اكتئاب يوم عيد الفطر.. كلا لست الوحيد وهذه هي الأسباب
مع الدخول في الأسبوع الأخير من رمضان يشق السؤال الأكثر تكراراً طريقه الى ألسنة الناس ..ماذا سنفعل في العيد؟
السؤال بحد ذاته يمكنه أن يتحول الى سبب للتوتر والقلق خصوصاً إن كنت لا تعرف ما الذي ستفعله يوم العيد، وكلما تكرر كلما إرتفع منسوب الغضب عندك. العيد من المفترض أن يكون سبباً للبهجة والفرح والسرور ولكن وبسبب مجموعة من العوامل المختلفة يتحول الى يوم للإكتئاب عند البعض. والمثير للإهتمام أن الفئات المكتئبة يوم العيد قد لا تشبه بعضها البعض ولكن ما يجمعها هو ذلك الشعور الذي يجثم فوق صدورهم ويجعلهم يشعرون بالرغبة بالبكاء عوض الإبتسام والفرح.
فما هي الأسباب التي تجعل الشخص يصاب بإكتئاب العيد.
يوم الأشغال الشاقة
الغالبية الساحقة تصل الى منتصف شهر رمضان وهي بالكاد تملك ذرة نشاط. وهكذا يكملون الشهر مرهقين، محرومين من النوم وصولاً الى نهار العيد. صحيح أن الكافيين سيكون خير معين لهم في ذلك اليوم ولكنها بشكل أو بآخر لا تنفع لان الحرمان من النوم يكون قد فعل فعله، وكما هو معروف الحرمان من النوم يؤدي الى الإكتئاب والكافيين يسبب التوتر ومعاً هما وصفة لكارثة قيد التحضير. وعليه فيوم العيد يكون أشغال شاقة لكونها يحفل بالواجبات الإجتماعية منذ الصباح وحتى المساء.
العودة الى الروتين
الإكتئاب هنا يرتبط برحيل رمضان والعودة الى الروتين .شهر رمضان يخرج الجميع من روتين حياتهم اليومية، وعليه فهو ومع رحيله يترك فراغاً كبيراً عن الجميع، الفئة الملتزمة دينياً أو غير الملتزمة.
الأوضاع المادية
شهر رمضان هو شهر الإستهلاك وهو ينهك الجميع مادياً، ثم يأتي العيد وما يتطلبه من تحضيرات وشراء ملابس وبطبيعة الحال الإنفاق المهول على العادات المرتبطة بيوم العيد.
فهناك عيدية الأطفال، والحلويات التي يتم شرائها للضيوف وفي بعض الدول هناك تقاليد بتقديم الحلوى عند زيارة كل فرد من أفراد العائلة مقابل عادات تستبدل الحلوى بالمال للصغار والكبار. مهما كان العادات العيد منهك مادياً وهذا سبب أساسي للإكتئاب. فرب العائلة قد لا يملك المال للقيام بهذه الواجبات، او قد يملك المال ولكنه راتب شهر كامل لم يبدأ بعد وعليه فهو يخاف من مأزق مالي قادم لا محال.
حريتك مقيدة
لعلك لا تريد القيام بكل هذه الزيارات الإجتماعية ولعلك تفضل أن تمضي نهار العيد مسترخياً في المنزل أو ربما تريد القيام بنشاط مع الأصدقاء أو مع عائلتك شرط الا يتضمن ما يصار الى القيام به يوم العيد.. لكنك تدرك بأنه لا يمكنك القيام بذلك. حريتك في هذه الحالة مسلوبة كلياً وهذا يزعجك لانك مرغم على زيارة فلان وفلان، ثم تلبية دعوة هذا الشخص ثم إستقبال هذا أو ذاك. حين تشعر بأنك لا تملك حرية القرار فإن ذلك يجعلك تشعر بالعجز والعجز يولد مشاعر الإكتئاب.
عائلتك تثير توترك
لعل بعض أفراد عائلتك الكبيرة من النوع المزعج الذي لا تحب الإختلاط بهم كثيراً أو لعلهم يثيرون حفيظتك أو لعلك بكل بساطة لا تحبهم. خلال العيد الزيارات العائلية واجب إجتماعي وعليك زيارة الجميع ومسايرتهم وتحمل كل ما يقومون به. في المقابل لعل عائلتك من النوع الذي لا يعرف كيف يستمتع بوقته وفي كل مرة يجتمع فيها الاشقاء والشقيقات والازواج والاولاد ينتهي الامر بمشاجرة أو بزعل أحدهم. انت تدرك مسبقاً ما ينتظرك والامر يجعلك تختبر إكتئاباً ما بعده إكتئاب.
حماسة ثم خيبة أمل
في كل عام تختبر الامر نفسه، تعد نفسك بان العيد هذا العام سيكون مختلفاً ولن تسمح لنهارك ان يمر كما مر العام الفائت. تتحمس وتدخل في اجواء العيد وتشعر بالفرح ثم يبدأ يومك .. ويمر كما مر العام الفائت بالضبط. وهكذا تصل الى منتصف نهارك وانت تشعر بخيبة أمل كبيرة وهكذا تتسلل مشاعر الإحباط الى قلبك فالحزن ثم الإكتئاب.
أنت من فئة المحزونين
العيد يقلب مواجعك، فلعلك فقدت حبيباً في هذه الفترة أو لعله يرتبط بذكرى حزينة تركت أثرها البالغ في نفسك. العيد يجدد مواجعك ويذكرك بمن فقدت أو بشخص كنت تحب ان تعيش أجواء العيد معه ولم يعد ذلك ممكناً حالياً. وبالتالي فهو ليس مناسبة للفرح بالنسبة اليك بل هو مناسبة تذكرك بكل ما تسعى لنسيانه.
تقارن نهارك بنهار الاخرين
الكل بنشر صوره على مواقع التواصل، وكل جزئية مهما كانت بسيطة ستشق طريقها اليها. بالنسبة اليك هم يبدون في غاية السعادة، ونهارهم يبدو ممتعاً للغاية .. حينها ستقارن بين نهارك ونهارهم وستخرج خاسراً حكماً. خروجك خاسراً ليس بالضرورة ان يومك كان أسوأ من يومهم بل لان الجميع يبالغ كثيراً بما يقومون بنشره على مواقع التواصل وانت ما تزال تصدق «إستعراضهم».
أو لعلك لا تقارن نفسك بما يتم نشره على مواقع التواصل بل تقارن نفسك بجيرانك أو بمن تراهم خلال خروجك وتنزهك أو تواجدك في مكان ما. المقارنة تثير الإكتئاب ولكن ما عليك ان تدركه وتقتنع به أن المظاهر مخادعة، فلا تصدق ما تراه وبالتأكيد لا تقارن بين عيدك وعيدهم.