فقدان وظيفتنا يُشبه فقدان أنفسنا.. كيف تتكيف مع خسارتك لعملك؟
بعد انتشار وباء كورونا المستجد اضطرت عدة شركات في جميع أنحاء العالم إلى تسريح الموظفين وإغلاق باب ضم أشخاص جدد إلى فريقها بهدف مواجهة الضغوطات الاقتصادية المُصاحبة لتفشي الفيروس التاجي، وهو ما ألقى بظلاله على الموظفين الذين سرحوا من أعمالهم
قد نشعر أننا فقدنا أنفسنا عندما نفقد وظائفنا، علاقتنا بوظيفتنا أكبر كثيرًا من كونها طريقة لكسب العيش والحصول على المال، فهي تؤثر على كيفية رؤيتنا لأنفسنا، وكذلك الطريقة التي يرانا بها الآخرون، تساعدنا على بناء حياتنا وتقودنا إلى العثور على معنى وغرض من وجودنا، ولهذا السبب تكون البطالة وفقدان الوظيفة من أكثر الأمور إرهاقًا.
يغير فقدان الوظائف والبطالة الكثير في حياتنا بصورة مُفاجئة، فبالإضافة إلى فقدان الدخل يصاحب ضياع فرصة العمل خسائر كبيرة أخرى، قد يصعب مواجهة بعضها ومن ضمنها فقدان الهوية المهنية، وتضاؤل الشعور باحترام الذات والثقة بالنفس، وفقدان الروتين اليومي، وكذلك الشبكة الاجتماعية التي تعتمد بصورة رئيسية على معارفنا بسبب العمل، ويترتب على كل ذلك فقدان الإحساس بالأمان.
من الطبيعي أن تشعر بالأذى والغضب والإحباط والأسى على ما فقدته، أو يعتريك الشعور بالقلق الشديد إزاء ما يُخبئه لك المستقبل، ولكن بغض النظر عن حجم الدمار الذي تبدو عليه خسارتك في الوقت الحالي، فهناك أمل، ومع الوقت ستعود إلى السير على الطريق السليم، وتتأقلم مع هذه النكسات، ويخف شعورك بالتوتر والقلق، وتمضي قدمًا في حياتك المهنية.
كيف تواجه الحزن على فقدان الوظيفة؟
الشعور بالحزن رد فعل طبيعي على الخسارة، ما يعني أن حزننا على خسارة وظيفتنا أمر طبيعي للغاية، لأنه يترتب عليه الكثير من التغيرات السريعة والمتتالية، ما يُصيبك بالضيق والغضب والاكتئاب وفقدان التوازن.
تذكر أن كل شخص يحزن بطريقة مختلفة، وأن كل شخص يتأقلم مع المشاعر السيئة المصاحبة لفقدان الوظيفة بأسلوب مغاير عن الآخر.
تقبل مشاعرك
لمواجهة هذا الشعور والخروج من هذه الحالة المُظلمة سيكون عليك منح نفسك الوقت للتكيف والتعامل مع الخسارة، ويمكن أن يستغرق الأمر بعض الوقت للتكيف مع وضعك الجديد، حاول أن تتقبل مشاعرك وأن تكون رؤوفًا بنفسك ولا تقسُ عليها.
خسارة مؤقتة
تعامل مع فقدان وظيفتك باعتبارها نكسة مؤقتة، تذكر أن أغلب الأشخاص الناجحين فقدوا وظائفهم أو عانوا بعد تسريحهم من العمل ورموا بانتكاسات كبيرة في حياتهم المهنية ولكنهم تقبلوا الأمر، وتعلموا كيفية التقاط أنفسهم والتعلم من التجربة والمحاولة مرة أخرى، ويُنصح بأن تفعل الشيء نفسه.
كُن مبدعًا
عبر عن مشاعرك بطريقة إبداعية، يمكن أن تساعدك الكتابة عن خسارتك لوظيفتك في مجال الصحافة والإعلام، في كل الأحوال عليك النظر إلى وضعك الجديد من منظور واقعي يساعدك على وضع الأمور في نصابها.
تواصل مع الآخرين لتبقى قويًا
ربما تميل خلال هذه الفترة إلى الانسحاب والعزلة الاجتماعية والابتعاد عن الأصدقاء والعائلة بدافع الشعور بالخجل أو الإحراج، مع ذلك لا تقلل من قدرة الآخرين خاصة الذين تربطك بهم علاقة قوية على مساعدتك على التغلب على الضغوط المترتبة على فقدان الوظائف والبطالة.
يساعدك التواصل الاجتماعي على العودة إلى المسار السليم، ويمكنك التحدث وجهًا إلى وجه مع مُستمع تثق به على تهدئة أعصابك، ولا يعني ذلك أن يكون الشخص الذي تتحدث إليه قادرا على تقديم الحلول إليك، ولكنهم قد يكونون مُستمعين جيدين يهتمون لأمرك فعلاً ولا يصدرون أي أحكام عليك.
تطوير علاقات جديدة بعد فقدان وظيفتك
لم يفت الأوان على توسيع شبكة معارفك. من المتعارف عليه أن شبكة المعارف القوية تساعدك على التعامل مع الضغوطات المترتبة على فقدان الوظيفة أو البطالة، وكذلك تساعدك على العثور على فرصة عمل جديدة.
تكوين صداقات جديدة والالتقاء بأشخاص جدد لديهم اهتمامات مشتركة من خلال حضور فصول دراسية أو الانضمام إلى مجموعات مثل نادي الكتاب أو فرق رياضية يساعدك على توسيع شبكة معارفك.
شارك في الأعمال التطوعية
المشاركة في الأعمال التطوعية لا يساعدك على تقوية شبكة معارفك وتعزيزها وحسب، ولكنه يخفف من حدة الضغوط التي تعاني منها، ويساعدك على الشعور بالقيمة والعثور على هدف في الحياة، مساعدة الآخرين وتقديم يد العون له يكسبك خبرة كبيرة على المستوى الإنساني والعملي.
اعتنِ بنفسك
التوتر الناجم عن فقدانك وظيفتك أو البطالة قد يؤثر على صحتك، وفي هذه المرحلة يصبح من الضروري الاهتمام بصحتك والاعتناء بنفسك، ويتمثل ذلك في وضع نظام لحياتك اليومية وإلا تدع عملية البحث عن وظيفة تستحوذ على كل وقتك، ما يحتم أهمية تخصيص بعض الوقت للمرح والترفيه عن نفسك والاسترخاء، تذكر أنك ستتمكن من العثور على وظيفة جيدة عندما تكون في حالة صحية وذهنية مستقرة.
احصل على قسط كاف من النوم
النوم له تأثير كبير على حالتك المزاجية وعلى قدرتك على الإنتاج، تأكد من أنك تحصل على قسط كاف من النوم يتراوح ما بين 7 إلى 8 ساعات يوميًا، يساعدك النوم على تقليل درجة التوتر الذي تشعر به، والتركيز على الأولويات ورؤية الأمور من منظور أكثر وضوحًا.