"الرجل" تشارك في قيادتها على المضمار: سيارات فيلم جيمس بوند الجديد "لا وقت للموت"
كان من المقرر أن يعرض فيلم جيمس بوند الجديد "لا وقت للموت"، في قاعات السينما خلال أبريل / نيسان الماضي، ولكن ظروف انتشار فيروس "كورونا" في العالم، ووقف الاختلاط أدى إلى تأجيل العرض إلى نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
ضمن الاستعدادت لعرض الفيلم، المتوقع له أن يكون الأكثر إثارة في سلسة أفلام العميل السري 007، دعت شركة إستون مارتن، نخبة من الإعلام الدولي، لتجربة قيادة سيارات إستون مارتن، التي سوف تظهر في الفيلم. "الرجل" كانت المجلة العربية الوحيدة المشاركة في الحدث على مضمار سيلفرستون في وسط إنجلترا. واستمعت إلى تجربة الشركة على لسان نائب رئيسها دافيد كنغ، وكبير مصمميها ماريك رايخمان، في إنتاج السيارات المطلوبة في وقت قياسيّ، قبل قيادة السيارات عملياً على المضمار.
وتربط قصة الفيلم بين الماضي والحاضر والمستقبل، ولذلك جرت الاستعانة بسيارات تمثل هذه الحقبات بداية من طراز "دي بي5" الكلاسيكي، الذي ظهر للمرة الأولى في فيلم "غولدفنغر" في عام 1964 الذي قام بدور البطولة فيه، الممثل شون كونري. وظهرت السيارة حينذاك لمدة عشر دقائق و21 ثانية. وكان هذا الفيلم بداية التعاون بين أفلام بوند، وسيارات إستون مارتن الذي استمر اكثر من نصف قرن. وظهرت سيارات إستون مارتن في 11 فيلماً من مجموع 25 فيلماً للعميل بوند.
قصة "دي بي 5"
كانت السيارة "دي بي 5" هي أولى السيارات التي جرت تجربتها على المضمار. وهي سيارة تألقت في أربعة أفلام كلاسيكية في سلسلة أفلام بوند، وهي "غولدفنغر" و"ثندربول" و"غولدن أي" و"سكاي فول". وسوف يقود بوند بنفسه هذه السيارة في الفيلم الجديد، الذي يقوم بدور البطولة فيه الممثل دانييل كريغ.
السيارة الأصلية التي ظهرت في فيلم "ثندربول" فريدة نوعها وباهظة الثمن، حيث بلغت قيمتها 6.39 مليون دولار، عندما بيعت في مزاد عقد في مونتراي، كاليفورنيا في أغسطس / آب من العام الماضي. وقال كبير مصممي الشركة ماريك رايخمان، لمجموعة الإعلام في سيلفرستون، إن تدبير سيارات الفيلم الجديد كان من الصعب تحقيقه بسيارات "دي بي 5" الأصلية، لندرتها وقيمتها السوقية الباهظة. ولذلك لجأت الشركة إلى تصنيع مجموعة جديدة من 10 سيارات "دي بي 5" بأجسام حديثة وخفيفة من خلائط الكربون، لاستخدامها في الفيلم.
وتشير المواصفات الأصلية للسيارة أنها تنطلق بمحرك قدرته 282 حصاناً، وتنطلق بسرعة قصوى تصل إلى 143 ميلاً في الساعة. وتحقق "دي بي 5" انطلاقاً إلى سرعة مئة كيلومتر في الساعة، في غضون ثماني ثوان. وقد لا تكون هذه القدرات خارقة بالمعدلات الحديثة، ولكنها كانت أول سيارة سوبر تنتجها شركة إستون مارتن في الستينات.
