معرض موناكو لليخوت السوبر: الأكبر أوروبياً والأهم عالمياً لكبار الأثرياء
مع انتشار معارض اليخوت في العالم، يبقى معرض موناكو هو الأصل والأفضل للتعبير عن صناعة ارستقراطية، حيث يقيم العديد من زبائنها في الإمارة الثرية. ويرى الأثرياء أن معرض موناكو لليخوت، هو حفل نهاية الصيف كل عام. ويجذب نسبة أكبر من اليخوت السوبرعن المعارض الأخرى، كما أن موناكو هي المقر الدائم لشركات الوساطة في بيع وشراء اليخوت وشركات التصميم الداخلي وتجديد اليخوت. ويضع المعرض شرطاً أساسياً لعرض اليخوت فيه، وهو ألا يقل طول كل منها عن 25 متراً. وهو أكبر معرض يخوت أوروبي ويقام سنوياً.
الحضور المكثف لمعرض هذا العام الذي أقيم في الشهر الماضي (25- 28 سبتمبر/ ايلول) يؤكد أن المعرض مازال مهماً للصناعة والقائمين عليها. وينقسم جمهور الحاضرين إلى مشترين ومستأجرين وبائعين وسماسرة ومندوبي تأمين، ومحامين ومستشارين، فضلاً عن عدد كبير من المتفرجين. وفي أرجاء المعرض تنتشر أيضاً شركات الصيانة وقطع الغيار وخدمات اليخوت بأنواعها ووكالات تأجير الأيدي العاملة الماهرة.
ولكن الجهد الإعلامي الاكبر للمعرض، يتوجه الى شريحة واحدة وهي المشترون الجدد وطرق جذبهم إلى هذا القطاع من السوق. وفي تعليق لمديرة المعرض غيل تالاريدا، قالت إن المعرض منذ 15 عاماً كان يتكون من يخوت في الميناء وعدد من العارضين. وأضافت أن الوضع مازال عليه اليوم، مع فارق الحجم الهائل الذي وصل إليه المعرض هذا العام.
وفي الماضي كان المعرض مثل الفقاعة التي تهتم بما في داخلها، حيث السوق المحدودة وزبائنها الذين يسكن معظمهم في موناكو، ويستعرضون يخوتهم على العامة في المعرض. ولكن الآن تبدو السوق دولية بزبائن جدد، يأتي معظمهم من أنحاء العالم الأخرى من الصين وأميركا والشرق الأوسط.
وأهم ما يميز معرض موناكو هو جانب التنظيم. فإذا حضر ضيف مهم إلى المعرض، تقدم له باقة خدمات مميزة من أجل تجربة ممتعة في زيارة المعرض ومقابلة الخبراء الذين تهمه مقابلتهم. وتختزل باقات الزوار من وقت العملاء المحتملين وتوفر عليهم الكثير من الجهد في التجول في أرجاء شاسعة للمعرض. ولا تقدم إدارة المعرض هذه الباقات، إلا للنخبة التي لديها القدرة على شراء أو استئجار اليخوت المعروضة في موناكو.
وهي خدمة توضح للعارضين هوية النخبة التي يجب أن تحظى بمعاملة خاصة. وتعقد إدارة المعرض ندوات للتعريف بالجديد في المعرض وخدماته وتطلق عليها اسم "ندوات قمة". ولا تسهم إدارة المعرض في تسويق أنواع معينة من اليخوت او الخدمات، وإنما تعرض المتاح وفق احتياجات الزائر.
معرض 2019
انعقد معرض هذا العام، كما هي العادة، تحت رعاية أمير موناكو ألبرت الثاني. وشاركت هذا العام في المعرض نحو 600 شركة وعرض 120 يختاً من الأنواع السوبر وحضره زوار من جميع أنحاء العالم، قضى معظمهم فترة أطول في موناكو للاستمتاع بأسلوب حياة مميز بين أثرياء الإمارة. ووفرت بعض شركات تأجير اليخوت جولات بحرية للتعريف بالمعرض وباليخوت السوبر الراسية في الميناء.
وتمثل اليخوت المعروضة هذا العام نحو 90 شركة بناء يخوت ونحو نصف هذا العدد من شركات التصميم الداخلي لليخوت وتجهيزها. وانتشرت أجنحة 500 شركة على 15 ألف متر مربع حول الميناء، لعرض منتجات او خدمات متعلقة بالصناعة. وفي الميناء اصطف 120 يختاً فاخراً لا يقل طول كل منها عن 82 قدماً، منها نحو 40 يختاً جديداً تعرض للمرة الأولى. وشملت المعروضات نسبة من اليخوت الشراعية التي تولي جل اهتمامها الى البيئة بتوليد الطاقة من مصادر متجددة مثل الرياح وطاقة الشمس.
