أبرزها الفانوس والمدفع والمسحراتي.. هذه أصول بعض عادات رمضان
يختلف المسلمون في طرق استقبالهم لشهر رمضان المبارك والتي تضفي على الشهر طبيعة خاصة إلى جانب الروحانيات، وتتباين طقوس احتفال الشعوب الإسلامية به والتعامل معه بعاداته التاريخية كل بحسب دولته والعادات والتقاليد التي نشأ عليها، وما لا يعرفه البعض أن الكثير من هذه الطقوس والعادات لها أصول قديمة وجذور تضرب في عمق التاريخ. وفيما يلي سنتعرف على أصول هذه العادات والطقوس التي تمتد لعقود وقرون:
المسحراتي
وكانت بدايته في صدر الإسلام حينما كان بلال بن رباح وعبدالله ابن أم مكتوم رضي الله عنهما يقومان بتلك المهمة؛ فبلال يؤذن للسحور، وابن أم مكتوم يؤذن فيمسك الناس عن الطعام، ويعد المسحراتي من أكثر المظاهر المرتبطة بشهر رمضان وهو الشخص الذي يوقظ النيام للسحور وصلاة الفجر، وأول من نادى بالتسحير في مصر هو الوالي عنبسة بن إسحاق سنة 238 هـ، حيث كان يمشي من مقره إلى مدينة الفسطاط حيث جامع عمرو بن العاص وينادي على الناس بالسحور.
الفانوس
تعود بداية ظهور الفانوس وارتباطه بشهر رمضان إلى العهد الفاطمي حيث كان الخليفة الفاطمي يخرج إلى الشارع لاستطلاع الهلال، وكان الأطفال يتجمعون حوله حاملين الفوانيس ليضيئوا له الطريق، ومن ثم انتقلت فكرة الفانوس إلى أغلب الدول العربية والإسلامية وأصبحت جزءا من العادات الرمضانية الأصيلة.
مدفع الإفطار
وظهر صدفة في عهد محمد علي باشا والي مصر حينما كان أحد قيادات الجيش يجرب مدفعا ألمانيا مستوردا، فانطلقت قذيفة المدفع بالتزامن مع أذان المغرب في شهر رمضان، فظن الناس أنها تنبيه بدخول وقت المغرب، يتخلله نوع من الاحتفال بهذا الشهر المبارك.
مدارسة القرآن وختمه
انتشرت مع دخول شهر رمضان عادة مدارسة القرآن وختمه والعناية به في عهد الدولة العثمانية، حيث كان شيخ الإسلام في الدولة يعين العلماء والدعاة لتعليم الناس القرآن وتفسيره، وكان الوالي أو الأمير يشارك بنفسه أحيانا في حلقات العلم.
موائد الرحمن
على رغم أن البعض يقول إنها عادة حديثة، لكن بعض المؤرخين أشار إلى أن موائد الرحمن ظهرت في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم، حين قدم إليه وفد من الطائف وهو في المدينة، واعتنقوا الإسلام، واستقروا فيها لفترة فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرسل إليهم إفطارهم وسحورهم مع بلال بن رباح، وفي بغداد كان هارون الرشيد يقيم موائد الإفطار في حدائق قصره، وفي مصر كانت أيام الليث بن سعد وأحمد بن طولون، وعندما أقام الفاطميون دولتهم في مصر أقاموا موائد خاصة للصائمين سموها (دار الفطرة)، كما أقامت الدولة العثمانية موائد الإفطار.