استهدفه الحوثيون بالطائرات المسيرة.. الأهمية الاستراتيجية لحقل الشيبة النفطي
استهدفت جماعة الحوثي اليمنية منشآت نفطية في الشيبة بالمملكة العربية السعودية بعشر طائرات مسيرة، من جانبه أكد المهندس خالد الفالح وزير الطاقة السعودي، أن الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران، تهدد الاقتصاد العالمي وإمدادات البترول، بأعمالها الإرهابية، هذا وقد نجم عن الهجوم الحوثي حريق محدود في إحدى وحدات معمل للغاز الطبيعي في الحقل.
وقال الفالح في بيان: تمت السيطرة عليه في حينه، موضحة : أن إنتاج السعودية وصادراتها من البترول لم يتأثرا من الهجوم الإرهابي، الذي عده امتدادا لتلك الأعمال التي استهدفت مؤخرة سلاسل إمداد البترول العالمية بما في ذلك انابيب النفط في السعودية، وناقلات النفط في الخليج العربي وغيرها، مضيفا: هذا الاستهداف المنشآت حيوية لا يستهدف المملكة وحسب، وإنما يستهدف أمن إمدادات الطاقة للعالم، وبالتالي يمثل تهديدا للاقتصاد العالمي، مشيرا إلى أن هذا الهجوم : يبرز الجبان مرة أخرى أهمية تصدي المجتمع الدولي لجميع الجهات الإرهابية التي تنفذ مثل هذه الأعمال التخريبية بما في ذلك ميليشيات الحوثي في اليمن المدعومة من إيران.
بينما قال الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، إن الهجمات الحوثية على حقل الشيبة، وبرغم طبيعتها الإعلامية، دليل آخر على ازدراء الميليشيا للجهود السياسية التي تقودها الأمم المتحدة فتوحيد الصفوف وتعزيز أداء الحكومة ضروري في المرحلة القادمة، ولا شك أن استمرار الاعتداءات الحوثية هو الخطر الأكبر على ستوكهولم وقالت شركة "أرامكو" ، في بيان لها، إن فرق الاستجابة في "أرامكو السعودية" سيطرت على حريق محدود وقع في أحد مرافق معمل شيبة للغاز، ولم يتسبب الحادث في وقوع أي إصابات، وأكدت الشركة أن إمدادات عملائها من النفط الخام لم تتأثر نتيجة لهذا الحادث الجبان .
والسؤال الذي يطرح نفسه هو : ما هي الأهمية الاستراتيجية لحقل الشيبة النفطي ؟
يقع حقل الشيبة النفطي في جنوب شرق المملكة العربية السعودية في الربع الخالي، و يبعد حوالي 10 كم عن الحدود الجنوبية لإمارة أبوظبي، اكتشف حقل شيبة في عام 1968 ولأسباب فنية واقتصادية تأجل تطويره وبين التحديات وقوة الإرادة لتطوير هذا الحقل الذي يقع بمنطقة نائية ناهيك عن درجات الحرارة والتي تتجاوز الخمسين صيفا وارتفاع الكثبان الرملية الذي يزيد عن ۳۰۰ متر ، فقد بدأت شركة أرامكو السعودية المملوكة من قبل المملكة العربية السعودية بضخ النفط من هذا الحقل سنة ۱۹۹۸.
جدير بالذكر أن حقل الشيبة ينتج نحو مليون برميل يوميا، وتقدر الاحتياطات النفطي في الحقل نحو 14 مليار برميل، وهو ما يعطي للمكان المستهدف رمزية كبيرة، فقد بدأت شركة أرامكو السعودية المملوكة من قبل المملكة بضخ النفط من هذا الحقل سنة ۱۹۹۸
يظل مشروع حقل الشيبة، واحدا من أكبر المشاريع الفريدة من نوعها، ليس على مستوى المملكة العربية السعودية والمنطقة فحسب، بل على مستوى العالم بأسره. هذا المشروع كان شاهذا حقيقيا ومصداقا واقعيا لمدى قدرة «أرامكو السعودية» وموظفيها ومقاوليها على إنجاز ما هو في حكم المستحيل.
وقد تجسد واقعا جميلا شامخا على رمال صحراء الربع الخالي؛ المنطقة صعبة المراس حيث تعزلها كثبانها الرملية الشاهقة عن العالم وتقل فيها فرص الحياة بل تكاد تكون معدومة. غير أن مشروع حقل الشيبة بدد تلك النظرة واثبت خلاف ذلك، بل أوجد انسجاما رائعا بين تناقض بساطة البداوة وطبيعة الصحراء؛ وبين زخم التقدم الصناعي والتقني المعقد راسما بذلك لوحة جميلة مشرقة تستحق أن تخلد سيرتها
حريق محدود في وحدة للغاز الطبيعي بحقل الشيبة.. ووزير الطاقة يوضح السبب
في ۲۰۰۳ طرحت السعودية أمام الشركات العالمية فرص استثمارية للتنقيب عن الغاز غير المصاحب واستغلاله في الربع الخالي، وتبلغ الطاقة الانتاجية لمعمل الانتاج المركزي في حقل الشيبة 500 ألف برميل يوميا. يمكن أن يضخ حقل الشيبة مليون وثلاث مائة ألف برميل يوميا لمدة 70 عاما، وفي سنة ۲۰۰۷ وصفته صحيفة الغارديان بأنه "أقرب في قيمته إلى منجم الذهب منه إلى حقل النفط"، حيث يضخ يومية 1.000.000 برميل من النفط الخام عالي الجودة".
