الوعي الذاتي يجعلك قائداً أفضل.. 9 نصائح لتعزيزه
يعتقد أغلب القادة أنهم يفهمون أنفسهم أكثر بكثير مما يفعلون في الحقيقة، وغالبًا ما يكون لديهم مشكلة في الوعي الذاتي، والذي أثبتت الكثير من الدراسات والتجارب أنه له تأثير إيجابي على قدرتك على القيادة، وأنه له تأثيرًا مباشرًا على أداء الفريق، كما ثبت أن المستويات العالية من الوعي الذاتي لا تساهم فقط في النجاح الوظيفي والقيادة الفعالة، ولكنه يزيد من أرباح الأشخاص والشركات.
يُعتبر الوعي الذاتي أهم قدرات القادة ومن أهم السمات التي يجب أن يتحلوا بها لتطوير أنفسهم، وهذا ما أكده مؤلفو كتاب "كيف تصبح قائدًا أفضل"، والذي يُعرّف القادة الناجحين بأنهم الأشخاص القادرون على تحديد ميولهم الطبيعية واستخدامها في تعزيز قدراتهم الإبداعية والتخلص من العيوب والسلبيات.
كما وجدت دراسة أن الوعي الذاتي يؤثر على أرباح الشركة، بعد أن أثبتت هذه الدراسة أن الشركات التي تحصل على عوائد مادية وأرباح كبيرة تميل إلى توظيف أشخاص ذوي مستويات أعلى من الوعي الذاتي مقارنة بالشركات الأخرى التي لا تفعل المثل.
كيف تعزز وعيك الذاتي؟
اعرف نفسك
العامل الوحيد الثابت في أي شيء يتعلق بالوعي الذاتي هو "أنت"، فهم نفسك أمر شديد الأهمية. يصف الدكتور ترافيس برادبيري، مؤلف كتاب الذكاء العاطفي الوعي الذاتي بأنه أحد المكونات الرئيسية للذكاء العاطفي. ويُعرّف الذكاء العاطفي بأنه قدرتك على إدراك وفهم العواطف الخاصة بك وبالآخرين، وقدرتك على استخدام هذا الوعي لإدارة سلوكك وعلاقاتك.
الوعي الذاتي يعد إحدى وسائل التمكين لأنه يمدك بالمعرفة، ويتيح لك خيارات أفضل للتغيير والنمو، وفيما يلي عدة استراتيجيات لزيادة الوعي الذاتي:
حدد العوامل الخارجية
حدد العوامل أو المؤشرات -الإيجابية والسلبية- التي تحفز سلوكيات الآخرين تجاهك. واعرف أسباب فعلك للأشياء التي تقوم بها وكيف يستجيب الآخرون لها، وكيف تستجيب أنت لردود فعل الآخرين، ولماذا تتصرف بالطريقة التي تتصرف بها، وما تأثير الثقافة والمجتمع على منظورك وتصورات الآخرين.
احصل على تقييم موثوق فيه
التقييم يساعدك على التعاطف ويمكنك من فهم تأثير أفعالك على الآخرين. كما أن عدم ادراك العيوب الشخصية يعتبر أحد المؤشرات الرئيسية للوعي الذاتي المنخفض، والجهل بالصفات والجوانب التي تحدد طريقة تصرفك، وتفاعلك مع الآخرين، ما يؤدي بدوره إلى تقليص دورك والتأثير سلبًا عليك.
فكر في الظروف
فكر في طريقة تساعدك على استخدام صفاتك وسماتك الشخصية لصالحك، واعرف أيضًا كيف تتخلص من الصفات السيئة التي تؤثر عليك سلبًا وتحد من تأثيرك. وفقًا لدراسة أجريت في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، فإن أغلب المديرين التنفيذيين الناجحين الذين يملكون وعيًا ذاتيًا كبيرًا قادرون على تحديد ميولهم الغريبة وتعديل سلوكهم من أجل تغيير الطريقة التي يتعاملون بها مع الكثير من الأمور.
تقييم السلوكيات في إطار قيمك وأولوياتك
هل تلاحظ أن هناك أنماطًا سلوكية تتبعها وتستخدمها وتسير عليها طوال الوقت؟ إذاً عليك الآن تقييم تلك الأنماط في ضوء ما هو مهم بالنسبة إليك، ومعرفة ماذا يقودك وما تريد أن تكون. كُن صادقًا في تقييم نفسك وفي تحديد أولوياتك. حدد ما إذا كان هناك ميول أو اتجاهات ترغب في تغييرها؟ أو هل هناك عوامل تود إضافتها إلى المعادلة.
أفضل نتيجة للوعي الذاتي هي معرفة ما الذي يجعلك رائعًا، وكيف تبقى رائعًا لأطول فترة ممكنة.
توقعات بارتفاع عدد فاحشي الثراء بنسبة 20% خلال السنوات الخمس المقبلة
كُن فضوليًا
إن ميولنا وخلفياتنا وخبراتنا تساعدنا على تحديد هويتنا، ما يعني أننا نحن المسؤولين دائمًا عن تطوير أنفسنا باستمرار، لذا علينا أن نبقى فضوليين ولا نتوقف أبدًا عن محاولة فهم نفسنا.
لا تتوقف عن الممارسة
الوعي الذاتي انضباط مُستمر. الممارسة تساعدك على تحسينه، عندما تتوقف عن ممارسته فسوف تنسى كل ما تعلمته، مثل أي شيء آخر.. الألعاب الرياضية، أو أي نوع من أنواع الفنون.
التغيير أمر صعب ولا يتم قبوله بسهولة أو ببساطة، وتقترف أغلب الشركات خطأ أساسيا وهو أن تتوقع من الموظفين أن يتأقلموا مع التغيير دون توفير بيئة تسمح لهم باستيعاب التغيرات التي سوف تشهدها مؤسساتهم. لذا إذا كنت تريد أن تصبح أنت وفريقك أكثر وعيًا بالذات، فعليكم التدريب والتمرن عليه طوال الوقت، وألا تتوقفوا عن ممارسته.
كُن ذكيًا وتعلم من أخطائك
الأخطاء ليست أمرًا مهمًا وحسب، ولكنها أمر ضروري لجعلك شخصاً أكثر إبداعًا وتألقًا. إذا كنت تريد إنتاج منتج جديد أو طرح خدمة مميزة في الأسواق فعليك الفشل لعدة مرات قبل أن تتمكن من تحقيق ما تريد. وهنا عليك ألا تترك هذه الاخفاقات تؤثر عليك وأن تعرف ما هي الدروس التي عليك التعلم منها، وكيف تحقق الاستفادة القصوى من التجارب التي تمر بها.
لا يوجد حلول سحرية
الوعي الذاتي ليس حلاً سحريًا، ولكنه قادر على إحداث فرق كبير. تأكد من أنه بغض النظر عن التقدم الذي تحققه فهناك الكثير من الأمور التي عليك أن تعرفها عن نفسك، فالوعي الذاتي أشبه بالرحلة التي عليك القيام بها، وقد تكون مليئة بالمشقة، ولكن بمجرد وصولك إلى بر الأمان سوف تكتشف أنك أصبحت أكثر قدرة على فهم نفسك وفهم الآخرين.