رياضة الملاكمة إحدى أخطر الرياضات العالمية، فالعنف فيها قد يؤدي إلى نهايات مأساوية للاعبين، وهو ما حدث للملاكم الأمريكي "باتريك داي"؛ بعد أن صمد أمام منافسه 10 جولات متتالية، ولكن سقط قتيلًا بالضربة القاضية، وفوجئ الجمهور بوفاته.
تلقى "داي"، ضربة أنهت حياته في أثناء مباراته ضد منافسه "تشارلز كونويل"، بعد أن خاضا 9 جولات، ليسقط في الجولة العاشرة مغشيًا عليه، ودخل على أثرها غيبوبة مدة 4 أيام حتى تُوفي.
وخضع الملاكم المقضي عليه صاحب الـ 27 عامًا، لعملية جراحية عاجلة في المخ ولكنها لم تنجح في إنقاذه، وتوفي عقب إجرائها.
مصرع الملاكم
وفي حديث مقتضب، قال "لو ديبيلا"، مروج المباريات، مدير أعمال "باتريك داي": "توفي باتريك داي مستسلما لإصابة دماغیة تعرض لھا أثناء نزال يوم السبت 12 أكتوبر".
ويملك "باتريك داي"، سيرة ذاتية جيدة، حيث بدأ لعبة الملاكمة محترفًا في 2013، ونال لقب مجلس الملاكمة في 2017 للأمريكيتين، وفي 2019 الجاري لقب الاتحاد الدولي للملاكمة.
ورياضة الملاكمة من الرياضات المحببة إلى الكثيرين حول العالم، سواء بمشاهدتها أو ممارستها، فهي رياضية فيها الكثير من التنافسية، وتحتاج إلى الكثير من القوة والخبرة والتمارين الشاقة من قبل ممارسيها، ولكنها أيضا من الرياضات الخطيرة، التي دائما ما تخلف وراءها خسائر، قد تصل إلى حد وفاة بعض الممارسين، وتكون بعض المباريات نهايتها مأساوية ليس فقط للملاكمين، بل لأسرهم ومحبيهم.
ورغم شعبيتها الكبيرة في العالم إلا أنها أحزنت الكثيرين أيضا بوفاة عدد من ممارسيها والملاكمين المشهورين بسبب حلبة الملاكمة، وفيما يلي أبرز الملاكمين الذين قضوا نحبهم بسبب حلبات الملاكمة:
الملاكم الأرجنتيني هوجو سانتيلان
يبدو أن الرقم 10 رقم مشؤوم على هؤلاء الملاكمين الشباب، فقد توفي الملاك الأرجنتيني هوجو سانتيلان بعمر 12 عاما، بعد أن خاض 10 جولات قاسية مع منافسه ادواردو خافير البطل الأوروجوياني، وانتهت الجولة العاشرة بفوز الأخير ووفاة البطل الأرجنتيني.
وبعد جرس نهاية المباراة فوجىء الجميع بسقوط سانتيلان على الأرض، ليكتشف بعدها إصابته بنوبتين قلبيتين وجلطة دماغية، وأسرع المسعفون لنقله إلى المستشفى ولكن توفي البطل سانتيلان بعد أن قضى 5 أيام في غيبوبة تامة بإحدى المستشفيات، وذلك في 25 يوليو الماضي.
الملاكم الروسي مكسيم داداشيف
ذهب الملاكم الروسي مكسيم داداشيف إلى الولايات المتحدة الأمريكية وبالتحديد منطقة ميريلاند، للمشاركة في نزال مع خصم عتيد هو سوبرييل ماتياس، ولكن يبدو أن الملاكم الراحل لم يكن يتخيل أن في ذلك النزال ستكون نهايته، ورحيله عن عالما تاركًا وراءه الحزن وآلم الفراق لأهله وأصدقائه ومشجعيه.
ترجع أحداث الواقعة إلى 24 يوليو 2019، حيث بدأ النزال بين البطلين داداشيف وماتياس، واستمر لـ إحدى عشرة جولة اهلكت اللاعبين، قبل أن يتخذ مدرب الملاكم الروسي قرارًا بإيقاف النزال خوفًا على لاعبه الذي ظهرت عليه علامات الفقد، ولم يستطع الملاكم الروسي أن يتحرك أو يمشى إلى غرفة الملابس، ليتم نقله مباشرة إلى المستشفى.
وعقب نقل مكسيم داداشيف إلى المستشفى خضع لجراحة عاجلة لإزالة تورم في دماغه نتيجة الضربات القوية التي تلقاها على رأسه خلال النزال، ولكن لم يتمكنوا من إنقاذه ليتم إعلان وفاته بعدها، ويقول مدربه الذي أنهى النزال: "فشلت في إقناعة بالتوقف، لكننى أخترت الإستسلام رغمًا عنه بعدما رآيته يتلقى اللكمة تلو الأخرى بكل قوة".
الملاكم البريطاني سكوت وستغاريت
كل هؤلاء الماضين كانت الهزيمة من نصيبهم قبل الموت، ولكن على عسكهم تمامًا فإن الملاكم البريطاني سكوت وستغاريت استطاع أن يفوز في المباراة التي كانت السبب في وفاته، حيث نجح في التغلب على منافسه ديك سبيلمان، ولكنه لم يتغلب على الموت.
وعقب إعلان فوزه وفي مقابلة تلفزيونية بجوار الحلبة سقط البطل البريطاني بفعل نزيف دماغي حاد أصابه نقل بعدها إلى المستشفى ولكن لم ينجح الأطباء في إنقاذه وأعلنت وفاته.
في حين عبر منافسه عن حزنه لما حدث قائلًا عبر تويتر: "بكل تأكيد قلبي ينفطر ولا تسعفني الكلمات، سنواصل الصلاة جميعًا من أجل عائلة سكوت وجميع المقربين منه .فلترقد بسلام يا صديقي".