لا تضر أي أحد سواك.. نصائح للتخلص من الشعور بالكراهية
يُقال إن "التمسك بالكراهية يُشبه تركك لشخص ما يعيش في عقلك بدون مقابل". الكثير منّا يعانون من وجود الكثير من مشاعر الكراهية بداخلهم إزاء أشخاص ألحقوا بهم الأذى والضرر، وهزوا ثقتهم بأنفسهم أو بالآخرين.
الكراهية شعور طبيعي جميعنا مر به واختبره في مرحلة من مراحل حياته إن لم يكن طوال الوقت، خاصة عندما تعرضنا للخيانة أو جُرحنا من قبل أشخاص كانوا أعزاء على قلوبنا. كما أن الشعور بالكره يكون أمراً طبيعياً تماماً إذا حدث بشكل متقطع، ومع ذلك فإن تأثيرها على المدى الطويل قد يكون له آثار مُدمرة وسلبية على عقلك وجسمك.
تتراكم مشاعر الغضب والكراهية داخل العقل والجسد والروح، ما يؤثر على أعضاء الجسم والعمليات الطبيعية التي تحدث داخل أجسامنا، كما أنها تولد المزيد من المشاعر السلبية.
تغير كيمياء المخ
أظهرت الأبحاث والدراسات أن الكراهية والمشاعر السلبية المرتبطة بها تغير كيمياء المخ؛ لأنها تحفز القشرة الحركية المسؤولة عن التخطيط واتخاذ القرارات، ما يجعلنا نتصرف بصورة عدوانية، ما يؤدي إلى زيادة الكورتيزول والأدرينالين في أجسامنا، ونصبح أكثر هجومية وربما نؤذي أنفسنا والآخرين.
وحسب الأبحاث فإن الهرمونات التي يفرزها جسمنا بسبب شعورنا بالكره تؤثر سلباً على الغدة الكظرية وتؤدي إلى زيادة الوزن والأرق والقلق والاكتئاب والإصابة بالكثير من الأمراض المزمنة.
الإصابة بالوسواس القهري
كما أن الكراهية تحفز العقل على محاولة التنبؤ بما قد يفعله الشخص الذي يكره، كمحاولة لحماية نفسه من الأذى، ولكن هذا لا يؤدي إلى أي شيء سوى المزيد من القلق والأرق والتفكير السلبي، وربما يصيبه هذا في نهاية المطاف بالوسواس القهري وجنون العظمة، كما أنه يؤثر على علاقتنا بالآخرين ويجعلنا أكثر عزلة.
من المهم أن نلاحظ أن كل ردود الفعل تلك تؤثر على الشخص الذي يحمل بداخله المشاعر السلبية، وتضر نظامنا العصبي والمناعي والغدد الصماء والقوة العقلية.
عكس الكراهية ليس الحب، ولكنه الانفصال العقلي والعاطفي. عليك أن تعلم أن الكراهية تربطك بالشيء أو بالشخص الذي تكرهه، كما أنها تؤدي إلى تضخم الأنا وتجعلك أكثر أنانية لأنها تجعلك تشعر بأنك متفوق على الجميع، وبأنك شخصية تتسم بالكثير من السمات التي تجعل الآخرين يحقدون عليك.
نصائح للتخلص من شعورك بالكراهية
أول خطوة للتخلص من هذه المشاعر السلبية هي الاعتراف بأنك مليء بالكراهية، إذا كنت تستطيع الاعتراف بالأمر، فربما سوف تتمكن من التعامل مع هذه المشاعر وإيجاد حل لهذه المشكلة.
افهم لماذا تشعر بالكراهية، انظر إلى نفسك واسألها لماذا تشعر بهذا الانزعاج الشديد، الكراهية عادة ما تنبع من شعورك بالخوف وانعدام الأمن أو عدم الثقة.
حاول أن تضبط نفسك وأنت في حالة الهياج والعدوانية التي تصيبك لأنك تكره شخصا ما، واسأل نفسك هل تستحق أن تهدر طاقتك وتدمر نفسك بسبب هؤلاء الأشخاص؟، وبعدها حاول أن تسيطر على نفسك، وأن تتوقف عن القيام بأي شيء يغذي بداخلك الشعور بالكراهية والغضب.
خذ خطوة إلى الوراء، في خضم اللحظة واحتدام شعورك بالكراهية فسوف يصعب عليك اتخاذ قرارات حكيمة، لذلك خُذ قسطاً من الراحة، وقم بشيء ما يساعدك على صرف انتباهك وإبعاد ذهنك عما تشعر به من مشاعر سلبية، اذهب إلى نزهة أو مارس رياضة التأمل، خُذ نفساً عميقاً واسمح لنفسك بالاسترخاء، وبمجرد أن تصبح أكثر هدوءاً فسوف تستطيع التحكم في عواطفك بطريقة أفضل.
تعامل مع مشاعرك السلبية، عوضاً عن تجاهل المشكلة حاول العثور على حل يُنهيها تماماً. إذا كان الموقف خارجا عن إرادتك، فحاول أولاً أن تحتوي الأزمة داخل عقلك، وفكر فيها جيداً، قد لا تتمكن من تغيير الشخص أو تحسين الموقف، ولكن بإمكانك دائماً التحسين من نفسك وإمعان التفكير في الموقف الذي تمر به، ما يساعدك على أن تكون أكثر انفتاحاً واتزاناً وانصافاً.
كذلك بإمكانك التحدث إلى شخص تثق به مثل صديق مقرب أو أحد أفراد الأسرة أو حتى طبيب أو أخصائي نفسي، يمكن أن يساعدك ذلك في التقليل من المشاعر السلبية التي تشعر بها، والتخلص من مشاعر الكراهية بطريقة فعالة وسليمة.
خلاصة القول، قبل أن تدع شخصاً ما يعيش داخل عقلك ويسيطر على روحك بدون مقابل، تذكر أنك أنت الوحيد الذي تدفع الثمن، وأنك تُهدر طاقتك وتؤذي جسدك وأنك سوف تتأذى بسبب شعورك بالغضب والألم والكراهية.