للمديرين: ليس عليكم تسريح الموظفين بسبب فيروس كورونا
أثناء الأزمات، يصبح الطريق ما بين الإنكار وتسريح الموظفين من العمل قصيرا جدًا. على مدار أسابيع، أعرب العملاء والمسؤولون في كافة المؤسسات عن مخاوفهم من التأثير الاقتصادي المُحتمل من تفشي فيروس كورونا المستجد المُسبب لمرض (كوفيد-19)، حتى تغير شيء ما في 9 مارس الماضي، إذ اتخذت بعض حكومات الدول قرارات بالإغلاق وطالبت الموظفين بالعمل من منازلهم في إطار العزلة الذاتية والتباعد الاجتماعي الهادف إلى احتواء الفيروس، وبعد أيام قليلة قررت بعض الشركات تقليل العمالة لديها، وإقالة بعض أعضاء فريق العمل.
تسريح الموظفين من العمل ليس بالأمر اليسير، فهي عملية صعبة وشاقة نفسيًا لكلا الطرفين، ولكن لحسن الحظ فإن أرباب العمل ليس عليهم القيام بذلك فورًا، يوجد مجموعة من الأمور التي عليهم القيام بها أولاً، ونستعرضها فيما يلي:
حافظ على الشفافية والتواصل المستمر
يعتقد العديد من المسؤولين أنهم إذا اعترفوا بأن الشركة تواجه أوقاتًا عصيبة، أو أنهم يمرون بحالة من الاضطراب فإنهم سيخيفون أفضل الموظفين، ويظنون أن الموظفين سيكونون أقل قلقًا إذا أبقت الإدارة الأمر سرًا. ولكن لا يخفى عن أحد الآن أن الوباء العالمي له تأثير ضار بالاقتصاد في كل مكان، وأن كافة القطاعات الاقتصادية تتعرض بالفعل لضربات قوية بسبب تغيرات سلوك المستهلك نتيجة تفشي الفيروس.
لذا عوضًا عن ترك الموظفين يغوصون في بحور من الغموض، من الضروري أن تكون واضحًا معهم بشأن السلامة المالية لشركتك وأهدافك التي ستتحدد حسب الأولويات والظروف الاجتماعية، لن تكون هذه الأهداف واحدة بالنسبة لكل الشركات.
تعاطف مع الموظفين
تذكر أنك تقود الشركة في وقت حرج وعليك اتخاذ العديد من القرارات الصعبة لإبقائها واقفة على قدميها، ومع ذلك عليك أن تتعاطف مع الموظفين، وتضع نفسك مكانهم، وتسعى إلى تقليل حدة الضرر الذي يصيبهم قدر الإمكان.
كُن مثالاً يُحتذى به
إذا قررت الإدارة تخفيض رواتب الموظفين تجنبًا لتسريحهم، فعليك أن تكون مثالاً يُحتذى به وأن تطلب تخفيض راتبك أنت أيضًا، إذا لم تفعل ذلك فسوف ينتقل للموظفين شعورًا بأنهم باتوا ضحية الأزمة، فيما تسعى أنت وباقي العاملين في الإدارة للحفاظ على مكانتكم وبقاء وضعكم المادي كما هو عليه. كمدير تنفيذي أو مسؤول عن فريق عمل، فإنه عليك نشر شعور بالمساواة، وخلق بيئة عمل مواتية رغم صعوبة الظروف وقسوتها.
العمل عن بعد أكثر إرهاقًا.. هذا ما يفعله الناجحون لمواجهة هذه المشكلة
مراجعة جميع الخيارات
قبل اتخاذ قرار بتسريح الموظفين، عليك أن تضع في اعتبارك كافة الاخيارات والتي ربما تكون غير واضحة لتقليل الخسائر ومنع الأقدام على هذا التصرف، على سبيل المثال قد يوافق الموظفون على العمل لنصف الوقت مقابل الحصول على أجر مادي أقل، أو أن تعطيهم إجازة بدون أجر إذا رغبوا في ذلك، مع تجميد أي قرارات بزيادة المرتبات أو صرف علاوات ومكافآت مؤقتًا، وقد تدهشك استجابة الموظفين وطريقتهم في التعامل مع هذه الخيارات، خاصة إن أكدت لهم أن هدفك الحقيقي من ورائها يتمثل في تجنب تسريحهم وإبعادهم عن وظائفهم الحالية.
حافظ على هدوء أعصابك
كونك قائدا في هذه الأوقات الصعبة قد يكون مدمرا للأعصاب، إذا تصرفت بسرعة كبيرة فقد يظهر أنك بالغت في رد فعلك، وإذا تصرفت ببطء شديد فقد يتضرر عملك وتعاني من خسائر كبيرة، لذلك سيكون من الأفضل أن تحافظ على هدوء أعصابك خلال هذا الوضع الحرج.
من أجل الحفاظ على هدوء أعصابك، فإنك ستكون في حاجة إلى إدراك أنه رغم كون المساعدات الحكومية أمرا سيئا، ولكنك ستحتاج إليها لا محالة، في الوقت نفسه حاول ألا تتعامل مع كافة المؤشرات السلبية بالطريقة نفسها، فكل حالة تحتاج إلى رد فعل خاص بها، وابحث دائمًا عن مشاريع أو خطط بديلة.
تواصل مع الجمهور
قد يكون هذا من أهم الأمور التي عليك القيام بها من أجل إنعاش عملك أو الحفاظ عليه وتجنب تسريح الموظفين، إجراء مناقشات مفتوحة والتحلي بالشفافية خلال التواصل مع الجمهور والعملاء سيكسبك تعاطفهم معك وستحصل على دعمهم في نهاية المطاف، وبالتالي ستتمكن من تهدئة الأمور نسبيًا.