة أفضل وأكثر تقدمًا، فترجع إلى المنزل في نهاية اليوم وأنت في حالة من الانهيار التام، وتشعر بالعجز وبأنك لا تقوى على فعل أي شيء.
قال الكاتب ديفيد جريبر، أستاذ الأنثروبولوجيا: هناك عدد كبير من الأشخاص الذين يقضون أوقاتهم في أداء وظائف والقيام بمهام يقتنعون من داخلهم أنها ليست مهمة على الإطلاق، وعزز هذا الشعور بداخلهم صعود الأتمتة، والذي أدى إلى تقليل الحاجة إلى الاعتماد على الأشخاص في تنفيذ بعض الأمور في مجالات مُعينة مثل التصنيع والزراعة، ولكن عوضًا عن تحرير أنفسنا وقضاء أوقاتنا في أشياء أخرى أكثر أهمية، إلا أننا وجدنا أن هذه الوظائف جرى استبدالها بأخرى تسبب في حدوث تضخم في القطاع الإداري، وإنشاء قطاع كامل للوظائف الجديدة تعتمد على الخدمات المالية أو التسويق عبر الهاتف، وشهدت شركات القانون، والإدارات الأكاديمية والصحية والموارد البشرية والعلاقات العامة توسعات غير مسبوقة.
العجز عن الاعتراف بالمشكلة
إذا كنت تقرأ هذا المقال وأنت تعمل محاميا في شركة أو مسؤول خدمات الرعاية الصحية فمن الطبيعي أن تتوقف للحظات وتقول لنفسك "انتظر دقيقة، تلبية احتياجات موكلي أمر ضروري ومُرضٍ"، وربما يختلف كثيرون مع هذا الرأي، ولكن يجدر الإشارة إلى أن هؤلاء الأشخاص مضغوطون للغاية ولا يستطيعون الاعتراف بحقيقة الأمر، وبالإشارة إلى الجوانب المُظلمة من حياتهم اليومية، والتفكير في أنه سيكون من الأنسب قضاء كل هذه الساعات في فعل شيء آخر يحقق لهم مكاسب أفضل.
وظيفة تستنزف طاقتك
إذا كنت تعمل في وظيفة تتطلب قدرا كبيرا للغاية من الطاقة وبذل الجهد، فربما تجد نفسك تميل إلى قضاء أمسيات أكثر هدوءًا وعطلات لا تفعل فيها شيئًا سوى الاسترخاء والابتعاد عن كل شيء، وذلك كي تتمكن من استعادة طاقتك بأكملها من أجل العودة إلى ممارسة مهامك، ولكن في بعض الأحيان يستنزف عملك طاقتك بأكملها، ويسلب منك شغفك، ولكن متى تعرف أن وظيفتك تستنزفك؟
يوجد مجموعة من العلامات التي توضح لك ما إذا كانت وظيفتك تستنزفك أم لا، والتي نستعرض بعضها فيما يلي:
اسأل نفسك قبل أن تُسأل.. لماذا أنت مهتم بتولي زمام هذه الوظيفة؟
تشعر بالتعب حتى قبل بدء العمل
إذا وجدت نفسك تشعر بالقلق قبل بدء العمل، أو إذا تلقيت مكالمة مفاجئة للذهاب إلى العمل في أوقات الطوارئ، فربما عليك إعادة التفكير في الأمر برمته، وأن تعيد حساباتك وتفكر ما إذا كان عليك مواصلة عملك أم لا.
عوضًا عن ذلك، عليك استغلال فترة الصباح للاستمتاع بوقت هادئ ومريح، وبإمكانك فعل ذلك من خلال الاستيقاظ والذهاب إلى العمل في وقت مبكر، كي تبدأ يومك في حالة من الاسترخاء، وابدأ بتدوين ملاحظاتك، وإعداد قائمة المهام اليومية، أو التخطيط ليومك كيفما شئت.
تأخذ توتر عملك معك إلى المنزل وإلى فراشك
هل سبق أن استيقظت حتى الساعة الثانية صباحًا وأنت تفكر في شيء ما حدث ذلك اليوم أو ربما يحدث غدًا؟ ربما تكون تفكر في هذا الشيء المرتبط بالعمل أثناء قيادة السيارة في الطريق إلى المنزل، أثناء إعدادك العشاء، أو حتى الدردشة مع أصدقائك، أو ربما تحاول الاسترخاء قليلاً ولكن لا تزال هذه الأمور تجري في ذهنك، ثم تذهب إلى الفراش وأنت تعاني من هذه الأمور التي تشتتك ولا تسمح لك بالحصول على قسط كاف ومريح للنوم.
الحصول على قسط مُريح من النوم وقضاء وقت هادئ في نهاية اليوم من الأمور المهمة للغاية بالنسبة لأي شخص، إذا شعرت بأي اضطراب في النوم أو كنت تعاني بسبب الضغط والإفراط في التفكير بسبب أمور مُتعلقة بالعمل، فسوف يستمر التعقيد مع مرور الأسبوع، وسوف تفقد طاقتك مع مرور الوقت، ويزداد شعورك بالإرهاق الشديد.
في كل الأحوال، إذا شعرت أن عملك يُرهقك نفسيًا أو يزعجك، فربما يكون عليك الرجوع خطوة إلى الخلف وقيّم وظيفتك جيدًا، والمجال الذي تعمل فيه، وحدد نقاط القوة والضعف، أيهما أكثر؟ هل هناك طريقة لتحسين الأوضاع، هل يوجد وسيلة لإنهاء المشاكل، وإذا عجزت عن فعل ذلك، فربما يكون قد حان الوقت للبحث عن عمل آخر.