بعد 22 عاماً "الرجل" تلتقي طارق فتيحي ثانية: أملك مؤسسة كبرى للذهب والمجوهرات.. وهذا سرّ نجاحي
قبل 22 سنة، استضافته مجلة "الرجل"، وكان لا يزال في بداية الطريق، مهندس ترك مكتبه ليكمل طريق والده في تجارة المجوهرات، واليوم بات اسماً لامعاً، يملك مؤسسة كبرى للذهب والمجوهرات في مدينة جدة. ويَعِدُ الأسواق المحلية والعالمية بمنتوجات "خرافية" في التصميم والمضمون.
إنه تاجر المجوهرات المهندس طارق فتيحي، التقته مجلة "الرجل" عام 1997، تحدث في حينه، عن تخليه عن الهندسة لمصلحة تجارته ومهنته التي يتوارثها أباً عن جد. كما روى جوانب من ذكريات الطفولة في محل والده الذي مازال موجوداً، في سوق الذهب بالبلد بجدة، حيث كان يذهب ليتعلم أسس المهنة وأصول تجارتها وأبجدياتها وتفصيلاتها.
أما أين وصل اليوم، بعد كل هذه السنوات؟ فيوضح: تضمّ تجارتي اليوم المجوهرات والساعات الثمينة، بالمجوهرات الماسية وأطقم الأفراح، فضلاً عن مجوهرات عصرية ذات تصميم مميز من الألماس والأحجار نصف الكريمة، من تصميم زوجتي السيدة لمياء عجاج. إلى جانب قسم الهدايا المميزة لرجال الأعمال، وكبار التجار، كالسبحة المصنوعة من ورق الورد المكبوس بمكابس خاصة، والمغلف بالفضة المعالجة بمادة الروديوم الثمينة، لمنع تأكسد الفضة. كذلك المصاحف الملكية المغلّفة بثوب الكعبة المشرفة، والميداليات والمصكوكات والدروع، وشعارات الشركات المصنوعة من الذهب أو الفضة.
ويكشف فتيحي، بأن زوجته وبناته يمتلكن «الخلطة السرية» لتصميم المجوهرات. ويضيف أن "المشاركة العائلية أو الأسرية - في كل دول العالم، أثبتت نجاح التجارة، ومن ثم، فهو يشرك زوجته التي تصمّم مع بناته التصاميم المختلفة، في بيئة عمل يسودها التشارك والتشاور، بما يعود عليهم وعلى مستقبل تجارتهم بالنفع. مؤكداً أن مجموعته ستبتكر تصاميم تعد بمنزلة المفاجأة لعشاق المجوهرات أسوة بتصاميم «أمي» و«حبيبتي» و«قبعة التخرج».
ويكشف بأنه يخطط لإقامة مسابقة مستقبلية لدعم الفتيات، لاختيار أفضل تصميم للمجوهرات، وتكريم المصممة الفائزة، ضمن مسابقة يعكف عليها بالتنسيق مع بعض المعارض. لافتاً إلى استقبال طلبات المصممات السعوديات. مضيفاً "أتوقع للسعوديات فيها مستقبلاً باهراً، لما يملكنه من أفكار خلاقة".
وعن عوائق وتحديات العمل في سوق المجوهرات، يرى أن منها ما يتعلق بالإجراءات الحكومية، التي تأخذ وقتاً أحياناً. لافتاً إلى ضرورة إيجاد بيئة عمل منظمة لإنجازها والتعامل معها. وعوائق أخرى تتعلق بتعرض بعض التجار للاختلاسات من موظفين أضاعوا الثقة. فضلاً عن سرقات بعض الزبائن من ضعاف النفوس. ولا بدّ من التعامل مع هذا العامل برقابة أمنية، ونظام أمني شامل مراقب.
وأشار، كذلك، الى "تجار الشنطة"، وبعض التجار المبتدئين الذين لا يقدرون السوق ولا يعرفون مستقبل هذه التجارة وأساسياتها ومبادئها، ما أدى إلى التأثير في ازدهار السوق في بعض الأوقات. فضلاً عن دخول الأكسسوارات العالمية التي تشبه المجوهرات شكلاً، بينما لا تقارن بها من ناحية المضمون والجودة والاقتناء.
لا يعرف فتيحي حجم التجارة المقلدة، ولكنه يؤكد أنها "موجودة ومنتشرة، والدور على الجهات الرقابية في متابعة هذه البضائع، ومنع ترويجها ومعاقبة بائعيها".
ويرى أنه لا بدّ من فصل الذهب عن باقي المجوهرات، فكل منها تخصص منفرد، وإن وضعت لوحة جمعتهما، فالأجدى أن تباع كلها في الداخل. ويضيف: سوقنا وسوق الذهب يقعان تحت معايير الأسواق الدولية، ونحن متابعون لها على مدار الساعة.
وعن جديده يقول "نَعِدُ محبّي المجوهرات والمتعاملين، بتصاميم خرافية ومبهرة في الأشهر المقبلة، وهي جديدة، وتلائم طبقات عدة، وبأفكار متميزة من الواقع المجتمعي. كما أنني أزور دوماً المعارض الدولية في دبي، وهونغ كونغ، وهي الأكثر رواجاً والأكثر تميزاً في العرض. وأطلع على الجديد في عالم المجوهرات والأحجار الكريمة، وأوظف كل جديد في خدمة العملاء، وتوفير الأنسب والأفضل والأميز لهم، والبحث عن كل جديد في العصر الحديث بما يتناسب مع الذائقة ومتطلبات العملاء".
وعن حجم الاستثمار في الذهب والمجوهرات في المملكة، يشير فتيحي إلى أنه لا يوجد رقم معين لحجم الاستثمار، حتى الوزارات المختصة لا تملك رقماً حقيقياً للتجارة، التي تزدهر وتنخفض، وفق الأسواق العالمية. ويتوقع أن يزدهر السوق خلال العام الجاري والأعوام القادمة، وفقاً للازدهار الذي قد تشهده أسواق العالم.
أما عن أنشطته الاجتماعية فيقول "نقوم بعدة أنشطة تخص جمعيات ومواقع متعددة، ولكني أشارك فيها بشكل شخصي باسمي أنا، بعيداً عن تجارتي ولا أفضل الخوض في تفصيلاتها، فهي تظل عملاً شخصياً، ولا أحب طرحه إعلامياً أو التلميح عنه. وهو نشاط لا بدّ منه، فللمجتمع علينا حق، وهذا جزء من مسؤولية الفرد نحو مجتمعه.
وأخيراً يشار إلى أن فتيحي ألّف كتاب بعنوان " ضمير الشيخ" قدم فيه مجموعة مقالات داعية إلى مكارم الأخلاق، والعودة إلي جذور الحياة النبيلة.