وبلغ عدد الحضور هذا العام نحو 26 ألف زائر من 40 جنسية، معظمهم من المهتمين بالصناعة من أوجه مختلفة تشمل التصميم والسمسرة والبيع والشراء والخدمات المصاحبة. وفضلاً عن المعرض، يقبل الزائرون على الخدمات التي تقدمها الإمارة من فنادق ومطاعم فاخرة.
ولكن الجانب المثير دوماً في معرض موناكو، هو اليخوت السوبر الفاخرة المعروضة، وأكبرها يحمل منصات لطائرات الهليكوبتر، وغواصات، وسيارات ليموزين، وزوارق لرحلات الشاطئ.
وهذه كانت أكبر خمسة يخوت سوبر عرضت في موناكو هذا العام:
•"تيس" (Tis): وهو أكبر يخت بني هذا العام، وعرض في موناكو، ويبلغ طوله 111.5 متر، وعرضه 16.85 متر. ويتسع لـ 18 ضيفاً في تسع مقصورات، ويشرف على تشغيله طاقم من 13 شخصاً. الشركة المنفذة هي شركة لورسين الألمانية التي سبق أن صنعت أكبر يخت فاخر في العالم "عزام". ويصنع جسم هذا اليخت من الصلب، وبقدرة انطلاق حتى سرعة 18 عقدة. وتولت شركة "وينش ديزاين" البريطانية أعمال التصميم الداخلي والخارجي لليخت. ويحتوي على منصة هليكوبتر وحوض سباحة ومصعد وجاكوزي وسونا وسبا وقاعة سينما داخلية وأخرى خارجية.
•أماديا (Amadea): وهو ايضا يخت من انتاج لورسين وتصميم خارجي من إيبسن أوينو وداخلي من فرانسوا زوريتي. ويصل طول اليخت إلى 106.1 متر، وعرضه إلى 18 متراً، ويمكنه الانطلاق حتى سرعة 13 عقدة. ويستوعب اليخت 22 ضيفاً في الرحلات البحرية و16 ضيفاً للبقاء على اليخت في ثماني مقصورات. ويشرف على اليخت طاقم قيادة وخدمه قوامه 26 شخصاً. وهي يحتوي على حوض سباحة بتصميم لا نهائي وقاعة سينما وسبا.
•فينيكس 2 (Phoenix 2): ويصل طوله إلى 90.1 متر وعرضه إلى 13.8 متر وهو من إنتاج شركة لورسين لعام 2010 وجدد بالكامل هذا العام. ويسع اليخت 12 ضيفاً في سبع مقصورات ويقوم على خدمته طاقم من 28 شخصاً. وينطلق بسرعة 14 عقدة وتعرضه الشركة المالكة للإيجار بسعر يصل إلى مليون دولار في الاسبوع سواء في البحر المتوسط صيفا او في البحر الكاريبي وحول جزر الباهاما شتاء. وكان مالك اليخت قد أعجب باليخت الأول الذي بنته لورسين في عام 2004 باسم "فينكس" فقرر بناء اليخت الثاني بحجم أكبر وبالاسم نفسه. وصممت الداخل في اليختين شركة "وينش ديزاين".
•دريم بوت (Dream Boat): مماثل في الحجم لليخت فينيكس 2 ويملكه ثري أميركي اسمه آرثر بلانك، وبنته شركة أوشينكو الهولندية، وشاركت في التصميمات الداخلية شركتا إيبسن أوينو وتيرينس دريسديل. ويسمح التصميم باستضافة 23 ضيفاً على متنه، فضلاً عن طاقم القيادة والخدمة المكون من 33 شخصاً.
•بولد (Bold): وهو أكبر وأحدث يخت تصنعه شركة "سيلفر ياختس" الأسترالية وهو من تصميم إيبسن أوينو، واستخدمت مواد خفيفة ومتينة في صنعه، ما يجعله من أكثر اليخوت كفاءة في التشغيل. وينطلق بسرعة قياسية تصل إلى 24 عقدة. ويتمتع بخواص تقنية، منها توفير استخدام الوقود، والتأهب في المناورة السريعة، بفضل خفة الوزن والخوض في المياه الضحلة نسبياً، نظراً للغاطس غير العميق لليخت. ويتمتع بدرجة عالية من الانسيابية.
وتنظر الصناعة إلى هذه اليخوت، وكأنها جزر عائمة توفر الخصوصية والاكتفاء الذاتي والمشاهد الطبيعية الرائعة، واكثير من الأنشطة البحرية أثناء رحلات الإبحار الطويلة.