"في 8 فانتاج"
السيارة الثانية التي جرت تجربتها على مضمار سيلفرستون هي "في 8 فانتاج"، وهي ثاني سيارة سوبر تنتجها الشركة في ثمانينات القرن الماضي. وتعدّ من سيارات الماضي التي سوف يقودها دانييل كريغ، في فيلم بوند الجديد. وسبق لهذه السيارة أن ظهرت في فيلم "ذا ليفينغ داي لايت" في عام 1987. وهي تنطلق إلى سرعة مئة كيلومتر في الساعة، في غضون 5.2 ثانية، وإلى سرعة قصوى قدرها 170 ميلاً في الساعة. وسوف يقودها أيضاً دانييل كريغ، في الفيلم الجديد. ويلاحظ هنا تحسن الإنجاز بين سيارة الستينات "دي بي 5" وخليفتها التي ظهرت في الأسواق بعدها بعقدين.
وظلت الشركة تنتج طراز "في 8 فانتاج" بفئتين ذات محركات مكونة من ثماني أسطوانات أو 12. ولكن إنتاج "في 8 فانتاج توقف عام 2017، ثم توقف بعدها بعام إنتاج "في 12 فانتاج". وبدأت الشركة بعد ذلك بإنتاج نماذج خاصة من فانتاج، وفق طلبات خاصة من الزبائن، وهي تنافس سيارات بورشه 911 في الإنجاز.
ومن الفئات الخاصة من فانتاج كل من "في 12 فانتاج إس" و"في 12 زاغاتو" و"رودستر" و"فانتاج أيه إم آر برو". ولكن أياً من هذه النماذج الحديثة ليس لها بريق فانتاج الأصلية التي ظهرت في فيلم بوند، وانعكست قيمتها الحقيقية عند بيعها بالمزاد.
"دي بي إس سوبر ليغيرا"
إذا كانت السيارات السابقة تعبر عن التراث الماضي في أفلام بوند، فإن سيارة إستون مارتن "دبي بي إس سوبرليغيرا" تعبر عن زخم الحاضر. وهي من أقوى سيارات الشركة حالياً، من حيث القدرة وخفة الوزن، وتحمل محركاً من 12 أسطوانة سعته 5.2 لتر، يوفر لها قدرة 715 حصاناً. وهو ينطلق بالسيارة إلى سرعة مئة كيلومتر في الساعة، في أقل من 3.4 ثانية، ويصل إلى سرعة قصوى قدرها 211 ميلاً في الساعة. وتستخدم الشركة ناقل حركة أتوماتيكياً معدلاً بثماني سرعات، يستوعب الكمّ الهائل من القدرة التي ينتجها المحرك وينقلها بكفاءة إلى العجلات.
وكانت الشركة قد أصدرت فئة خاصة من هذه السيارة، بلون أخضر قاتم مكونة من 50 سيارة فقط، بيعت بسعر 300,007 جنيه (369.8 ألف دولار) لكل منها. وهي من أحدث سيارات الشركة أيضاً، حيث بدأ إنتاجها عام 2018 كنسخة سوبر من طراز "دي بي 11". وتنتج منها الشركة نسخة مكشوفة تطلق عليها اسم "فولانت" عرضتها في العام الماضي 2019. وهي مطابقة في المواصفات للطراز الكوبيه، وتأتي بسقف مرن مكون من ثماني طبقات، وخيار ثمانية ألوان. وللمرة الأولى في سيارة إستون مارتن تأتي حوافّ النافذة الأمامية من خلائط الكربون، وكذلك أجزاء النصف الخلفي.
وفي العام الماضي أيضاً، أنتجت الشركة فئة خاصة من سوبرليغيرا، للاحتفال بمرور 50 عاماً على التعاون مع أفلام جيمس بوند. ويظهر الطراز الجديد من "دي بي إس" في أحدث افلام بوند هذا العام، لكي يتوج هذا التعاون الفريد.
المستقبل
تعبر السيارة "فالهالا" عن مستقبل إستون مارتن، وهي من فئة أعلى من السيارات السوبر وتسمى "هايبركار". وتعمل بمحرك وسطي الموقع، وتنتج منها الشركة 500 نسخة فقط، قيمة كل منها مليون إسترليني (1.25 مليون دولار). ولن تصل السيارة إلى الأسواق، قبل عام 2022. وسوف تظهر "فالهالا" ايضا في فيلم بوند الجديد في لقطات سريعة (كاميو) من دون ان يقودها بوند.
