أحدث فيراري لعام 2020: طراز "روما" يتوجه إلى الفخامة والانطلاق الرياضي
كشفت شركة فيراري، قبل أسابيع، عن أحدث طُرُزها أطلقت عليه اسم "روما". وهو طراز ينتمي إلى قطاع "جي تي" أو "غران توريزمو" المخصص للرحلات الطويلة، فضلاً عن الاستعمال اليومي، في مناخ من الراحة والفخامة، مع تبسيط في التصميم مختلف عن السيارات الرياضية المخصصة للسباق.
وترى الشركة أن فكرة السيارة "روما" قد حانت، وهي إحياء لبعض الأفكار التقليدية التي تعبر عن العاصمة الإيطالية في أوج تألقها في عقدي الخمسينات والستينات. وتعتقد مصادر الصناعة أن هذه السيارة الكوبيه المرتفعة نسبياً عن سطح الطريق، تعدّ من أجمل النماذج التي أنتجتها فيراري. وهي تعبر عن أسلوب الحياة في العاصمة الإيطالية، حيث الاستمتاع بالميادين العتيقة وتناول الكابوتشينو في المقاهي.
وصممت الشركة "روما"، لتكون سيارة عملية للرحلات الطويلة، مستعينة في ذلك بخبرة سابقة في إنتاج سيارات بأربعة مقاعد، مثل طراز "250 جي تي 2+2". وتصف الشركة سيارتها الجديدة بأنها الأقوى في القطاع بمحرك أمامي، بجسم انسيابي يحافظ على جينات سيارات فيراري. وهي تتميز بالتصميم الخارجي المتناسق والمريح، ولا تبدو عدوانية مثل السيارات الرياضية المتخصصة التي تعدّ آخر سيارات فيراري، "إف 8 تريبيوتو" من أبرز أمثلتها.
وتنطلق السيارة بمحرك بثماني أسطوانات، بشاحن توربيني يوفر لها 620 حصاناً، وهو محرك حاصل على لقب أفضل محرك في العالم لأربع سنوات متتالية. ويتمتع باستجابة فورية للتسارع. وأضافت الشركة مرشحات خاصة لنظافة العادم، مع المحافظة على نغمة المحرك عند التسارع التي تتميز بها سيارات فيراري.
وتحمل السيارة ناقل حركة مزدوجاً جديداً بثماني سرعات، وهو مدمج الأبعاد، ويقلّ في وزنه بنحو ستة كيلوغرامات، عن الناقل السابق بسبع سرعات. وفضلاً عن اقتصاديته ونظافته، تتمتع السيارة بنقل سرعات فوري يتناسب مع الطرق السريعة، والقيادة في المدن المزدحمة أيضاً.
وتبني فيراري طراز "روما" على شاسيه جديد، باستخدام مواد جديدة أخفّ وزناً ومكونات 70 في المئة منها جديدة تماماً. ويضمن التصميم الجديد توزيعاً مثالياً للوزن، بين مقدمة السيارة ومؤخرتها.
وفي الداخل تنقسم المقصورة إلى جانبين، أحدهما خاص بالسائق والآخر بالراكب الأمامي، مع إعادة تصميم المقود، ليتيح رؤية واضحة لمؤشرات القيادة، من ناحية، وكشف كامل لمعالم الطريق أمام السيارة. وفضلاً عن معلومات القيادة المتاحة أمام السائق على شاشة خلف المقود بحجم 16 بوصة، توجد شاشة وسطية طولية أخرى بقياس 8.4 بوصة، وشاشة ثالثة أمام الراكب الأمامي. وتأتي المقاعد بكسوة جلدية فاخرة، مع استخدام الأسطح الكربونية والمعدنية المصقولة في التجهيز الداخلي.
وحققت الشركة التوازن بين انتشار أزرار التحكم، كما في بعض الطرز السابقة، واستخدام الشاشة والمقود من أجل التحكم في الوظائف المختلفة. ويبدو هذا التوازن هو الأفضل في السيارة "روما".
وتأتي بصندوق أمتعة خلفي وليس بمساحة شحن "هاتشباك". ويتسع الصندوق لمساحة 272 لتراً مكعباً، ويمكن طيّ المقاعد الخلفية لزيادة مساحة الشحن إلى 345 لتراً مكعباً.
