ماذا تفعل حيال رحلاتك المستقبلية؟ متى عليك إلغاؤها؟
مرّت أشهر على تفشي فيروس كورونا التاجي المُسبب لمرض كوفيد-19 المُميت الذي أوصل العالم بأسره إلى طريق مسدود، ليس فقط المدن ولكن الدول بأكملها التي فرضت قوانين لإغلاق البلاد وأغلقت الحدود وأوقفت الرحلات الجوية لتأمين مواطنيها والسيطرة على انتشار الفيروس، وبالتالي أصبحت الرحلات المستقبلية مجهولاً، بعدما تقطعت السبل بالرحلات البحرية ورفضت المواني في عدد كبير من الدول استقبال السفن والتي من المُحتمل أن يكون ركابها حاملين للمرض.
إذا كنت واحدا من بين ملايين الأشخاص الذين خططوا للقيام برحلة أو حجزوا إجازة طوال عام 2020، فمن المحتمل أنك الآن تتساءل عما إذا كانت رحلتك ستلغى أم لا، خاصة وأن تفشي الفيروس التاجي بهذه السرعة الكبيرة وتغيره من يوم إلى آخر يجعل وضع السفر ضبابيا، وفيما يلي نستعرض مجموعة من آراء الخبراء في الرحلات والسفر ومنظمي الرحلات البحرية والجوية لمساعدتك على اتخاذ قرار صائب حيال رحلاتك المُقبلة.
هل عليك إلغاء رحلة الشهر المُقبل؟
لن تتمكن من السفر والخروج من بلدك خلال شهر مايو حتى لو أردت ذلك، نظرًا لقوانين الإغلاق وإغلاق الحدود حول العالم، يقول شيروين باندا، رئيس مكتب أفريكان ترافيل إن البلدان في أفريقيا تعمل حاليًا على تقييد السفر حتى شهر مايو، أما بالنسبة للعملاء المفترض أن يقوموا برحلات خلال شهر يونيو فمن الممكن أن يستطيعوا القيام برحلات، إلا أنه من الأفضل تأجيل الرحلات حتى سبتمبر المُقبل، وسيكون من الأفضل إرجاؤها إلى عام 2021، خاصة وأن أوروبا مُغلقة أمام رحلات السفر الترفيهي حتى نهاية مايو الجاري.
عوضًا عن إلغاء رحلتك بنفسك، فمن الأفضل أن تنتظر لترى ما إذا كانت شركات الطيران أو منظمو الرحلات أو الفنادق قد تلغي الحجز وتتخذ القرار بنفسها، وإذا قاموا بذلك فمن المُحتمل أن تستطيع استرداد أموالك.
إذا قررت تأجيل أو إلغاء رحلتك فقد تصبح تحت رحمة سياسات الإلغاء الصارمة، ومع ذلك فإن غالبية شركات الطيران والفنادق ومنظمي الرحلات السياحية الجوية والبحرية أصبحت تعمل وفق سياسات أكثر مرونة بسبب الوباء، ما يعني أنك قد تستطيع استرداد أموالك بالكامل، أو إعادة جدولة رحلتك إلى وقت لاحق.
هل عليك إلغاء الرحلات الصيفية؟
نظرًا لتغير وضع الفيروس التاجي يوميًا، فإنه يصعب التنبؤ بدقة كيف ستبدو الرحلات في فصل الصيف، ومن المحتمل أن يكون هناك فرق كبير بين السفر الداخلي والدولي أو الخارجي. قالت كريستين سليجي، مؤسسة وكالة السفر The Luxury Travelist إن عددا قليلا من زملائها المسؤولين عن الرحلات يشجعون على السفر في فصل الصيف بحرية، والقيام برحلات في المتنزهات الوطنية، والتحرك في الأماكن المفتوحة، ومع ذلك لا يُنصح بالقيام بأي رحلات أوروبية في الصيف، وتأجيلها إلى الخريف أو إلى العام المُقبل.
ومن الضروري أن تلعب سياسات إلغاء الحجز على القرار بشأن إلغاء رحلاتك الصيفية، تقول آني إرلانج جوفوس، مؤسسة مكتب استشارات السفر وندربيرد: "إذا كنت تشعر بالارتياح، فإنني أوصي بالانتظار وتقييم وضع السفر بالنسبة إلى الموعد المُحدد لسفرك".
تطلب بعض الفنادق والمنتجعات إشعارًا لمدة 30 يومًا قبل إلغاء الرحلات، لذا إذا كان الأمر مُمكنًا ففكر في تأجيل رحلتك عوضًا عن إلغائها.