وتنطلق "فالهالا" بمحرك سعته ثلاثة لترات بست اسطوانات مع نظام هايبرد بشحن خارجي. ويميز "فالهالا" أن محركها صمم وأنتج من داخل الشركة، من دون الاستعانة بدعم فني من أي جهة خارجية. ولا يزن المحرك أكثر من 200 كيلوغرام.
وقال رئيس الشركة إندي بالمر: إن هذا المحرك له أهمية قصوى للشركة، وسوف يدخل ضمن تجهيزات الكثير من سيارات الشركة الأخرى في المستقبل. ويأتي مشروع "فالهالا" بالتعاون مع فريق "رد بول" لمسابقات "فورميولا وان" الذي أسهم في إدخال بعض تقنيات السباق في السيارة.
وتتبع السيارة "فالهالا" تقليداً قديماً من الشركة في إطلاق أسماء تبدأ بحرف "في" (V) على سياراتها، مثل "فإنتاج" و"فيراج" و"فانكويش" و"فولكان" و"فالكيري". وهي من نوع السيارات الهايبر التي قد لا يرى مثلها العالم في المستقبل، لأن قوانين نظافة البيئة لن تسمح بها.
ديفندر
وبخلاف سيارات إستون مارتن، سوف يتميز فيلم "لا وقت للموت"، بظهور سيارة رباعية مرموقة من لاندروفر، هي "ديفندر" الجديدة. وظهرت هذه السيارة الرباعية للخدمة الشاقة، للمرة الأولى في معرض فرانكفورت عام 2019. وكانت بدايات هذه السيارة في عام 1948، بعد الحرب العالمية الثانية، واستمر إنتاجها لمدة 67 عاماً بلا انقطاع، حتى عام 2016. وكانت السيارة قبل ذلك عسكرية، واستخدمها الجيش البريطاني.
وهي ليست غريبة على الظهور السينمائي، فقد تألقت في بطولة فيلم "تومب ريدر" عام 2000، من بطولة هاريسون فورد. ولكنها في أحدث نسخة لها، أنجزت الكثير من المناورات الشاقة، بقيادة سائقة محترفة، اسمها جيسيكا هوكينغز التي تتخصص في مسابقات "فورميولا 3". ويعدّ فيلم بوند، أول تجربة سينمائية لها. وسوف يراها المشاهدون تقوم بمناورات شبه مستحيلة بالسيارة.
وقدمت الشركة 10 سيارات ديفندر، كانت الأولى التي خرجت من خط الإنتاج، لاستخدامها في مشاهد الفيلم.
ويعود الفضل في المناورات التي سوف يشاهدها عشاق أفلام بوند، في الفيلم الجديد الذي سوف يعرض قبل نهاية العام الجاري، إلى القدرات المتاحة من هذه السيارة الرباعية الأصيلة، والتقنيات الحديثة التي أضافتها الشركة. وهي سيارة ذات تصميم جيد، يُعدّ الأحدث بين سيارات القطاع الرباعي حالياً. ولاقت السيارة استحساناً غير عادي من الإعلام البريطاني، منذ تدشينها في بداية هذا العام.
وتبدو السيارة في تصميمها الداخلي، غاية في البساطة، بشاشة فعالة وذراع نقل السرعة في متناول يد السائق، تحت لوحة القيادة مباشرة. ويمكن استخدام المرايا الخلفية التقليدية، أو تحويلها إلى كاميرا للرؤية الخلفية الواضحة، في حالة وجود ركاب أو أمتعة في المقاعد الخلفية.
وعدا محركات الديزل المخصصة لأوروبا، تأتي "ديفندر" بمحرك بترولي بأربع أسطوانات قدرته 296 حصاناً، وآخر أكبر حجماً بنظام هايبرد خفيف مكوّن من ست أسطوانات وقدرته 395 حصاناً.
وهي تحمل نظام "تيرين ريسبونس"، ونظام حركة ثنائي للمناطق الوعرة، وتعمل بتعليق مرن يعمل بضغط الهواء. وهي تُعدّ من أكثر السيارات الرباعية قدرة على تحمل مشاقّ المناطق الوعرة.