تكبيرات صلاة العيد.. عددها وكيفية أدائها
تكبيرات صلاة العيد تعتبر نوعا من الإجلال لله تعالى وتعظيم ذاته، ويشمل ذلك اعتقاد الإنسان بأنه لا يوجد شيء في الدنيا أكبر أو أعظم منه عز وجل، ويؤكد على علم الإنسان بأن الله هو الذي يذل ويخضع له كل شيء في الوجود.
ويعتبر التكبير أعظم من العظمة نفسها، كونه يعنى أشياء تزيد على العظمة، وتختلف تكبيرات صلاة العيد عن تكبيرات الصلاة اليومية، لذا سنتعرف على تكبيرات صلاة العديد وعددها في التقرير التالي.
عدد تكبيرات صلاة العيد
تختلف آراء الفقهاء فيما يخص عدد تكبيرات صلاة العيد، حيث إن الحنابلة والمالكية يرون أن عدد التكبيرات بالركعة الأولى يكون سبع تكبيرات مع تكبيرة الإحرام، فيما يكون عدد التكبيرات في الركعة الثانية ستا فقط مع تكبيرة القيام، وتكون التكبيرات قبل القراءة، فيما يرى مذهب الشافعية أن صلاة العيد ركعتان في الركعة الأولى يكبر سبع تكبيرات وتكبيرة الإحرام، وفي الركعة الثانية تكون خمس تكبيرات وتكبيرة القيام وذلك قبل القراءة أيضًا.
فيما يكون عدد تكبيرات صلاة العيد عن الحنفية في الركعة الأولى تكون ثلاث تكبيرات فقط وتكبيرة الإحرام، وذلك قبل قراءة الفاتحة، فيما تكون الركعة الثانية بها أيضًا ثلاث تكبيرات فقط بغير تكبيرة الركوع، وتكون كل التكبيرات بعد القراءة، ويسكت المصلون بين التكبيرات بقدر التسبيح ثلاث مرات.
حكم تكبيرات صلاة العيد
يختلف حكم تكبيرات صلاة العيد أيضًا وفقًا لأقوال الفقهاء، حيث يرى المالكية أنها سنة مؤكدة، ولا بد من فعلها قبل قراءة القرآن في الصلاة، فيما يري جمهور الفقهاء من المالكية والحنابلة والشافعية إلى أن تكبيرات صلاة العيد هي سنة، فيما يرى جمهور الحنفية أنها واجبة.
حكم رفع اليدين بتكبيرات صلاة العيد
اختلف الفقهاء في حكم رفع اليدين أثناء تكبيرات صلاة العيد، وانقسما إلى قولين، الأول مذهب الشافعية والحنفية والحنابلة والمالكية، والذي يرى أن يرفع المصلي يديه مع كل تكبيرة، واستدلوا على ذلك بأن النبي صلى الله عليه وسلم، كان يرفع يديه مع التكبير في كل صلاة، واستدلوا على ذلك بأن ذلك نص عام يشمل كل صلاة، وأيضًا بما كان يفعل الصحابة بأنهم كانوا يرفعون أيديهم مع كل تكبيرة في صلاة الجنازة.
أما عن القول الآخر في حكم رفع اليدين بتكبيرات صلاة العيد فكان قول الإمام مالك والمالكية بأنه يستدل على العدم، أي إن الأصل فيه هو عدم رفع اليدين أثناء التكبير، وأنه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، فعل ذلك.
ماذا يقال في تكبيرات صلاة العيد
اختلف الفقهاء أيضًا حول ما يجب أن يقال بين التكبيرات في صلاة العيد، حيث ذهب الشافعية إلى أنه يجب القول بين تكبيرات العيد بالباقيات الصالحات الواردة في قوله عز وجل: «َالباقِياتُ الصّالِحاتُ خَيرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوابًا وَخَيرٌ أَمَلًا» والتى يكون فيها: «سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر»، وهو ما ذكر بعض الفقهاء بجواز القول: «لا حول ولا قوة إلا بالله العليّ العظيم».
أما الحنفية فقد ذهبوا إلى أن المصلي يجب أن يسكت بين كل تكبيرتين فما هو مقداره ثلاث تكبيرات، ولا يوجد في السنة ما يجعلهم يقولون شيئا بينهما، وأجازوا بالقول: «سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر».
وذهب جمهور الحنابلة إلى أن المصلى يقول بين تكبيرات صلاة العيد: «اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا، وَسُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ وَآلِهِ وَسَلِّمْ تَسْلِيمًا»، وذلك استنادًا لما جاء في قول ابن مسعود رضي الله عنه حول ما يقوله المصلى بين التكبيرات: «تحميد الله، والثناء عليه، والصلاة على النبي»، واجازوا أن يذكر المصلى ربه بغير ذلك من أقوال أخرى بين التكبيرات.
فيما رأى المالكية أن تكبيرات العيد يجب أن تكون متتابعة وليست منفصلة أو لا يفصل بين التكبيرة والأخرى شيء، ويمكن أن يسكت المصلى قليلًا لينتظر تكبير المصلين خلفه، ولكنه لا يقول شيئا ويكره عليه أن يقول أي شيء بين التكبيرات حتى وإن كان ما يقوله ذكرًا.
حكم من فاته تكبيرات صلاة العيد
يقول جمهور الفقهاء من الشافعية والمالكية والحنابلة أن من فاتته تكبيرات صلاة العيد فإنه لا يمكن أن يعود إليها، لأنها سنة وفات محلها، حيث رأى الشافعية والحنابلة أن التكبيرات تفوت بفوات محلها، وذلك بين الاستفتاح والتعوذ، فمن نساها أو سهى عنها أو أدرك الإمام أثناء قراءة الفاتحة فيدخل معه في الصلاة، ولا يعود لتكبيرات صلاة العيد لأنها فاتته.
وجمهور المالكية فقد ذهب إلى أنه من فاتته تكبيرات صلاة العيد وتذكرها قبل الركوع أو بعده فلو تذكر أثناء القراءة أو بعدها بشرط قبل أن يركع فيمكن له أن يأتي بالتكبيرات، ومن ثم يعيد قراءة الفاتحة بعدها، أما إذا ما تذكرها بعد الركوع فلا يجوز له الرجوع للتكبيرات مرة آخرى، وذلك لأنها نافلة.