هل عليك إلغاء رحلات الشتاء أو الخريف؟
نظرًا إلى أن تسجيل أول حالة لكوفيد-19 حدثت قبل أربعة أشهر فقط، فمن الصعب التنبؤ بما سيكون عليه العالم بحلول الخريف أو الشتاء، لذلك يوصى بالانتظار لأنه من المتوقع ألا يكون السفر الدولي آمنا في الفترة المتبقية من عام 2020. إذا كانت لديك رحلة دولية حجزتها في وقت لاحق هذا العام، فعليك مراقبة الوضع عن كثب ومعرفة كل شيء يحدث في وجهتك بينما تبقى في منزلك. ومن المرجح أن تصبح الرحلات أكثر أمنًا في وقت لاحق هذا الصيف.
تفاصيل تعليق السفر بين المملكة و9 دول للحد من انتشار فيروس كورونا
هل عليك إلغاء رحلتك البحرية؟
أصدرت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها قرارًا بمنع عدم الابحار وانطلاق رحلات بحرية لمدة 100 يوم حتى الثالث من يوليو، ولكن لا تقرر إلغاء رحلتك البحرية. يقترح تانر كاليس، مؤسس ومحرر موقع السفر (Cruzely) الانتظار حتى يُسمح مرة أخرى بعودة الرحلات البحرية، ومعرفة ما هي القرارات التي ستتخذها الشركات المسؤولة عن هذه الرحلات.
في الماضي عندما ألغت الشركات الرحلات البحرية أعادت للمسافرين حوالي 125% من الرصيد الذي دفعوه، فيما دفعت شركات أخرى المبالغ المالية الكاملة، إذا كنت تخطط للإبحار بمجرد انتهاء أزمة وباء كورونا، اترك الشركة المسؤولة عن الرحلة اتخاذ القرار لأنك قد تجني أرباح مادية.
وبالنسبة لإعادة الحجز، فهناك العديد من الأمور المجهولة حول ما يخبئه المستقبل، يقول توم بيكر، الرئيس التنفيذي لموقع لحلات البحرية، إنه من الأفضل ألا نتخذ هذا القرار أبدًا إلا بحلول فصل الخريف المُقبل، خاصة وأننا لا نزال وسط الأزمة وإجراء الاختبارات الشاملة، وفي الوقت نفسه لا توجد بيانات كافية لوضع خطط السفر.
ومن ناحية أخرى، فإنه إذا قررت إعادة جدولة رحلة البحرية في الخريف، يمكنك الاستفادة من سياسات الإلغاء المرنة الموجودة الآن، ما يعني أنك لن تغامر بخسارة المال الذي دفعته لحجز رحلتك مُسبقًا.
هل عليك إلغاء رحلتك الجوية؟
بعيدًا عن قيود السفر، إلا أن قرارك يجب أن يستند على عاملين رئيسيين وهما متى يحين موعد رحلتك، وما إذا كنت تبحث عن استرداد كامل للمال الذي دفعته. إذا كانت رحلات المسافرين مقررة أن تنطلق في المستقبل القريب فربما عليهم أن يضعوا في عين الاعتبار أن شركات الطيران قد تلغي الرحلات الجوية عوضًا عن قيامهم بذلك بأنفسهم، ما يزيد فرصهم في استرداد أموالهم، وهو ما تقوم به الخطوط الجوية الأمريكية خاصة وأنها مُطالبة قانونيًا بتقديم المبالغ المدفوعة للمسافرين إذا قامت هي بإلغاء الرحلات بنفسها، وهناك سياسة مشابهة للرحلات الجوية من أو إلى الاتحاد الأوروبي.
لكن إذا كانت رحلاتك في المستقبل البعيد فإن مسألة إلغائها أم لا يعد مغامرة كبيرة لذلك عليك تحديد إيجابيات وسلبيات القرار، على سبيل المثال فإن إيجابيات البقاء على خطط السفر هي أنه لا يزال بإمكانك القيام برحلتك إذا ما اتضح الموقف وأصبح أكثر هدوءًا واستقرارًا، وثانيًا فإن احتمال إلغاء شركة الطيران للرحلة يُزيد من احتمالية استرداد المال الذي دفعته.
في كل الأحوال، أجر بحثًا شاملاً حول سياسات الإلغاء والتغيير الخاصة بشركة الطيران الخاصة بك، وحدد نوع المخاطرة المالية التي ترغب في تحملها قبل اتخاذ قرارات بشأن رحلاتك المستقبلية.