يؤثر سلبا على صحتك.. كيف تتعامل مع وفاة أحد زملائك في العمل؟
يمكن اعتبار زملائنا في العمل امتدادا لعائلتنا. نقضي معظم ساعات يومنا معهم، في بعض الأحيان نقضي معهم وقتا أطول من الوقت الذي نقضيه مع أسرتنا، نُنشى معهم روابط قوية ومتينة ومع مرور فترة من الزمن نصبح واثقين فيهم وربما يحالفنا الحظ ويصبحون أصدقائنا.
نتيجة لذلك، ليس من الغريب أن نُصاب بصدمة كبيرة إذا توفي أحد زملائنا في العمل، خاصة إذا كُنا مقربين من هذا الشخص، وحال كانت الوفاة غير متوقعة.
قد تشعر بالقلق أو بالذنب إذا توفي أحد زملائك الذين لم تكن على وفاق معه، أو كان تفاعلك الأخير معه مُزعجا. وحتى إذا توفي زميلك في العمل بعد إصابته بالمرض، فإنك أيضاً سوف تصاب بالصدمة وتعاني من الاكتئاب عندما تتلقى خبر وفاته.
التأثير العاطفي
طريقتنا في التعامل مع وفاة زميل في العمل تعتمد على العديد من العوامل، بداية من معتقداتنا الشخصية إلى الضغوط التي نمر بها في حياتنا. قد تعاني من ضعف التركيز في العمل بسبب تفكيرك المستمر في الشخص الراحل، وقد يستمر ذلك لفترة طويلة أو قصيرة، وربما تجد صعوبة في العودة إلى المسار الصحيح.
في بعض الأحيان قد يؤدي حزنك الشديد على زميلك المتوفى إلى ارتكابك للعديد من الأخطاء، قد تقترف أخطاء في العمل وتوقع نفسك في مشاكل عدة، وقد يؤثر عليك الأمر ويشغل كل تفكيرك ما يؤدي إلى تعرضك للحوادث في الطريق.
وفي بعض الأحيان يصبح الأمر أكثر تطرفاً، فتبدأ في البحث عن وظيفة جديدة في مكان آخر؛ لأنك غير قادر على البقاء في المكان نفسه بعد وفاة هذا الشخص.
التأثير البدني
يمكن أن يكون للاستجابة العاطفية القوية لوفاة أحد الزملاء تأثير مباشر وسلبي على صحتك البدنية. وربما يؤدي الأمر إلى فقدان الشهية والتوقف عن تناول الطعام، وإصابتك بالأرق وحرمانك من النوم. ومع مرور الوقت سوف تفقد الطاقة التي تحتاجها للمضي قدماً في حياتك.
وقد يؤثر الحزن الشديد على الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل التهاب المفاصل أو ارتفاع ضغط الدم، خاصة وأنهم سوف يؤذون نظامهم الغذائي ويتوقفون عن تعاطي الأدوية والتمارين الرياضية.
الحزن لفترات طويلة قد يؤدي في كثير من الأحيان إلى إصابتك بالاكتئاب. وقد ثبت أن الاكتئاب له تأثير سلبي وضار على الصحة، فقد يصيبك بأمراض قلبية وسكتات دماغية. وأوضحت إحدى الدراسات أن هناك علاقة وثيقة بين الاكتئاب ومرض السكري.
أما هؤلاء الذين يقررون العمل لفترات طويلة من أجل التوقف عن التفكير في فقدان زميلهم، فإنهم يصبحون أكثر عُرضة للإرهاق الجسدي والنفسي، والذي يترتب عليه عواقب وخيمة على صحتهم النفسية والجسدية، ومع مرور الوقت سوف يصابون بالانهيار ويعجزون تماماً عن مواصلة العمل.
ماذا تفعل إذا خسرت أحد زملائك في العمل؟
يوجد عدة أمور قد تساعدك على التعامل مع مشاعر الحزن والأسى التي تصيبك بعد وفاة أحد زملائك في العمل عليك وضعها في عين الاعتبار، ولكن إذا عجزت عن المرور من هذه الأزمة فربما عليك طلب المساعدة من الخبراء والأطباء النفسيين.
اعترف بالخسارة
ربما يدفعك شعورك بالحزن والأسى على زميلك إلى شعورك بالغربة والعزلة في مكان عملك. لذلك عليك أن تعترف بالخسارة وأن تُدرك مدى تأثير الأمر عليك، وتأكد من أن الجميع يمرون بما تشعر به.
أسّس مجموعة أو حلقة نقاش
قد تحتاج إلى خبير نفسي أو مستشار لمساعدتك في هذا الأمر. إذا كنت مديرا فإنه من الأفضل أن تفكر في تأسيس مجموعة أو حلقة نقاش تتحدثون فيها عن مشاعركم بالحزن على هذا الشخص، وتتشاركون فيها الذكريات التي جمعتكم به. وإذا كنت موظفاً أو أحد أعضاء فريق فربما عليك اقتراح الأمر على مديرك.
كيف تُحدث تأثيرًا كبيرًا بأعمالك الخيرية وتكون مختلفًا عن غيرك؟
اهتم بعائلة صديقك المتوفى
تعزيز علاقتك بعائلة صديقك المتوفي قد تساعدك على تجاوز المحنة، حاول أن تتقرب من عائلته وتواصل معها طوال الوقت. إذا شعرت بأنهم في حاجة إلى مساعدة مادية فقدم لهم المال، وحاول أن تقدم لهم الدعم والمساندة التي يحتاجونها.
قدم تبرعات لجمعية خيرية باسم الشخص المتوفى
ربما تستطيع تجاوز مشاعرك السلبية إذا شعرت بأنك تفعل شيئا ما من أجل هذا الصديق المتوفى، مثل تقديم تبرعات أو مساهمات في جمعية خيرية أو مؤسسة تعمل لغرض إنساني مثل دور الأيتام والصناديق التي تساعد الطلاب على مواصلة تعليمهم، بهذه الطريقة سوف تشعر بأنه لا يزال معك وبأنه موجود حولك.