وتفتح السيارة بلمس زر بجوار مقبض باب السيارة المندمج في الجسم. وتستخدم "روما" أحدث تقنيات الإضاءة بتقنية "ماتريكس"، كما تحمل أحدث تقنيات مساعدة السائق، مثل نظام كروز الفعال المتغير السرعة الذي يوجه السيارة بمسافات آمنة أمامها، من دون تدخل السائق.
وتأتي فيراري "روما" بمحرك سعته 3.9 لتر بثماني أسطوانات وشاحن توربيني مزدوج بقدرة 620 حصاناً و760 نيوتن متر، من عزم الدوران. ويرتبط المحرك بناقل حركة مزدوج بثماني سرعات مشابه لما يستخدم في سيارات سباق "فورمولا ون". وتحقق "روما" انطلاقاً إلى سرعة مئة كيلومتر في الساعة، في غضون 3.4 ثانية، وتصل سرعتها القصوى إلى 320 كيلومتراً في الساعة. ولا يزيد وزن السيارة على 1570 كيلوغراماً.
ويقول نائب رئيس الشركة للتصميم فلافيو مانزيوني إن "روما" تعكس رغبة الشركة في التفرقة الواضحة بين سيارات "جي تي" والسيارات الرياضية المتخصصة. وفي قطاع "جي تي" ترغب الشركة في تقديم تصميمات بسيطة تركز على الفخامة الداخلية والراحة، وليس بالضرورة على الإنجاز المتفوق المخصص للمضمار. وتبدو "روما" مثالاً واضحاً لما تريد الشركة أن تحققه في القطاعين.
ومع ذلك فالسيارة مزوّدة بخمسة أنماط قيادة، منها على المضمار، ولذلك فهي سيارة فيراري أولاً وأخيراً. ومن الواضح أن فيراري تحاول الارتقاء بمعنى سيارة "جي تي"، مقارنة بما تقدمه الشركات الأخرى في القطاع.
وحظيت "روما" على إجماع المعلقين بأنها أجمل سيارة تخرج من استوديوهات شركة فيراري في العقدين الأخيرين. ولكن الانتقاد الوحيد كان في وجود مقاعد خلفية ضيقة لا تصلح إلا للاطفال. وتعترف فيراري بذلك، حيث تصف مقاعد السيارة بأنها (2+) بدلاً من (2+2).
التفوق في التصميم الخارجي يشمل جناحاً خلفياً لا يظهر للعيان أثناء توقف السيارة، ولكنه يرتفع على سرعات عالية، للحفاظ على توازن السيارة وتعزيز جاذبيتها الأرضية. ويتحرك الجناح على ثلاث درجات، وفقاً لنسبة السرعة. ويعمل، كذلك مكبحاً هوائياً أثناء التوقف الاضطراري للسيارة.
التعليقات على التصميم العام للسيارة كانت متناقضة بعض الشيء، حيث يرى بعض مراقبي السوق أن فيراري عادت بهذا التصميم إلى تفسير مبسط لفلسفة الشركة، بينما يرى آخرون تشابهاً واضحاً بين "روما" وسيارتي "دي بي 11" وفانتاج من أستون مارتن، و"إف تايب" من جاغوار.
وتعبر "روما" عن فترة نشاط غير مسبوقة من شركة فيراري، خلال العام الماضي 2019، حيث كانت هي السيارة الخامسة التي تكشف عنها الشركة خلال العام. وهو إنجاز ليس من المتوقع ان يتكرر خلال هذا العام أو الأعوام التالية.
وتتوجه فيراري بهذه السيارة إلى فئات جديدة من المشترين الذين كانوا يهابون تعقيدات الفئات السابقة من الشركة. وقدمت الشركة لهؤلاء أيضاً سيارة هايبرد، خلال العام الماضي هي "إس إف 90 ستراديل". ومن أجل هذه الفئة قدمت الشركة طراز"روما" بلونين أحدهما رصاصي والآخر أبيض. ولم تستخدم الشركة اللون الأحمر التقليدي، وإن كان المشتري يمكنه أن يطلب اللون الذي يروقه.
وسوف تبدأ أسعار فيراري "روما" من نحو 220 ألف دولار، وتدخل الأسواق بداية من الصيف المقبل. ويصل إجمالي إنتاج سيارات فيراري السنوي، إلى عشرة آلاف سيارة حداً أقصى.