لا شك في أن توافر الفيتامينات والمعادن، ضروري من لانتظام عمل أعضاء الجسم والدماغ على السواء. والملاحظ اتساع رقعة الناس الذين يعانون خللاً في الفيتامينات والمعادن الأساسية، وذلك يعود إلى اتباع أنظمة تنحيف عشوائية، أو عدم اتباع نمط غذائي متوازن وصحي. أما النتيجة فستكون سلبية على مستويات عدة، إذ ليست السمنة وحدها ما قد يتهدد المرء بل الإحباط.
معلوم، كذلك، أن تراجع مستويات بعض الفيتامينات والمعادن، يمكن أن يؤدي إلى مشكلات جسدية عدة، كوهن في الجسم وانحسار في حجم النسيج العضلي، وصولاً إلى تقلّبات حادة في المزاج والتوتر والقلق، وصولاً إلى الإحباط.
في هذا التقرير، نضيء على أهم خمسة فيتامينات ومعادن، تؤدي دوراً فاعلاً في صعيد الصحة النفسية:
- فيتامين د: سبق أن خصصنا مقالاً في العدد الفائت من "الرجل"، عن أهمية الفيتامين د. وأثره في الصحة عموماً. إنما ما يجب التذكير به هنا، هو أن النقص الحاد في الفيتامين د. يقود إلى الإحباط، وعدد من الأمراض المزمنة، ومن ضمنها ارتفاع في ضغط الدم، السكري وعدد من أمراض لها علاقة بتراجع عمل جهاز المناعة.
معلوم أن الجسم يحتاج إلى الفيتامين د. من أجل امتصاص الكالسيوم، ومن ثم الحصول على عظام قوية ومتينة. إنما أسلوب الحياة العصري، وما يرافقه من جلوس ساعات طويلة أمام الشاشات، سواء في المكتب أو في البيت أمام التلفزيون، وعدم التعرض لأشعة الشمس، بمعدل ربع ساعة في اليوم، فضلاً عن الاستخدام المفرط أحياناً لكريم الوقاية من الشمس، يجعل إفراز الجسم الفيتامين د. أمراً شبه مستحيل. كذلك، إن عدم الخضوع بشكل دوري لفحص دم من أجل رصد مستوى هذا الفيتامين في الجسم، يؤدي إلى إهمال في تناول أقراص الفيتامين د الفاعلة.
- الفيتامين ب: انخفاض مستويات الفيتامين ب. تؤدي إلى الإحباط والإرهاق، وتقلب حاد في المزاج. إذا أردنا الغوص في التفاصيل، فإن الدراسات الحديثة، بيّنت أن نقص فيتامينَيْ ب6 وب12، يمهد الطريق لتقلبات في الصحتين النفسية والعقلية، غالباً ما تؤدي إلى الاكتئاب. في المقابل، أظهر التركيز على تناول أطعمة، تحتوي على هذه العناصر الغذائية الأساسية، يمكن أن يحقق تحسّنات كبيرة لدى بعض الناس. يتوافر فيتامين ب6 في الدجاج والخضار الورقية الخضراء والموز، وبعض أنواع المأكولات البحرية. كما يتوافر B12 من المنتجات الحيوانية مثل الدواجن واللحوم ومنتجات الألبان. أما من يتبعون أنظمة غذائية نباتية، فقد يحتاجون إلى تناول وجبات غذائية مدروسة، فضلاً عن تناول مكمّلات معقدة من فيتامين ب.
- الحديد: النقص في الحديد، يؤدي إلى مجموعة من الأعراض المشابهة لتلك التي يعانيها المصاب بالإحباط، ومن ضمنها الإرهاق الجسدي والنفسي، والمزاج السيّئ والمتقلب. صحيح أن السيدات أكثر عرضة من الرجال لنقص في الحديد، بسبب طبيعة أجسامهن، إنما هذا لا يعني أن الرجل بمنأى من هذا الخطر، خصوصاً إذا لم يكن حريصاً على اتباع نظام غذائي يركز على المواد الغنية بالحديد، كالعدس واللحوم الحمراء والسمك والسبانخ...
- السيلينيوم: إنه معدن يتمتع بخصائص مضادة للأكسدة، وهو ضروري للصحة العقلية والأيض الصحي والعمل السليم للغدة الدرقية. في المقابل، إن تراجع مستويات السيلينيوم أو عدم الحصول عليه بكميات كافية، يؤديان إلى الإحباط والمزاج المعكّر والأفكار السوداء. يتوافر السيلينيوم في المكسّرات النيئة والدجاج واللحوم الحمراء والسمك والقمح الكامل. كما يتوافر على شكل مكمّلات غذائية، إنما تجدر استشارة الطبيب أولاً، لأن السيلينيوم في بعض الحالات، قد يتعارض مع عمل بعض الأدوية الأخرى الخاصة بالكوليستيرول مثلاً.
- الماغنيزيوم: يشتهر بكونه المعدن الذي يسهم في الاسترخاء وتخفيف التشنج، لأنه يتمتع بتأثير قوي في المزاج والنظام العصبي كله. من المعادن الحيوية لعمل كل أعضاء الجسم تقريباً. إنما الغريب، أن أكثر من نصف الراشدين يعانون نقصاً في الماغنيزيوم، يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالصداع النصفي والتوتر وارتفاع في ضغط الدم، والكثير من الأمراض المزمنة. يتوافر الماغنيزيوم في الشوكولاته الداكنة، والسبانخ، والموز، والأسماك، واللوز. كما يمكن الاستعانة بمكمّلات غذائية، شرط ألا تتخطى 500 ملليغرام، من دون استشارة الطبيب.