كيف يزيد العمل بروح الفريق الواحد الإنتاجية ويحسّن الأداء؟
يشير مصطلح فريق العمل، إلى أنه مجموعة من الأفراد تعمل معاً، لتحقيق هدف مشترك. وكلما زاد الانسجام بين أعضاء الفريق، زاد التفاهم واستطاعوا تحقيق أهدافهم بشكل جيد، وبسرعة، وهو ما يطلق عليه العمل بروح فريق العمل.
ويسهم العمل بروح الفريق الواحد، تحت قياده قائد ذي خبره في المجال، في زيادة فرص تبادل المعلومات والخبرات بين اعضاء الفريق، كذلك زيادة معدل صقل المهارات المختلفة وارتفاع مستوى القدرات لكل أعضاء الفريق، فضلاً عن وجود روح العمل الجماعي، وحب مكان العمل، ما ينعكس إيجاباً على سير العمل في مراحله المختلفة، وجودته، وما يزيد الإنتاجية.
وحتى تتحقق هذه الفائدة، هناك أسرار ومهارات لا بدّ من أخذها في الحسبان، للعمل بروح الفريق الواحد:
اختيار القائد
يعمل مدير المشروع الأول، على تحديد قائد للفريق يناسب طبيعة العمل الموكل إليه من الناحية المعرفية، ومن ناحية المهارات، كأن يكون القائد صاحب شخصية قويّة قادراً على المبادرة، وصاحب نفس واسعة وليونة تجعلانه يتقبل الجميع، وصاحب لغة حوار جيّدة ومتحدثاً ماهراً، قادراً على خلق روابط بين فريقه، بالشكل الذي يناسب المشروع.
اختيار فريق العمل
في العادة يُختار فريق العمل، عن طريق المنشورات الإشهارية التي تطلب عاملين بمواصفات محددة، وأهمّ ما يجب أن يؤخذ في الحسبان في اختيار المناسبين للعمل، التمكّن المعرفي من المهمّة، والقدرة على تطوير المهارات الشخصية، واللباقة وحسن التصرف، والانفتاح على الآخرين، والرغبة في التحاور، وقابلية العدول عن الرأي إن كان خطأً.
البيئة المناسبة للعمل
على صاحب المشروع أن لا يستغرب من النتائج السيئة، إن كان لا يوفر جوّاً مناسباً للعمل، كأن يكون مقر العمل بعيداً عن أماكن الضجيج والأشغال، كما عليه أن يوفّر كامل متطلبات الإنجاز، من أدوات وأجهزة ضرورية، ويجب أن تتوافر بالكمّ المطلوب أيضاً؛ فعلى سبيل المثال إذا كان فريق العمل يحتاج إلى 20 حاسوباً، عليه أن لا يقدم لهم أقلّ من ذلك، إهمال أدق تفاصيل الاحتياجات في العمل، قد يؤدّي دوراً كبيراً في تأخير العمل وبثّ نفسية سيئة لدى الفريق.
الهدف الواضح والمشترك
حسب كتاب "فريق العمل" للبروفيسور كارل لارسون، والكاتب فرانك لافاستو، الفهم الجيد للهدف المسطر والإيمان به وبضرورة تحقيقه، من أهم أسرار نجاح فريق العمل. كما يجب أن يكون مشتركاً بين جميع الأعضاء، أي أن يكون أول اهتمامهم قبل أهدافهم الشخصية، وهذا ما يتحمّل مسؤوليته في الغالب قائد الفريق، ليزوّدهم بروح المسؤولية ويُفهمهم مدى أهمية تحقيق الهدف المسطّر.
التواصل
التواصل الجيد بين أعضاء الفريق من أهم عوامل النجاح، فعلى قائد الفريق توضيح الرؤية للأعضاء، بوضع الخطط وشرحها، كما يقول جيلبرت إميليو، المدير السابق لشركة آبل: "تطوير مهارات تواصل جيّدة ضروري جداً لقيادة فعّالة". ويتطلب الأمر أيضاً من كامل الفريق أن يتبادلوا الخبرات والمعلومات بينهم، لتجنّب تكرر الأخطاء السابقة، ما يسهّل مساعدة بعضهم لبعض.
تحديد نقاط القوة
يتولى قائد الفريق تحديد الأدوار، كلّ حسب المهارات التي يتقنها، ما يسهم في تغطية ضعف شخص ما بقوة الشخص السابق، ومن ثمّ بناء فريق مؤهل ومتناسق.
الاستماع يولّد فكرة جديدة
على فريق العمل أن يفهم أهمية الاستماع لآخر، حين الحديث في مواضيع مهمة تتعلق بالعمل، بعض الأحاديث قد تجنّبه الكثير من المشكلات التي قد يصادفها مستقبلاً، كما يساعد هذا الاستماع على تطوير الإلهام، بالحصول على أفكار مستوحاة من أفكار المتحدث.
العصف الذهني
من أهم تقنيات العمل الجماعي المتقدم، أن يقدّم كل فريق العمل آراءهم واقتراحاتهم لحل مشكلة ما، أو للحصول على نتيجة مناسبة، هي طريقة إبداعية جماعية، يُقبل من الجميع أن يقدّموا أفكارهم مهما بدت ساذجة أو غير منطقية، فيما بعد يصوّت الأشخاص نفسهم على مقترحات زملائهم في سرية تامة، دون أن يعرفوا أصحاب الأفكار التي يصوتون عليها، هذه التقنية تستدعي الكثير من المعرفة والتمكن، والقائد الجيّد هو الذي يعرف كيف يستغلها لإنجاح العمل.
التشجيعات
يشرف مدير العمل على تكليف القائد تحفيزَ المبدعين داخل الفريق عن طريق الترقيات، أو الهدايا غير المتوقعة، ما يجعلهم يشعرون بحب العمل، ثم القدرة على زيادة الإنتاج.
عمل الفريق يستدعي مهارات لا تتلخّص في مقال واحد أو كتاب، قد يساعدك الخبراء بتجاربهم السابقة، لكن على أية حال يبقى قائد المشروع هو الملمّ الأول بتطوير فريقه، دون أن ينسى إعطاء الأولوية إلى بثّ روح الاهتمام بالآخرين داخل الفريق، ويؤكدَ دائماً الالتزام الدقيق بأداء المهام.