إشارات بأن قلة النوم يقتل حياتك المهنية.. متى عليك التوقف؟
النوم لم يعد أولوية، فالغالبية وبكل بساطة تضحي بساعات نومها من أجل مشاهدة فيلم ما، أو إكمال جلسة مع الأصدقاء. في المقابل هناك الفئة التي تعاني من الأرق والتي تضحي بساعات نومها مرغمة.
الحرمان من النوم تأثيره أكبر بكثير مما يخيل إليك، فتأثيره السلبي بدني وعقلي ونفسي. معدل ساعات النوم التي يحتاج اليها الجسم تختلف من شخص لاخر ومن نمط حياة لاخر، لكن بشكل عام معظم البالغين يحتاجون الى نحو ٧ الى ٨ ساعات من النوم.
في موضوعنا هذا سنتطرق الى التأثير السلبي للحرمان من النوم على حياتك المهنية، فإن كنت تختبر ما سنقوم بذكره فربما حان الوقت لإعادة النظر بنظام نومك الخاص لانك تسير وبسرعة قياسية نحو الفشل مهنياً.
واحدة من أكثر تجارب الأعمال نجاحاً قصة ليغو من قعر الوادي إلى أعلى القمم
النوبات الليلية لم تحسن الاداء
العمل حتى ساعة متأخرة في المكتب أو في منزلك ليس الخيار المثالي رغم انه قد يبدو كذلك للوهلة الاولى خصوصاً إن كنت تعمل ضمن هامش زمني ضيق. قد تجد نفسك خلال الفترة الاولى سعيداً بسرعة سير العمل لكن لاحقاً ستجد نفسك في حالة من الثبات الكلي. السهر حتى ساعة متأخرة لانجاز العمل سيرتد عليك بشكل سلبي لأنك بعد فترة قصيرة ستشعر بالانهاك كما ان معدلات التوتر ستصبح في مستويات قياسية وبالتالي عدم قدرة على الانتاج نهاراً وليلاً. وفق الدراسات فان أي شخص وبعد الإستيقاظ لـ ١٧ ساعة متتالية سيعاني من تدهور في الاداء العقلي والجسدي كما أنها ستجعلك تكسب وزناً إضافياً.
تردد مفاجئ وقدراتك الإبداعية في الحضيض
سواء كنت تسهر لساعة متأخرة بسبب العمل أو بسبب التسلية فإن ذلك سيؤثر على قدراتك العقلية وتحديداً على الوظائف الإدراكية. الدراسات اكدت ان الذين لا يحصلون على ساعات نوم كافية لا يؤدون وظائفهم الجسدية أو العقلية المعقدة كما هي حال الذي يحصلون على قسط وافر من النوم. ستجد نفسك تتردد قبل حسم أي قرار، لان عقلك لم يعد تمكن من الحكم على الامور بشكل منطقي .
إجازاتك المرضية عديدة
على المدى البعيد الحرمان من النوم سيؤثر على صحتك البدنية وستجد نفسك تعاني من الوزن الزائد، مشاكل في ضغط الدم، كما أنك ستمرض بشكل متكرر سواء الاصابة بالزكام أو الصداع أو الانهاك الشديد. والخبر السيء أيضاً أن قلة النوم تطيل أيضاً مدة التعافي، وعليه زكام بسيط سيجعلك تعاني لمدة طويلة. المرض يصيب اي شخص بالاحباط والانزعاج، وايضاً يعني خسارة مادية للشركة التي تعمل فيها. فإن كنت من النوع الذي ما ينفك يطلب إجازات مرضية عاجلاً أم آجلاً سيستغل احدهم غيابك المتكرر ويبرز على حسابك أو بكل بساطة ستضيق الإدارة ذرعاً من غيابك وتبلغك بان خدماتك لم تعد مطلوبة.
ضبابية دماغية
ستفقد التركيز وستجد نفسك تنجز الامور ببطء شديد. المهام البسيطة التي كنت تنجزها خلال نصف ساعة ستتطلب ساعة أو ساعة ونصف والنتيجة لن تكون مثالية بأي شكل من الأشكال.. بل سترتكب الكثير من الاخطاء. السبب هنا يرتبط بخلل إيقاع الساعة البيولوجية، التي تؤثر عليك بدنياً وعقلياً. في الواقع ما تشعر به هو مشابه تماماً لإضطراب الرحلات الجوية الطويلة، بإستثناء انك لم تذهب لاي مكان.
فيديو| لن تتخيل ما فعله هؤلاء بعدما عجزوا عن الوصول للجنادرية
لا يمكنك تذكر المعلومات
في حال كنت تملك ذاكرة حادة ويمكنك معالجة المعلومات وفهمها وربطها بسهولة تامة وفجأة تجد نفسك تعاني الامرين لتذكر ما قاله احدهم في الاجتماع قبل دقائق معدودة فلعله حان الوقت لاعادة النظر بعاداتك في النوم.
كما هو معروف هناك مراحل للنوم وعقلك يحتاج لإكمال مرحلة حركة العين السريعة بشكل كامل كي يحافظ على حدته. هذه المرحلة تحتل ٢٠ الى ٢٥٪ من فترة النوم الكلية اي ما يعال ٩٠ الى ١٢٠ دقيقة والانسان يمر باربع او خمس فترات من نوم حركة العين السريعة وتكون قصيرة خلال الليل وتصبح اطول خلال ساعات الصباح الاولى. هذه المرحلة مهمة جداً للذاكرة ولترسيخ المعلومات كما ان لها دورها البارز جداً في التحفيز العصبي التلقائي المستمر. في هذه المرحلة يتم نقل المعلومات من الذاكرة القصيرة الامد الى الطويلة الأمد وعندما لا تكملها غالبية المعلومات لن يتم نقلها ما يؤثر على الذاكرة ويلحق الأضرار بخلايا الدماغ.
سريع الغضب
البعض بات يتجنب التواصل معك لان كل شيء يجعلك تنفعل واحياناً قد تنفجر غضباً بوجوههم. المشكلة الكبرى تبدأ حين لا تتمكن من التحكم بأعصابك خلال إجتماعات العمل وتتعامل مع الاخرين بعدائية وتعليقات تكون لاذعة واحياناً مهينة.
في دراسة أجرتها جامعة هارفرد بالتعاون مع جامعة بيركيلي تبين بان الحرمان من النوم يضعف قدرة العاملين على التحكم بعواطفهم كما انها تخفض مستويات التعاطف مع الاخرين وتحول الشخصيات الودودة عادة الى شخصيات عدائية. وبطبيعة الحال هذه الخصال لن تضمن لك أي ترقية في المستقبل القريب كما انها لن تثير إعجاب زملاء العمل.