ما بعد الفشل.. 6 خطوات للتقدم في مسيرتك المهنية
من المؤكد أن عدم تأهلك للحصول على الترقية التي كنت تسعى إليها أو تعتقد أنك تستحقها أمر مزعج ومحبط للغاية، حتى أنه يمكن أن يبدو بالنسبة للبعض بمثابة "انتكاسة مهنية"، خاصة وأنه يمكن القول إن فرص التقدم في الحياة المهنية لا تأتي كل يوم.
ومن المحتمل في بعض الأحيان أن خسارتك للترقية تعني أن فرصة التقدم في السلم الوظيفي قد لا تكون متاحة أمامك مرة أخرى سوى بعد عدة أشهر أو حتى قد يستغرق الأمر وقتاً أطول بكثير.
وعموماً لا أحد يحب أن يشعر بأنه "غير مؤهل" أو أنه لا يؤدي دوره بشكل جيد بما فيه الكفاية، وبالتأكيد لا أحد يحبذ فكرة الذهاب إلى العمل بعد خسارته لفرصة الترقية، ليرى أن شخصاً آخر قد تولى الوظيفة التي كان يسعى هو إليها.
لكن من الضروري أن تدرك أن عدم حصولك على الترقية المنتظرة ليس نهاية الطريق، بل على العكس، فالخبر السيئ هو أنك لم تحصل على ما كنت تريده.
لكن الخبر السار هو أنه ما زال أمامك خيارات أخرى؛ المهم أن تتعامل مع الموقف بشكل عقلاني ودون تهور، وتحاول قدر الإمكان الاستفادة منه من أجل تطوير مهاراتك العملية.
وبالطبع فإن التسرع والتفكير في الاستقالة من عملك مباشرة عقب خسارتك للفرصة، أو محاولة إقناع نفسك بأنك لم تكن ترغب فيها في الأساس، ليست أفضل الحلول، فأنت بذلك قد تجعل الأمور أسوأ بكثير.
لكن توجد مجموعة من الخطوات التي يمكنك اتخاذها من أجل تخطي ذلك الموقف والمضي قدماً في حياتك المهنية، كما يتضح فيما يلي:
1. إعادة توجيه مشاعرك السلبية
من الطبيعي تماماً أن يشعر الفرد بالإحباط والغضب لدى خسارته لفرصة ترقية كان يسعى إليها، لكن رغم ذلك يجب أن تعطي لنفسك الفرصة كي تهدأ وتفكر جيداً قبل القيام بأي خطوة أو اتخاذ قرار يتعلق بحياتك العملية.
فمن المؤكد أنك لا ترغب في أن تفقد السيطرة على أعصابك وتدمر سمعتك المهنية التي بذلت جهداً في سبيل بنائها، حتى قبل أن تتاح لك الفرصة لجمع كافة الحقائق ومعرفة أسباب استبعادك من الترقية.. فقط امنح نفسك الفرصة أولاً لتهدأ وتُنفس عن غضبك بطريقة صحية قبل تحديد خطوتك القادمة.
2. لا تأخذ القرار بشكل شخصي
عندما تأخذ أي قرار متعلق بالعمل على محمل شخصي، فأنت بذلك تسمح لمشاعرك بالسيطرة عليك، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى اتخاذ قرارات أو القيام بتصرفات من شأنها أن تؤذيك على المدى الطويل.
فمثلاً انتقاد مديريك أو زملائك في العمل، والتذمر المستمر بشأن قرار عدم ترقيتك ووصفه بـ"غير العادل"، وكذلك السماح لأدائك في العمل بأن يتأثر سلباً جراء ذلك، كلها أفعال سوف تؤكد للمديرين والمسئولين في شركتك أن قرار عدم منحك الترقية كان بالفعل القرار السليم.
والأفضل بالنسبة إليك في هذه الحالة هو محاولة تفهم أن قرار الترقية قد تم اتخاذه بناءاً على ما يتناسب مع مصلحة العمل؛ وحتى إذا كنت لا تتفق مع القرار، فإن النظر إليه باعتبار أنه "قرار مهني"، قد يجعل من الأسهل بالنسبة لك الترفع عن مشاعر الغضب.
3. حاول اكتشاف أسباب عدم تأهلك للمنصب
يمكنك أن تسأل أي شخص مسؤول شارك في عملية اتخاذ القرار بشأن الترقية عن أسباب عدم تأهلك للمنصب، وعليك أن تتحدث بصراحة وتستمع للرد بتركيز، وحاول ألا تجادل أو تدافع عن نفسك، فذلك ليس الوقت المناسب.
