القوة المُدهشة لعبارة «كيف الحال».. كيف يعزز الشعور بالانتماء الإنتاجية؟
البشر لديهم حاجة فطرية إلى الانتماء إلى بعضهم، أصدقائهم، عائلاتهم، وإلى ثقافتهم وبلادهم، ينطبق نفس الشيء على العمل. عندما يشعر الموظفون أنهم ينتمون إلى عملهم، فإنهم يصبحون أكثر إنتاجية وحماسًا وانخراطًا في العمل، وأكثر احتمالية بنسبة 3.5 بالمئة للعمل بأقصى إمكاناتهم وفقًا لبحث أجراه مركز ابتكار المواهب.
لفهم التأثير العاطفي للشعور بالانتماء أو الاستبعاد، أجريت دراسة شارك فيها 1000 موظف أمريكي بالغ، ووجدت الدراسة دلائل تؤكد أن الشعور بالاستبعاد أصبح مشكلة متنامية، وأظهرت أن أكثر من 40 % منهم يشعرون بالعزلة الجسدية والعاطفية في مكان العمل.
أظهرت الدراسة أن البشر يشعرون بالانتماء إلى منازلهم بنسبة 62 % فيما يشعرون بالانتماء إلى مكان عملهم بنسبة 34 %، وهو الأمر الطبيعي خاصة وأن الأفراد يقضون معظم أوقاتهم في العمل، لذلك من الضروري تأسيس مجتمعات يشعر فيها الموظفون بالانتماء.
فن تعزيز الشعور بالانتماء
تعزيز الشعور بالانتماء يتطلب العمل على تقوية العلاقات والتواصل المستمر الذي يحدث بانتظام، مع تقديم الدعم للموظفين وفرق العمل المختلفة بعد تلقي أخبار مُعينة أو وقوع أحداث مهمة. بالتأكيد لدى كل شخص طرق مُختلفة حول كيفية تواصلهم مع بعضهم البعض في العمل، قد يرغب البعض في الجلوس والتحدث، فيما يميل آخرون إلى الدردشة عبر وسائل التواصل الرقمية، بينما يوجد آخرون منغلقين على أنفسهم.
المدير الواعي الذي يدرك أهمية الشعور بالانتماء والتواصل يعرف مفاتيح كل موظف، ويعي جيدًا ما هي أفضل السبل التي يستطيع سلكها من أجل تقوية شعوره بالانتماء والقضاء على كافة مشاعر الاستبعاد، لذلك يتعامل مع كل عضو من أعضاء فريق العمل بالطريقة التي تناسبه.
العبارة الذهبية
يمكن اعتبار عبارة «كيف الحال» عبارة ذهبية ذات قوة مُدهشة، فهي وكافة العبارات الأخرى التي تشبهها لهم تأثير كبير على جعل الموظفين يشعرون بالانتماء إلى محل عملهم، عندما يقولها لك مديرك أو المسؤول عنك وعندما تشعر بأنه يعنيها حقًا فإنك ستشعر أنه يهتم لأمرك، وبأنه يرغب في تفقد أحوالك.
تستطيع الشركات تعزيز قدرة الموظفين على العمل وزيادة إنتاجيتهم من خلال جعلهم يشعرون بالتقدير والتواصل المستمر، وبإمكانك تقوية شعورهم بالانتماء من خلال اتباع النصائح التالية:
اغتنام الفرص الصغيرة للتواصل
حاول تأسيس علاقات مع زملائك الذين يقدرونك ويفهمونك جيدًا، ويهتمون لأمرك وأنت تهتم لأمرهم كذلك، كُن حاضرًا دائمًا، وكن فضوليًا، واستغل الفرص اليومية الصغيرة للتواصل بشكل أفضل، على سبيل المثال اعرض عليهم المساعدة في العمل، أو اطلب منهم تناول كوب من القهوة وقت الاستراحة، أو مثلاً السير حول المبنى الذي تعملون فيه.
تفقد أحوال الموظفين والتأكد من أنهم بخير يعني تخصيص بعض الوقت للاستماع إليهم والتعرف على وجهات نظرهم، وليس للمناقشة أو الإقناع. إذا تحدث معك أحد الزملاء في مسألة لا تفهمها أو أعرب عن رأيه في شيء لا يناسبك، فربما سيكون من الأفضل أن تطلب منه إخبارك بالمزيد من التفاصيل، أو ترد عليه بعبارات مؤدبة مثل "لم أفكر في الأمر بهذه الطريقة، أو لم أتعامل معه من هذا المنظور".
العمل عن بعد أكثر إرهاقًا.. هذا ما يفعله الناجحون لمواجهة هذه المشكلة
افترض حُسن النية
ابدأ أي محادثة مع زملائك وأنت تضع في اعتقادك أن أولئك الذين يتحدثون أو يستمعون إليك نيتهم جيدة، خاصة عندما يتعلق الأمر بالمسائل المُعقدة والصعبة، في بعض الأحيان قد تشعر بالعجز عن التعبير واستخدام أفضل العبارات والجمل في الحديث عن الموضوعات الحساسة، ولكن مع افتراض حُسن النية فإنك ستطرح أسئلة توضيحية وتستطيع التواصل بطريقة أفضل.
وإذا كنت تستمع إلى أحد زملائك وشعرت بأن ما يُخبرك به يتجاوز طاقتك وقدرتك على التعامل، فمن الأفضل أن تستوقفه وتقول له "حسنًا لا أعلم كيف أساعدك، أو ماذا أقول لك".
أظهر جانبك العاطفي
لا يوجد أي عيب في إظهار جانبك العاطفي في العمل، اطلب من زملائك تقييمك خاصة أولئك الأصغر سنَا، أظهر ثقتك بهم من خلال التواصل معهم وطلب تقييمهم ونصائحهم، وبالتالي ستتعزز علاقتك بهم وتعلمون في مناخ يسوده الاحترام المتبادل والثقة.
كُن متسقًا وشفافًا
تحلى بالشفافية وكن مُتسقًا مع ذاتك حتى أثناء الضغط وخلال المحادثات الصعبة، وإذا كنت مسؤولاً فعليك مكافأة الأشخاص الذين يتحملون المسؤولية، وتحمل المسؤولية الكاملة إذا اقترفت خطأ ما، أو اتخذت قرارًا كانت تبعاته سيئة، كي تكون نموذجًا لباقي أعضاء الفريق.