هل تهدد شركات التسوق عبر الإنترنت الاقتصاد الأمريكي؟
تشهد شركات مبيعات التجزئة التقليدية في أمريكا تحديات صعبة للبقاء في ظل المنافسة القوية التي تجدها من شركات التسوق عبر الإنترنت مثل أمازون على سبيل المثال، ويبدو أنه لا يمكن إيقاف تراجع هذا القطاع مما بات يمثل تهديدا خطيرا للاقتصاد الأمريكي بأكمله؛ لأن الكثير من الوظائف تعتمد على هذا القطاع .
وتشير الدراسات الحديثة إلى أن أغلب الشركات التي تعلن إفلاسها في الوقت الراهن تتركز في مجال تجارة التجزئة، وقد أعلنت شركات كانت تعد من أيقونات تجارة التجزئة الأمريكية إفلاسها خلال هذا العام مثل "ناين ويست"، و"كلير"، و"بون- تون"، وحتى الآن أشهرت 13 شركة من أكبر شركات التجزئة الأمريكية إفلاسها وصفّت أعمالها بشكل نهائي.
وللتغلب على هذه التحديات وفي ظل عدم تكافؤ الفرص بين الطرفين في معركة الحصول على العملاء، وتجنبا للإفلاس تلجأ هذه الشركات إلى التعاون في بعض الأحيان مع منافسيها وهو ما بدا واضحا في بدء العديد من شركات التجزئة بتسويق منتجاتها عن طريق موقع أمازون كطرف ثالث، مقابل إغلاق العديد من متاجرها التقليدية.
وساهم هذا التعاون في إنقاذ بعض الشركات من الإفلاس أو خسارة أعمالها كشركة CHICO'S للأزياء التي قامت بإغلاق أكثر من 250 فرعا من فروعها، وأبرمت اتفاقا مع أمازون لبيع أكثر من 2300 منتج على الموقع وحذت شركات عالمية أخرى حذو شركة CHICO'S لبيع منتجاتها مثل، NIKE# ،UNDER ARMOUR ، LEVI's.
ولا تقف مخاوف الشركات الأمريكية من هذا التعاون عند تجنب الإفلاس، لكن هناك مخاطرة واضحة تتمثل في أن الشركات الكبرى كأمازون سيكون لديها اليد العليا في الاستفادة من بيانات المستهلكين التي تقوم بتحليلها لتعرف توجهات ورغبات مشتري العلامات التجارية الأخرى على منصتها، مما يسهم في تسويق علامتها التجارية الخاصة بها.
وتتمثل الخطورة الكبرى لمسلسل الاختفاء المستمر للمتاجر ومحال التجزئة التقليدية في أنه سيكون خطيرا على الاقتصاد الأمريكي وستكون له أيضا عواقب وخيمة اجتماعيا؛ حيث تعتمد ربع الوظائف في الولايات المتحدة على هذا القطاع، وفقا لاتحاد "إن آر إف" الذي يمثل العاملين في قطاع التجزئة في أمريكا، ورغم أن معظم هذه الوظائف ذات أجور متدنية إلا أنها مهمة حيث توفر فرصة عمل لكثير من الأشخاص الذين لم يتلقوا تعليما مهنيا عاليا.
وعلى إثر هذه الخطوة، أعلن الاتحاد الأوروبي عن فتح تحقيق مع أمازون بتهمة خيانتها للثقة عن طريق الحصول على معلومات خاصة بمنتجات منافسيها قد يتم استخدامها بطرق غير مشروعة لمنفعتها الخاصة.
ومن المعروف أن الشركات التي تقوم ببيع منتجاتها عن طريق أمازون، تمنح خيارين، إما بيع منتجاتها لأمازون، أو بيعها لعملاء أمازون كطرف ثالث مع دفع نسبة 17% كعمولة في حين أنها تدفع المزيد لأمازون لقاء التخزين وخدمات التوصيل في خيار أخير يجنبها خطر الإفلاس.
ويشير تقدير مؤسسة "موديز" لخدمة المستثمرين إلى أن الشركات الأمريكية التي ستعلن إفلاسها هذا العام قد يتجاوز عددها تلك التي أعلنت إفلاسها العام الماضي ويقدر خبراء "موديز" أن العدد قد يصل إلى 18 شركة أخرى قبل نهاية العام الجاري، في المقابل يشير تقدير "ستاندرد آند بورز" إلى أن هناك 20 شركة أمريكية كبرى ذات طبيعة عالمية معرضة لخطر الإفلاس.