4 فوائد للرفض.. لا تقبل بكل عرض عمل يقدم إليك
إيجاد فرصة عمل في ظل التنافس المحتدم الذي يشهده سوق العمل حالياً ليس بالأمر السهل إطلاقاً، إذ يتطلب ذلك وقتاً وجهداً مضنياً، من أجل إعداد سيرتك الذاتية وملفك الشخصي على "LinkedIn"، والتقدم بعد ذلك لعشرات الوظائف وإجراء مقابلات عمل، على أمل أن تحصل على عرض عمل في نهاية المطاف، لكن في بعض الأحيان قد يضطر الفرد، حتى بعد تكبد كل هذا العناء، إلى رفض عرض عمل معين لسبب أو لآخر، فمثلاً قد يكون الراتب غير مناسب أو أقل من توقعاتك، أو ربما تكون اكتشفت خلال مقابلة العمل أن ثقافة الشركة قد لا تلائمك، أو يمكن أن تكون أمامك فرصة أفضل.
والسؤال هنا هو: هل من السيئ رفض عروض العمل؟ وهل ذلك يمكن أن يضر بحياتك المهنية؟ ليس بالضرورة في حقيقة الأمر، حتى إنه يمكن القول إن رفضك لعرض عمل ربما يكون له جوانب إيجابية وقد يلعب دوراً في تقدم حياتك المهنية، على عكس ما يتوقع الكثيرون، كما يتضح فيما يلي:
1. يحسن "مهارات مقابلات التوظيف" لديك:
رفض عرض عمل لسبب أو لآخر يتيح أمامك الفرصة لإجراء المزيد من مقابلات العمل في شركات ومؤسسات أخرى، وهو ما يساعدك على تعلم كيفية التحدث بشكل فعال مع المديرين وأصحاب العمل باختلاف شخصياتهم وأساليبهم الإدارية، وذلك من شأنه أن يعزز ثقتك بنفسك ومهاراتك في الحوار خلال مثل هذه المقابلات بدرجة كبيرة، بمعنى أن ذلك يجعلك "متقدماً أفضل" مع شركات أخرى، وكذلك يجعلك محاوراً أفضل وأكثر قدرة على إدارة مقابلات التوظيف في حال أصبحت مديراً مثلاً وكنت تحتاج إلى تعيين موظفين جدد.
2. يفتح المجال لفرص أفضل
في الوقت الحالي، تقوم العديد من الشركات والمؤسسات بالإعلان عن وظائف بشكل دوري، وبذلك يمكن القول إنه دائماً ما تكون هناك فرص جديدة متاحة، وحتى خلال فترات الركود.
الجدير بالذكر أنه ليس من غير الشائع بالنسبة للمحترفين والمديرين التنفيذيين التوجه إلى مقابلات عمل بصفة دورية فقط لاستكشاف طبيعة الفرص المتاحة، فمن المحتمل ألا تكون لديهم أي نية من البداية لقبول عرض العمل إذا قُدم إليهم، لكن الهدف هو البحث عن فرص أفضل و"جس نبض سوق العمل الحالي" في مجالاتهم، وهي أمور في غاية الأهمية.
3. يجعلك مرشحاً أفضل أو "أكثر جاذبية"
تلقي عرض عمل أو أكثر هو أمر من الممكن أن يجعلك مرشحاً أفضل أو "أكثر جاذبية" بالنسبة لأصحاب العمل المحتملين الآخرين؛ وفي السياق ذاته، فقد أوضح تقرير نشره موقع "Chronicle of Higher Education" أن اهتمام إحدى الشركات بفكرة تعيينك يمكن أن يكون بمثابة نقطة لصالحك عند التفاوض مع شركة أخرى مثلاً، وينطبق ذلك بشكل خاص في حال كنت تعمل في مجال متخصص مع وجود عدد محدود من المرشحين المؤهلين.
4. يعلمك متى وكيف تقول كلمة "لا"
رفض عرض عمل يعتبر أيضاً بمثابة وسيلة فعالة للتدرب على قول كلمة "لا"، ومن الممكن أن يبدو ذلك غريباً في البداية، لكن في حقيقة الأمر تعلم كيفية قول كلمة "لا" يعد مهارة "لا تقدر بثمن"، بالرغم من أنه غالباً ما يُستهان بها، ولذلك السبب فإن العديد من الرؤساء التنفيذيين والمديرين رفيعي المستوى يقومون بحضور دورات تدريب على القيادة من أجل تعلم كيفية قول "لا" بطريقة استراتيجية، الأمر الذي ساهم بالفعل في تعزيز قدرتهم على العمل بكفاءة أكبر، خاصة وأنهم يتلقون عدداً لا يحصى من المقترحات والطلبات بصفة مستمرة.
يشار إلى أنه يوجد أمر هام عليك الانتباه إليه عند رفض عرض عمل، وهو الرد بشكل سريع على العرض مع الحرص على أن تكون صريحاً ومهذباً في التعامل، ومن المؤكد أن الطرف الآخر سوف يحترم صراحتك؛ ويمكن القول إن تعلم قول كلمة "لا" من شأنه أن يشحذ تركيزك ويحول دون ارتكابك أخطاء لا داعي لها في حياتك المهنية، لأنه في بعض الأحيان ربما يكون الفرد "مهذباً للغاية" لدرجة أنه لا يمكنه قول "لا"، ذلك إلى جانب أن رفضك لعرض عمل، غير مناسب مثلاً، من المحتمل كذلك أن يتيح لك الفرصة للسعي وراء وظيفة أحلامك ويدفعك إلى رفع مستوى أهدافك المهنية.
وفي النهاية، من الضروري التأكيد على أنه في حال كانت لديك أي شكوك أو مخاوف بشأن منصب أو وظيفة ما، فربما تكون غير مناسبة لك، لذا عليك أن تفكر وتدرس الأمر جيداً قبل اتخاذ قرار؛ والمهم هو أن تكون حاسماً وألا تندم على قراراتك فذلك يعد من عوامل تحقيق النجاح.. فقط ثق بحكمك وتقديرك للأمور، وقد تتفاجأ بمسار حياتك المهنية.