هل يراك الآخرون شخصا غريب الأطوار وأنت لا تعلم؟ هذه صفاتهم
أحياناً ما نستخدم بعض العبارات لوصف الأشخاص الذين لا نعرفهم بطريقة سلبية، مثل "هذا الرجل يخفيني"، أو "يا له من شخص مُريب!"، أو "أنها تثير الذعر في نفسي". ولكن إذا توقفنا عما نقوم به وفكرنا لدقيقة فيما يخيفنا حقاً، ونحاول أن نعرف هل هؤلاء الأشخاص يعرفون أنهم يحدثون هذا التأثير في أنفسنا؟ هل يعرفون أنهم يفعلون ذلك؟ والأهم من كل ذلك، هل أنت من هؤلاء الأشخاص غريبي الأطوار؟
اُجريت العديد من الأبحاث والدراسات في هذا الشأن، والتي حاولت أن تحدد الأشياء التي تجعل من الأشخاص غريبي الأطوار أو مخيفين، ووجدت أنها تتعدد من بين العديد من الأمور، مثل الضحكة الغريبة، أو البشرة الشاحبة، أو الشعر غير المهندم، غالباً ما يتم الحكم على هؤلاء الأشخاص بطريقة سلبية ومسيئة.
وفي عام 2016، اُجريت دراسة نشرها فرانسيس ماكندور وسارة كوهنيك من كلية نوكس في إلينوي، وحاولا أن يتوصلا إلى تفسيرات تساعدهما على معرفة الأسباب التي تدفع بعض الأشخاص إلى وصف غيرهم بـ"غريبي الأطوار والمخيفين"، وأجروا بحثاً شاملاً خضع له حوالي 1341 من البالغين.
صفات غريبي الأطوار
توصلوا إلى أنه هناك مجموعة من السمات الشخصية التي يتصف بسببها الأشخاص بذلك، ومن بينها: وقوف الشخص قريباً للغاية من الآخرين، أو أن يكون صاحب شعر دهني، أو له ابتسامة غريبة، أو عيون منتفخة، أو أصابع طويلة جداً، أو شعر غير مُهذب، أو بشرة شاحبة للغاية، أو يلعق شفتيه بشكل مُتكرر، أو يرتدي ملابس متسخة، أو يضحك في أوقات غير متوقعة، كما أنه غالباً ما يكون ذلك الشخص الوقح الذي يصعب عليك أن تُنهي حديثك معه دون أن يسبك أو يهنيك، كذلك فهو غالباً ما يتحدث عن نفس الشيء، ويقود المحادثات تجاه موضوع واحد.
كان هناك العديد من السمات الأخرى المرتبطة بغريبي الأطوار، ومن بينها النحافة الشديدة، وعدم النظر في أعين الأشخاص الذين يتحدثون إليهم، والاستفسار عن بعض التفاصيل الشخصية التي لا تعنيهم في شيء، بالإضافة إلى المرض العقلي، والتحدث عن تفاصيل حياته الشخصية التي لا يجب أن يعرفها أحد، التبجح بشأن ما يملك، وتوجيه المحادثات حول مواضيع غير لائقة لا يجب أن يعرفها أحد.
كذلك وجد الاستبيان أن غريبي الأطوار يعملون في بعض الوظائف مثل المُهرجين، والعاملين في التحنيط، وأصحاب متاجر ألعاب الجنس.
علاوة على كل ذلك، أظهر الاستبيان أن من أهم سمات غريبي الأطوار كونهم لا يعرفون مدى غرابتهم وغرابة تصرفاتهم.
بصفة عامة، يمكن جمع خصائص الشخصيات غريبة الأطوار في ثلاثة عوامل رئيسية، وهي أنهم يجعلوننا خائفين أو قلقين، كما أن هذه التصرفات تعد جزءا من هويتهم وليس مجرد سلوك، وفي الكثير من الأحيان يكون لهم رغبات جنسية جراء أي تصرف يقومون به.
وبالرغم من كل ذلك، وجدت الأبحاث أنه ليس من الضروري أن يكون غريبو الأطوار مؤذيين، ولكنهم يجعلوننا غير مرتاحين ولا نرغب في التواجد حولهم.
هل نعرف الأشخاص غريبي الأطوار؟
تقودنا هذه السمات والخصائص إلى التساؤل عما إذا كنّا قادرين على معرفة أن هذا الشخص أو ذاك غريب الأطوار من خلال رؤيته لفترة قصيرة، وهل بإمكاننا معرفة ما إذا كان سيؤذينا أم لا؟ وهل هو جدير بالثقة أم لا؟
حسب دراسة اُجريت في إحدى جامعات كندا في عام 2008، فإننا نصدر أحكاماً بشأن الجدارة بالثقة في غضون 39 مللي ثانية بعد أن نرى وجه الشخص. خلال الدراسة، طُلب من المشاركين تقييم 34 صورة من وجوه الذكور البالغين والتحدث عن الجدارة بالثقة واللطف والعدوانية.
وكانت نصف الصور لأشخاص جديرين بالثقة، بينما كان النصف الآخر لأشخاص غير جديرين بها، واختيرت الصور مجموعتين متطابقتين من حيث الوجوه والشعر والتعبيرات والعِرق.
وكان الأشخاص الجديرون بالثقة في الصور إما حاصلون على جوائز نوبل أو أوسمة في كندا لأعمالهم في مجال الإنسانية والسلام والمجتمع، أما الأشخاص الآخرون فكانوا مجرمين متهربين من العدالة مرتكبي جرائم شديدة الخطورة.
تمكن المشاركون في الدراسة من تحديد هوية 49 % من المجرمين والمطلوبين للعدالة باعتبارهم أشخاصا غير جديرين بالثقة، وكان وضعهم أفضل قليلاً مع الحائزين على جوائز نوبل، وفي نهاية الأمر خلص الباحثون إلى أن المشاركين في الدراسة كانوا يبحثون عن علامات وسمات تنم عن لطف وعدوانية في وجوه الأشخاص الذين يقومون بتقييمهم.
وفقاً لدراسات أخرى، فإن الأشخاص الذين يُنظر إليهم باعتبارهم غير جذابين، أقل عرضة للحصول على وظائف جديدة كذلك لا يحصلون على قدر معقول من الرعاية الصحية. وأظهرت دراسة اُجريت عام 2015 في جامعة كولومبيا البريطانية أن الأشخاص غير الجذابين غالباً ما يُنظر إليهم باعتبارهم غير جديرين بالثقة، في المقابل فإن أصحاب الملامح البريئة والوجه البشوش غالباً ما يتم التعامل معهم باعتبارهم أفضل من غيرهم، حتى إذا كانوا سيئين للغاية.