رمضان شهر الحب.. هكذا تحول الكراهية إلى محبة خالصة
ألا تشعر في بعض الأحيان بالكره الشديد إزاء الأشخاص الذين ألحقوا بك الضرر؟ أو تجد نفسك لا تستطيع التعامل والتكيف مع أشخاص آخرين أساءوا معاملتك أو هاجموك؟ وبعيداً عن هذا وذاك ألم تشعر أنك لا تريد التعامل مع أشخاص بعينهم دون سبب واضح؟ هذه المشاعر السلبية المكونة من الحقد والكراهية تأكل روحك وتتغذى على طاقتك وتضرك أنت قبل أن تؤذيهم، كما أنها قد تتحول في بعض الأحيان إلى مرض جسدي أو نفسي، وتؤثر على استقرار العقل والجهاز العصبي.
في بعض الأحيان تسيطر المشاعر السلبية مثل الخوف والكراهية والغضب والحقد على الإنسان لدرجة أنها تقلب حياتهم رأسا على عقب، لذا من الضروري التخلص منها ومنعها من التراكم داخل نفوسنا، خاصة وأن الشخص الذي ألحق الضرر بك قد يكون غير واعٍ بحجم الأضرار التي ألحقها بك، ولا يتأثر كثيراً بما فعله معك.
لقد حان الوقت لإخراج كل هذه المشاعر السلبية من ذهنك، ربما ألحقوا بك ضرراً كبيراً، ولكنك أنت في الوقت نفسه تُعذّب نفسك عقلياً وجسدياً، وربما مع مرور الوقت تتحول هذه المشاعر المكبوتة إلى أمراض جسدية.
تحدٍّ كبير
اسأل نفسك هل يستحق هؤلاء الأشخاص أن تؤذي نفسك بسببهم لفترة طويلة؟ إنهم يستوطنون عقلك وكيانك دون أن يدفعوا لك إيجارا.
كيف تتخلى عن هذه المشاعر السلبية وتحول الغضب والكراهية والحقد إلى حب؟ هناك طريقتان إحداهما روحية والأخرى نفسية، وقد تكون في حاجة إلى المزج بين الاثنتين. من الناحية النفسية، فإنك لن تستطيع مسامحة شخص ما حتى تجد مبررا لما فعلوه معك أو بك، هذه أول خطوة في طريق الخلاص النفسي.
وبعد أن تكتشف السبب الذي دفع أحدهم إلى الإساءة إليك والإضرار بك، سوف تواجه أكبر تحدٍّ وهو تغيير رأيك فيه، واستبدال مشاعر الكره بالحب، ويجدر الإشارة إلى أنك لا تهين نفسك أو تقلل من قدرك إذا فعلت ذلك. في هذه الحالة تستطيع مسامحتهم خاصة وأنك أصبحت تعرف مبررات سلوكهم.
وربما من خلال هذا الفهم والتسامح تستطيع التخلص من الغضب والكراهية الذين تشعر بهم إزاء هؤلاء الأشخاص. قد تجد شيئاً يعجبك فيهم إذا تعرفت عليهم حقاً، ومع مرور الوقت قد تتحول مشاعرك إلى هؤلاء الأشخاص إلى حب وتقدير، وربما تستطيعان تجاوز هذه الخلافات وإنهاء المشاكل وتصبحان صديقين.
كل شيء يحدث لسبب
تأكد من أن كل شيء يحدث لك وتمر به يساعدك على النمو والازدهار، ويجعلك أكثر نضوجاً وقوة، تأكد من أن الله يختبرك ويجعلك تمر بهذه المواقف السيئة لسبب ما، ولكن لا تدع مشاعرك السلبية إزاء الأشخاص تسيطر عليك وتنسيك كل هذا. الأمر يتطلب الشجاعة والمثابرة والثبات والتأكد من أن المشاعر السلبية لن تضر أي شخص سواك.
خلاصة القول، أنه اختيارك إما الحب والعثور على السلام النفسي بداخلك، وإما الخوف والتوتر، وأن تسمح للمشاعر السلبية بأن تلتهمك وتسيطر عليك. اختر أن تحب نفسك، روحك والأشخاص المحيطين بك. تأكد من أن الله يحبك ومن أنه سوف يكون إلى جانبك فوراً.
لا شيء يدوم
لا تصدق تصورك الشخصي للأمور، وبمجرد أن تقر بأن هناك شيئا خاطئا يحدث، حاول أن تتوقف عن لومه. تذكر أنه بغض النظر عما تبدو عليه الأمور في الوقت الحالي، ومهما كانت سيئة للغاية فإنها مؤقتة، وأنها حالة عابرة لأن لا شيء يدوم إلى الآبد، لذا حاول أن تنظر إلى الصورة الكبيرة وأن تتبنى وجهات النظر الأخرى.
حاول أن تقاوم الردود التلقائية التي ربما تزيد من حجم المشكلة، وبقدر صعوبة تجنب هذا إلا أنك يجب أن تعلم أن محاولة إقناع الآخرين بوجهة نظرك وقناعاتك أمر غير مجدٍ. فقط تذكر أن الهدف الرئيسي مما تقوم به هو التخلي عن مشاعر الكراهية ومقاومة الرغبة في الانتقام وتحويل كل المشاعر السلبية إلى حب.
تقبل الفشل
عليك تقبل الفشل واحتضان الأخطاء التي تقترفها، لا تقلق بشأن ذلك، تستغرق هذه العملية بعض الوقت وتتطلب بذل الجهد، وغالباً ما تفشل أكثر من مرة حتى تتمكن من تحقيق النجاح في نهاية المطاف، وتوقف عن إلقاء اللوم على الآخرين واتهامهم بأنهم السبب في فشلك، وعجزك عن الوصول إلى ما تحلم به وما تحقيق ما تريد.