مرض السكر .. أعراضه وأسبابه وطرق العلاج
مرض السكري (Diabetes) هو واحد من الأمراض المزمنة الأكثر شيوعا حول العالم، فهو من أمراض العصر الحالي والذي يحدث نتيجة لخلل في غدة البنكرياس، وهي المسؤولة عن إفراز هرمون الأنسولين بشكل طبيعي، ويعجز الجسم في حالة الإصابة بـ مرض السكري عن إنتاج الكمية الكافية من الإنسولين أو استخدام الإنسولين الذي أنتجه بالشكل المطلوب لمساعدة الجسم في استخدام السكر والدهون وتخزين بعضها، مما يؤدي إلى تراكم الجلوكوز أو السكر في الدم.
ويعد الإنسولين هرمونا مهما لتننظّيم مستوى السكر في الدم، والإصابة بارتفاع معدّل السكر دون السيطرة عليه يؤدي إلى أضرار في العديد من أجهزة الجسم على المدى البعيد، وخصوصاً في الأعصاب والأوعية الدموية.
ويصيب مرض السكري الأشخاص في مختلف الأعمار وإذا تم إهمال علاج مرض السكري من الممكن أن تحدث مضاعفات خطيرة، منها تلف الأعصاب والأوعية الدموية، والعينين، والكلى، وأعضاء الجسم الأخرى.
وفي التقرير التالي تعرف على كيفية علاج السكري وأسباب الإصابة به..
أسباب الإصابة بمرض السكري
إ
هناك العديد من الأسباب المؤدية للإصابة بـ مرض السكري منها:
في حالة الإصابة بالسكري من النوع الأول فترجع الأسباب بشكل رئيسي إلى الوراثة فإذا كان هناك فرد في العائلة مصابا به فتزيد احتمالية إصابة أحد أفراد العائلة الباقين، و يُعرَّف هذا النوع على أنه خلل في المناعة الذاتية، حيث إنَّ جهاز المناعة في الجسم يهاجم خلايا البنكرياس المسؤولة عن إفراز الأنسولين تدريجيا على مدار سنوات ويكون هناك نقص في إفراز الأنسولين ما يؤدي إلى عدم قدرة الجسم على استخدام السكر في الدم والدهون وتخزين بعضها.
وتظهر أعراض مرض السكري فقط عند موت أكثر من 85-90% من خلايا البنكرياس المسؤولة عن إفراز هرمون الأنسولين.
والجدير بالذكر أن معظم المصابين بـ مرض السكري من النوع الأول أصيبوا به في سن صغيرة كما أنه شائع عند الشباب دون سن الثلاثين على عكس السكري من النوع الثاني.
أما مرض السكري من النوع الثاني فهو يشكل معظم حالات السكري بشكل عام كما أنه شائع في مختلف الأعمار وهو ناتج عن خلل مكتسب في قدرة خلايا الجسم على الاستجابة للأنسولين بشكل كامل ونتيجة لذلك تنخفض مقدرة الخلايا على استخدام الجلوكوز من الدم.
هذا النوع من مرض السكري يصيب عادة البالغين الذين غالبا ما يعانون من السمنة المفرطة واتباع أسلوب حياة غير صحي وعدم ممارسة التمارين الرياضية حيث إن تعرض خلايا الجسم لنسبة عالية من الدهون بشكل كبير يسبب حدوث تغيرات وظيفيَّة في إنتاج الأنسولين واستجابة الجسم لاستخدامه.
ويزيد خطر الإصابة أيضا عند الاشخاص الذين تزيد أعمارهم على 45 أو وجود قريب من العائلة من الدّرجة الأولى مصاب بـ مرض السكري أو فئات عرقية معينة مثل الأمريكيين ذوات البشرة السمراء، كما أن قلة النّشاط البدني وارتفاع ضغط الدم، يزيد من فرص الإصابة.
وتختلفُ أعراض مرض السكري باختلاف درجة الإصابة به، واستجابة الجسم للمرض، ونظام الحياة المختلف من شخص إلى آخر، ولكن بشكلٍ عام تعتبر أعراض مرض السكري شائعة لدى مختلف المصابين بينما تختلف في شدتها وخطورتها من مريض لآخر، لكن يمكن التحكم بها والسيطرة عليها طالما تم اكتشافه مبكراً، مع اتباع نظام غذائي صحي.
علاج مرض السكري
اتباع نظام غذائي صحي
من أهم سبل علاج مرض السكري هو اتباع نظام غذائي صح وهو من أهم طرق علاج مرض السكري حيث إن تناول الأطعمة ذات الدهون والسكريات العالية تزيد من مستوى السكر في الدم والذي يؤثر بشكل سلبي على باقي اجهزة الجسم.
ممارسة التمارين الرياضية
ان ممارسة التمارين الرياضية تساعد على علاج السكري والوقاية منه أيضا من خلال تنشيط أجهزة الجسم المختلفة وحرق الدهون في الجسم وهو من أهم الأمور الموصى بها من قبل الأطباء المعالجين، كما انه من المهم انقاص الوزن اذا كان المريض يعاني من السمنة المفرطة او زيادة في الوزن، والذي من شأنه أن يساعدَ الجسم في التّخفيف من مقاومة الأنسولين، والذي يسبّب مرض السكري كما تساعد ممارسة التمارين الرياضية على رفع حساسية خلايا الجسم واستجابتها للأنسولين وبالتالي تخفف من مقاومة الأنسولين الموجود لدي مريض السكري من النوع الثاني كما تساعد على حرق السكر والحفاظ على نسبة جلوكوز لتكون منخفضة بشكل كاف وذلك يعد من أهم أساليب علاج مرض السكري من النوع الأول.
علاج السكري بواسطة حقن الأنسولين
تعتبر حقن الأنسولين من اهم طرق علاج مرض السكري الشائعة والتي تؤخذ بشكل يومي، وينقسم علاج الأنسولين إلى نوعين: العلاج بواسطة أنسولين ذي فعالية طويلة الأمد وهو عبارة عن حقن يومية، توفر للجسم كمية الأنسولين الأساسية، ويمكن وصف هذا النوع من العلاج مع أدوية أخرى، يتمّ تناولها بواسطة الفم، لموازنة المرض بشكل أكثر كفاءة.
والنوع الثاني هو علاج السكر بواسطة أنسولين ذي فعالية قصيرة الأمد وهو الأنسولين الذي يؤخذ مباشرة بعد تناول الوجبات اليومية، وعادة ما يتم ضبط كمية الطعام مع كمية الأنسولين قصيرة الأمد المتناولة بعده.