ومن المرجح أن رد مديرك أو الشخص المسؤول على سؤالك سيتضمن مزيجاً من الإيجابيات والسلبيات، الجوانب الإيجابية هي نقاط قوتك التي يمكنك التركيز عليها وتعزيزها من أجل زيادة احتمالات تأهلك للفرصة القادمة.
أما الجوانب السلبية فهي تنقسم إلى فئتين، الفئة الأولى تشمل الخبرات والمهارات التي تحتاج إلى اكتسابها كي تؤخذ بعين الاعتبار في المرة المقبلة، أما الفئة الثانية فهي الأمور التي تمثل نقاط ضعفك، والتي تحتاج إلى التفكير إما في كيفية تحسينها أو التغلب عليها.
يذكر أن طلب رأي وتقييم مديرك هو أمر يدل على درجة عالية من النضج المهني والرغبة في التقدم.
ويمكن القول إن هذه الخطوة تعتبر بمثابة وسيلة لتحويل تجربة سلبية إلى فرصة إيجابية للتعلم، بالإضافة إلى أنها تجعلك تكسب احترام مديرك، وقد تلعب دوراً في زيادة احتمالات ترشيحك للفرص القادمة بدرجة كبيرة.
وإذا لم تتمكن من الحصول على إجابة مباشرة من الشخص المسئول، فحاول إيجاد مصدر آخر يمكنك الوثوق به للحصول على المعلومات التي تحتاجها لاتخاذ قرارك.
4. تقييم الخيارات المتاحة أمامك لتحديد الخطوة التالية
إلى جانب محاولة اكتشاف أسباب عدم حصولك على الترقية، عليك أن تقوم بإجراء تقييمك الخاص بشأن إذا ما كنت تريد الوظيفة الجديدة حقاً أم لا.
وذلك في ضوء ما توصلت إليه بشأن مهام هذه الوظيفة ومتطلباتها، فربما تكون قد علمت أثناء حوارك مع مديرك مثلاً، أو بأي طريقة أخرى، أن أغلبية مهام الوظيفة هي في الواقع مهام لا تحبها أو لست جيداً فيها بطبيعة الحال، مما يعني أن الوظيفة يمكن أن تتطلب تضحية أكبر بوقتك الشخصي.
وقد تكون لست على استعداد لذلك، فكون هذه الوظيفة هي "التالية" على السلم الوظيفي لا يعني إطلاقاً أنها مناسبة لك.
وهنا يمكنك أن تسأل نفسك عدة أسئلة، مثلاً لماذا كنت ترغب حقاً في هذه الترقية؟
هل أنت لست راضياً عن مستوى التحدي الذي تواجهه في وظيفتك الحالية؟
هل كنت ترغب فقط في زيادة في الراتب أو مكانة أفضل في عملك؟
هل كنت ترغب بالفعل في مهام العمل الإضافية أم كنت تسعى إلى شيء آخر؟
إجاباتك عن هذه الأسئلة من شأنها أن تساعدك على تحديد أهدافك المهنية بصورة أكثر وضوحاً، وبذلك يمكنك الشروع في تحقيقها.
5. لا تيأس وحاول مجدداً
في حال كانت إمكانية التقدم الوظيفي غير متاحة بالنسبة لك في الوقت الحالي، فإن ذلك لا يعني أنه عليك أن تيأس أو تتوقف عن المحاولة، فيمكنك اعتبار الأمر بمثابة "عثرة" في طريقك عليك أن تتخطاها وتتغلب عليها وتواصل الطريق وأنت تضع نصب عينيك فرصاً جديدة أو حتى وظائف جديدة.
وبالتأكيد تستطيع الاستفادة من تقييم مديرك المسؤول من أجل صقل أدائك ومهاراتك، كي تحصل على الوظيفة التي تأملها.
6. الاستفادة من شبكة علاقاتك
من المهم أن تحرص على الاستفادة من شبكة علاقاتك سواء داخل شركتك أو خارجها للحصول على أفكار، قد لا تكون خطرت على بالك، بشأن خطواتك التالية، مع التفكير في فرص أخرى ربما تكون مناسبة لك.
وحتى إذا لم تكن تفكر في الاستقالة في الوقت الحالي، فأنت بشكل عام في حاجة لإبقاء خياراتك مفتوحة.
وبذلك فإذا قررت لأي سبب أن الوقت قد حان لترك عملك والبحث عن وظيفة بديلة، سواء لأنك تعتقد مثلاً أنه من غير المحتمل أن تحقق أي تقدم وظيفي في شركتك الحالية أو لأنك شعرت بأنه يتم استغلالك، فسيكون من السهل إيجاد الفرصة المناسبة.
لكن تذكر أنه عليك الانتظار حتى تهدأ قبل أن تقدم على أي تصرف، وألا تتحدث بشكل سيئ، تحت أي ظروف، عن أي من زملائك أو مديريك.