لذة الانتقام لا تدوم سوى لحظة.. هكذا يمكنك التغلب عليها
في بعض الأحيان تتعرض للغدر أو الخيانة من أشخاص كنت تثق بهم فيسيطر الغضب عليك، وتتحول هذه المشاعر السلبية إلى رغبة شديدة في الانتقام.
حسب قواميس اللغة فإن الانتقام هو الرغبة الشديدة في إلحاق الضرر وإيذاء الآخرين وإهانتهم بشكل مُتعمد. وتحدثت الكثير من الروايات والقصص والأعمال الأدبية عن الانتقام، وتناولت أعمال سينمائية ودرامية عديدة هذه المسألة.
على ما يبدو أن الانتقام من الغرائز الطبيعية المترسخة بنا، إلا أن ما يجب أن تنتبه إليه هو أن الانتقام يُدمرك أنت قبل أي شخص آخر، فأنت بهذه الطريقة تحفر مقبرتين وليست واحدة.
في بعض الأحيان يكون الغرض من الانتقام هو حماية نفسك من تكرار بعض الأعمال العدائية والتهديدات في المستقبل، لكن في بعض الأحيان يتصرف الناس بشكل انتقامي لأنهم لا يستطيعون القيام بأي شيء آخر بخلاف إلحاق الأذى بالآخرين.
ماذا تفعل عندما تسيطر عليك الرغبة في الانتقام؟
كما هو الحال مع جميع التجارب التي تمر بها، فإن إدراكك لمشاعرك وقدرتك على فهم ما يجري بداخلك أول خطوة من أجل السيطرة على نفسك. في بعض الأحيان تبدو الرغبة في الانتقام جيدة، فهو في كل الأحوال غريزة إنسانية أساسية، في بعض الأحيان يكون الهدف منها هو مساعدتنا على البقاء وتحقيق النجاح، لذلك عليك أن تتقبل هذه المشاعر والأفكار وتتأكد من أنها شيء طبيعي للغاية.
الثقة مهمة في أي علاقة انسانية، وعندما تشعر برغبة في الانتقام فإن هذا يعني أنك تعتقد أن ثقتك بهذا الشخص قد تحطمت، لكن عليك أن تتذكر أنه في حين أن الرغبة الشديدة في الانتقام قد تكون ممتعة، إلا أن تنفيذه بشكل فعلي لا يجعلك تشعر بالرضا، ولكنه على العكس يخلق المزيد من المشاكل والمعاناة.
انتظر حتى تكون أكثر هدوءا وأن تتمكن من التفكير بشكل عقلاني قبل اتخاذ أي قرار قد تندم عليه فيما بعد، هذا هو الجزء الأفضل من العملية فكما يقولون "الإنتقام هو طبق يُفضّل أن يُقدّم بارداً".
هدئ من روعك
تستطيع القيام بعدة أمور للتخلص من مشاعرك السلبية والتي من بينها التعبير عن نفسك وكتابة ما تشعر به في دفتر مذكراتك. ثبت علمياً أن هذه الطريقة تساعدك على افراغ قدر كبير من المشاعر والأحاسيس السلبية، كما أنها تخفف من شعورك الشديد بالانتقام. وإذا لم تكن من مُحبي تدوين مشاعرك وإحساسك على الورق، فربما سيكون من الأفضل أن تتحدث مع شخص ما عن مشاعرك وأفكارك. اعثر على شخص تثق به، وتتأكد من أنه يهتم لأمرك حقاً.
أخرج غضبك بطريقة بناءّة
الرغبة في الانتقام غالباً ما تكون مرتبطة بالشعور بالغضب والكراهية، لذا حاول أن تعثر على طريقة بناءّة للتنفيس عن غضبك واخراج مشاعرك السلبية، قم بشيء تستمتع به مثل السماع إلى الموسيقى أو مشاهدة فيلم تفضله أو طهي الطعام أو كتابة قصيدة شعرية.
تأكد مما لديك
قبل القيام بأي شيء عليك أن تتأكد من أنك مُلم بكل التفاصيل ولديك كل الحقائق، إذا لم يكن الأمر كذلك فعليك أن تفكر جيداً قبل اتخاذ أي إجراء أو قرار، إذا كان شخص ما قد بطريقة غير جديرة بالثقة ومضرة فعليك أن تحاول حل المشكلة وإنهاء سوء الفهم والمضي قدماً.
فكر فيما إذا كان إجراء حوار مع هذا الشخص مفيداً ومثمراً؟ هل يساعد على تغيير شيء ما؟ هل سيكون هذا الشخص مستعد للاستماع إليك والتحدث معك؟ في بعض الأحيان يكون التعبير عن مشاعرك مفيداً، وربما تكتشف أن شعوره بالندم واعتذاره إليك كافياً، وأنك لست مضطراً إلى ايذائه لفظياً أو جسدياً.
حاول أن تتعلم من التجربة، هل كانت هناك علامات على المشاكل التي تجاهلتها؟ هل تعاملت مع أشخاص جديرين بالثقة؟ ما هي التغييرات الإيجابية التي يمكنك القيام بها بناء على ما تعلمته؟ كيف غيرتك هذه التجربة؟ وهل اتخذت قرارات تُظهر احترام الذات وتعكس قيمك بغض النظر عن طريقة تصرف الآخرين؟
وركز على ما تستطيع السيطرة عليه وبناء على ذلك قم بالخطوة التالية، في بعض الأحيان يكون الدفاع عن نفسك هو الخطوة الصحيحة، وفي أحيان أخرى سوف يكون من الأفضل أن تفعل ذلك بشكل إيجابي عوضاً عن الانتقام.