وفي عام ۲۰۰۸ میلادیا بلغت الطاقة الإنتاجية حوالي سبعمائة وخمسون ألف برميل في اليوم الواحد، و يبلغ الإحتياطي النفطي بالحقل نحو خمسة عشر بليون برميل من الزيت الخام و خمسة وعشرون تریلیون متر مكعب من الغاز و يوجد خط أنابيب يمتد من حقل الشيبة الى بقيق بطول 640 كيلو متر
إن حقل الشيبة قادر على ضخ كمية كبيرة من النفط بشكل يومي، تقدر بستمئة ألف برميل، مع الاستمرارية على هذا النحو لمدة سبعين عاما، وتصفه الدولة السعودية بأنه من الحقول المتوسطة الحجم إذا ما قورن بغيره من يقدر بملايين البراميل النفطية، وبذلك فإن حفل السيبه يمكن له أن يضخ كمية تساوي إنتاج لصق حجم أصغر حقول منظمة الأوبك.
وتجدر بالإشارة إلى أن هذا الحقل يعاني الحقول النفطية الكبيرة من إدارة سيئة، وهذا الأمر يؤدي إلى تراجع بمعدلات الإنتاج من الآبار النفطية بشكل سريع، وقد اكتشفت شركة أرامكو من خلال عملها في هذا الحقل على أن الاحتياطي الذي يشكله حقل شيبة يقدر بخمسة عشرة مليار وسبعمئة ألف برميل
و حسب المعايير الدولية، فإن المملكة العربية السعودية هي أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم، حيث إن الشيبة حقل متوسط الحجم وبصفة خاصة عند مقارنته بمكمن الغوار العملاق الذي يضخ ملايين البراميل يوميا، غير أن الحقل يمكن أن يضخ نصف حجم إنتاج أصغر منتج في منظمة أوبك. على غرار بعض الحقول الكبرى الأخرى التي تعاني من سوء الإدارة وتواجه تراجعا سريعا لمعدلات الإنتاج من الآبار، يرمز حقل الشيبة حيث أثمرت الخبرة والعمل الجاد لفنيي أرامكو عن اكتشاف احتياطي مبدئي يبلغ 15.7 مليار برميل
اثبتت مضخات متعددة المراحل عام ۲۰۱۱ في حقلي حرض والشيبة قدرتها على تنشيط بنر هامشية واستخلاص ۸۰۰۰ برميل اضافية باليوم . فازت مرالق الانتاج الشيبة عام ۲۰۱۱ بجائزة التميز البيئي في دول مجلس التعاون الخليجي في فئة افضل مؤسسة صناعية التزاما بالمعايير والأنظمة البيئية
هذا و لقد عملت «أرامكو السعودية»، بكل ما أوتيت من ثقة ودعم من لدن القيادة الرشيدة، وبما تفخر به من قدرات يمتاز بها موظفوها الأكفاء، على إطلاق برنامج يهدف على المدى البعيد لجعل المملكة العربية السعودية قادرة بمرونة على مواجهة تحديات الطاقة في المستقبل على الصعيدين الوطني والعالمي، وعلى الوفاء بالتزاماتها تجاه عملائها وعلى إيجاد مزيد من القيمة مقارنة بأي وقت مضى، وخير مثال على ذلك تنفيذ الشركة في الماضي القريب مشروعين كبيرين في حقل الشيبة، هما:
- مشروع توسعة حقل النفط الخام .
- مشروع استخلاص سوائل الغاز الطبيعي.
ويبرهن هذا المشروع على قدرة «أرامكو السعودية» على تعزيز أعمالها الأساس ومدى التزامها بذلك، لكي تكون قادرة ومستعدة لتلبية الطلب العالمي على الطاقة على المدى القريب والبعيد، وأيضا لتحافظ على حصتها في السوق العالمية للطاقة وتثبت دورها بوصفها موردا موثوقا للطاقة على مستوى العالم.
ويتضمن هذا المشروع إنتاج كميات إضافية من النفط الخام العربي الخفيف جدا ذي القيمة العالية بمقدار ۲۵۰ ألف برميل في اليوم، لتصل بذلك الطاقة الإنتاجية إلى مليون برميل في اليوم، لتعادل ضعف طاقة مرافق فرز الغاز عن الزيت المبدئية عندما تم تشغيلها في عام ۱۹۹۸ ، وقد فرض هذا المشروع تحديات هندسية هائلة دفعت «أرامكو السعودية» إلى تبني أفكار ابتكارية جديدة في تخطيط مراحل تنفيذ المشروع، مما أسهم في تقليص الوقت المطلوب لاتخاذ القرارات اللازمة للتنفيذ.
كما تبنت الشركة أيضا أسلوب عمل الفريق المتكامل حيث تم اختيار العاملين في المشروع من بين موظفي إدارة أعمال الإنتاج، بصورة رئيسة، لأنهم هم من سيقومون فعليا بتشغيله.
وقد انطلق حقل الشيبة وسط ۳۰ مليون متر مكعب من الرمال المتحركة
ليتم انشاء:
اولا : ثلاثة معامل لفرز الغاز من الزيت
ثانيا : خط أنابيب بطول 640 كيلو متر لنقل الزيت الخام الى معامل بقيق
ثالثا : مطار يمكن ان يستقبل طائرات من طراز بيونغ ۷۳۷.
رابعا : مرافق سكنية وأخرى صناعية بكامل خدماتها.
خامسا : شق طريق بطول 400 كيلو متر عبر الكثبان الرملية وسط الصحراء
حقائق مهمة حول حقل الشيبة