قصة نجاح مؤسس ستاربكس .. حادث مؤلم لوالده غير حياته
لم يتخيل أبدًا الأمريكي هوارد شولتز أنه سوف يدير سلسلة مقاهي عالمية، وأن تقدّر إجمالي ثروته بـ2.4 مليار دولار. تحدث رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي لستارباكس في كتابه "Pour Your Heart Into It" أنه نشأ في كنف عائلة يهودية من الطبقة المتوسطة عاشت في أحياء بروكلين.
خصصت والدته إلين حياتها ووقتها بالكامل له ولأشقائه، ولكن والده فريد عمل بالعديد من الوظائف من بينها سائق شاحنة، وعامل في مصنع، وسائق تاكسي، ولكن الأمور تغيرت بعد أن أصيب والده بكسر في الكاحل، خلال عمله على توصيل شحن من حفاضات الأطفال.
كان شولتز في ذلك الوقت في عامه السابع، ولم يكن لوالده تأمين صحي ولم يحصل على أي تعويض، فعاشت الأسرة بأكملها فترة شديدة الصعوبة، ولم يكن لديهم أي مصدر دخل.
يقول شولتز إنه لا يزال يتذكر كيف كان والده مُستلقي على الأريكة وساقه مكسورة، ويؤكد أن عدم حصول والده على المُعاملة الكريمة في العمل أثر عليه كثيراً، وكان المُحرك الرئيسي في اتخاذه العديد من القرارات الهامة الخاصة بالعمل.
مسيرة مهنية مُختلفة
كانت مسيرة شولتز المهنية مُختلفة تماماً عن والديه وباقي أفراد عائلته. لعب كرة القدم أثناء دراسته في المدرسة الثانوية، وحصل على منحة رياضية في جامعة ميشيجان الشمالية، وأصبح أول خريج جامعي في عائلته.
وبعد التخرج، حصل شولتز على وظيفة في برنامج التدريب على المبيعات في زيروكس، وهناك تلقى تدريباً وكسب خبرة كبيرة في مجال المبيعات.وخلال بضع سنوات حصل على وظيفة في هامر بلاست، وهي شركة أدوات منزلية مملوكة لشركة سويدية، وفي فترة قصيرة أصبح نائب الرئيس والمدير العام، وكان مسؤولاً عن فريق من مندوبي المبيعات.
أسس شركته بـ 200 دولار وباعها بـ 10 ملايين بعد أشهر قليلة.. قصة نجاح ملهمة
وبالرغم من تحقيقه لنجاح كبير، إلا أن شولتز كان يشعر دائمًا بأن هناك شيئا مفقودا أو غائبا، وبعد سنوات اكتشف أن ذلك يعود إلى أنه لم يكن قد اكتشف بعد ما وجده في ستارباكس، وهو أن تجد العمل الذي يُرضي قلبك وخيالك معاً.
الانضمام إلى ستارباكس
جذبت ستارباكس انتباه شولتز، فسافر إلى سياتل للالتقاء بأصحاب الشركة وقتذاك جارلاد بالدوين وجوردون بوكر، وتفاجأ بشغف الشريكين وشجاعتهم ورغبتهم في بيع منتج مُختلف ولذيذ يروق فقط لمجموعة صغيرة من ذواقي القهوة.
وافق شولتز على الانضمام إلى الشركة رغم حصوله على مقابل مادي أقل، بالإضافة إلى اضطراره على القيام بالكثير من الرحلات والسفر من مكان إلى آخر، ولكنه كان على يقين بأنه يقوم بالتصرف المناسب، واستغرق الأمر عاماً كاملاً حتى يقنع بالدوين بتوظيفه كمدير تسويق.
قصة نجاح إريك ليفكوفسكي.. من بيع السجاد إلى الذكاء الاصطناعي
ومع انضمامه إلى ستارباكس، تغيرت مهنة شولتز واختلف مصير ستارباكس إلى الأبد، خاصة بعدما أرسلته الشركة إلى معرض للأدوات المنزلية الدولية في ميلانو الإيطالية، وبينما كان يتجول في المدينة، وجد أمامه العديد من المقاهي التي تقدم الإسبريسو، وكان أصحابها يعرفون زبائنهم بالأسماء، ويقدمون لهم مشروبات لذيذة مثل الكابتشينو واللاتيه.
على الطريقة الإيطالية
في تلك اللحظة تغير كل شيء، وقتها علم شولتز أن ستارباكس عليها أن تبدأ بتقديم المشروبات المصنوعة من القهوة بالطريقة الإيطالية، وأن تكون الشركة تجربة وليست متجراً، ولكن بالدوين وبوكر لم يتفقا معه.
في عام 1985، قرر شولتز الرحيل عن ستارباكس لبدء مشروعه الخاص، والذي يحمل اسم " Il Giornale" وهي كلمة إيطالية تعني "اليومي". وقضى عامين بعيدًا عن ستارباكس، صبّ فيهما كل تركيزه على تغيير ثقافة شرب وتناول القهوة في الولايات المتحدة، واستبدالها بالثقافة الإيطالية، وحقق نجاحاً كبيراً.
قصة نجاح دايفيد زاسلاف.. المدير التنفيذي الأعلى أجراً في العالم
وفي عام 1987، اشترى شولتز شركة ستارباكس، وأصبح المدير التنفيذي للمؤسسة الكبيرة. خلال مسيرته المهنية الطويلة وعمله على تأسيس ستارباكس، وضع شولتز صحة الموظفين لديه ورفاهيتهم على قائمة أولوياته، ويرجع ذلك بصورة كبيرة إلى ما تعرض له والده، لذا يقدم شولتز لموظفيه، بمن فيهم العاملون بدوام جزئي، نظام صحي كامل مليء بالخدمات والمميزات، كذلك أعلنت ستارباكس، منذ فترة، أنها سوف تدفع المستحقات المالية والمصاريف الخاصة بالتعليم الجامعي للموظفين الذين يعملون لديها.
كما يلتزم شولتز بالحفاظ على جودة منتجاته. في عام 2008، عندما كانت ستارباكس تعاني ماديًا، أغلق بشكل مؤقت 7100 متجر من أجل إعادة تدريب العاملين فيها على صنع الإسبريسو المثالي، وعلى مدار العامين التاليين حققت السلسلة نجاحاً مُنقطع النظير.