الجانب المُظلم من ضبط النفس.. يقودك للفشل أحيانا
القدرة على مقاومة الإغراءات والمثابرة والتركيز رغم ما يوجد من أمور تُشتت الانتباه من سمات الأشخاص الناجحين، وكلها أمور تقع تحت مظلة ضبط النفس. الأشخاص القادرون على ضبط أنفسهم هم من يتمتعون بالقدرة على التحكم فيما يجري حولهم، وغالبًا ما يصلون إلى القمة، ويتمتعون بعلاقات صحية وقوية، كما أنهم يكونون أقل عُرضة للإصابة بالمشاكل الصحية المتعلقة بالإفراط في تناول الطعام، والتبذير، أو التدخين، ونادرًا ما يقومون بتصرف غير أخلاقي، خلاصة القول فهم الأشخاص الأكثر ارتياحًا، في حياتهم.
أظهرت عدة أبحاث أُجريت خلال السنوات الأخيرة الماضية، أنه رغم الفوائد الكبيرة التي يحققها ضبط النفس، ورغم أنه يساعد على تحقيق النجاح ويساعد على الوصول إلى القمة، ولكنه له مساوئه أيضًا، وفيما يلي نستعرض بعض الآثار الضارة أو ما يُمكن اعتباره الجانب المُظلم لضبط النفس.
ضبط النفس والتجارب العاطفية
أحد الأسباب التي تجعل الناس أكثر قدرة على ضبط أنفسهم هي قدرتهم على مقاومة الإغراءات بغض النظر عن شكلها، ما يعني أنهم قادرون على السيطرة على مشاعرهم وتنظيمها بصرامة، وفي بعض الأحيان يعيقهم ذلك عن الشعور بالمتعة المصاحبة ببعض التجارب، ويحول دون شعورهم ببعض المشاعر الخاصة بالتجارب العاطفية، على سبيل المثال تجدهم لا يشعرون بشيء ولا يبدو عليهم الفرح إذا حصلوا على ترقية، أو مكافأة على أدائهم الجيد في العمل.
ضبط النفس ليس للجميع
بالنسبة للبعض، فإن ضبط النفس يكون بمثابة قمع للمشاعر والأحاسيس، وكبت النفس بشدة، وإخفاء حقيقتهم، على سبيل المثال، قد يضطر الموظفون إلى اتخاذ قرار مُعين نابع من رغبتهم في ضبط النفس، ولكنهم لا يكونون راضين عنه.
ضبط النفس والتحيز
أحيانًا يقود ضبط النفس إلى التحيز، قد يتعامل البعض مع مشكلات مثل الإفراط في تناول الطعام، الإسراف وإنفاق مبالغ مالية كبيرة لشراء أشياء غير ضرورية، التدخين أو الإدمان، أو الإجرام وغيرها باعتبارها مشاكل مُتعلقة بضبط النفس، ويتغاضون عن أن ضبط النفس ربما يكون أحد أسباب المشكلة وليس السبب الرئيسي أو الوحيد.
أي مشكلة بغض النظر عن نوعها لها العديد من الأسباب، اجتماعية أو اقتصادية وغيرها، لذلك لا يجب أن ننظر إليها من منظور أحادي، ونتخلى عن التحيز والتشدد، ونتعامل مع الأشخاص الذين يعانون من مشكلة ما باعتبارهم غير قادرين على ضبط أنفسهم.
لا تنس التعاطف الذاتي
ضبط النفس تكتيك شديد الأهمية لتحقيق الأهداف المنشودة، مع ذلك، عوضًا عن التعامل معه على أنه الوسيلة الوحيدة للسعادة والنجاح، نحن في حاجة إلى النظر إليه في سياق أوسع وأكثر شمولية. إلى جانب ممارسة ضبط النفس، فإن قبول نقاط الضعف ونعرف ما هي حدود قوتنا ومتى تنتهي طاقتنا من الأمور شديدة الأهمية.
هناك اعتقاد خاطئ بأن التعاطف الذاتي يؤدي إلى الكسل والتوقف عن العمل وبذل الجهد، ولكنه في حقيقة الأمر يساعد الناس على التحسين من أنفسهم من خلال معرفتها بشكل أفضل، وتحديد أهداف أكثر واقعية، لذلك لا تكون قاسيًا مع نفسك، ولا تجلدها طوال الوقت، ولا تدفعها إلى فعل ما لا تقدر عليه، وما يتجاوز قدراتها.
ضبط النفس والندم
قد يؤدي ضبط النفس إلى الشعور بالندم على المدى الطويل، عندما يفكر الناس في حياتهم، ويجدون أنهم ضغطوا على أنفسهم وقمعوها كي يضبطونها، فإنهم يشعرون بالأسف الشديد لأنهم لم يستمتعون بهذه المرحلة من حياتهم. للأسف الشديد فإن هذا الشعور لا يظهر إلا بعد مرور فترة من الوقت، على سبيل المثال قد يشعر مدير تنفيذي حقق نجاح كبير للغاية بأنه اضطر إلى تقديم الكثير من التضحيات كي يصل إلى القمة، ولكنه لم يستمتع بها على الإطلاق.
ضبط النفس وأعباء العمل
يميل الأشخاص إلى الاعتماد على من يقدرون على ضبط أنفسهم، ما يزيد من أعبائهم في العمل، ويزيد من الضغوطات التي يواجهونها، بالنظر إلى كونهم قادرين على مقاومة الإغراءات والقيام بالعمل على أكمل وجه.