كيف أسس جيف لوسون إحدى أكبر شركات البرمجيات الأمريكية من رحم الأزمة المالية العالمية؟
في وقت اعتقد فيه الناس أن العالم بات عرضة للانهيار الاقتصادي في العام 2008، عقب إفلاس بنك ليمان براذرز الاستثماري الأمريكي، بدأ جيف لوسون، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة تويليو الأمريكية للتقنيات، رحلة استثماراته مع شريكيه المؤسسين بتأسيس شركتهم الجديدة تويليو في وادي السيليكون في كاليفورنيا.
وشكل انهيار بنك ليمان براذرز الاستثماري الأمريكي إحدى أصعب اللحظات الصادمة على العالم أجمع، لكن الفكرة التي كانت بجعبة جيف وزميليه إيفان كوك وجون وولزيث تتمثل في تدشين شركة برمجيات تساعد الشركات في تسهيل الاتصالات مع المستخدمين بشكل آلي، سواء عبر الرسائل النصية أو عبر مكالمات الهاتف والفيديو.
وبالفعل استطاع الشركاء الثلاثة تأسيس شركة تويليو، التي تتخذ من سان فرانسيسكو مقرا لها، والتي باتت اليوم على قائمة شركات بورصة نيويورك وتتجاوز قيمتها 14 مليار دولار، وتضمنت قائمة عملاء الشركة آلاف الشركات الكبرى، من بينها شركات أوبر، وواتساب، وكوكاكولا، وأير بي إن بي، وتويتر، وإيباي، وسلسلة متاجر ماركس أند سبنسر للتجزئة في المملكة المتحدة.
ويُعزى نجاح تويليو في جانب منه إلى توقيت ظهورها والذي تزامن مع إدراك الشركات أن العملاء، ولا سيما فئات الشباب، يفضلون الرسائل النصية على المكالمات الهاتفية، كما يفضلون عدم الاضطرار إلى البقاء قيد الانتظار عند إجراء اتصال.
وقد نشأ جيف في مدينة ديترويت وعندما بلغ سن الثالثة عشرة، دشّن شركة لإنتاج مقاطع الفيديو، وعندما تخرج من المدرسة الثانوية أصبح قادرا على إنتاج فيديوهات كبيرة، وقد أحرز مبلغ 15 ألف دولار من ذلك العمل ولدى تخرجه من المدرسة الثانوية، ادخر قدرا كبيرا من المال.
وبعد فترة بدأ جيف في دراسة علوم الحاسب والمواد الفيلمية والفيديوهات بجامعة ميشيغان، وكان يتطلع حينها إلى إدارة شركة Notes for Free،
بعدها تولى مناصب قيادية في شركة إصدار تَذاكر تُدعى StubHub ، ثم التحق بشركة أمازون قبل أن تولد فكرة تويليو.
كيف تغلب محمد الخالدي على محنة اللجوء ليصبح أفضل شيف في العالم؟
وعن بداياته يقول جيف لوسون إنه بعد انهيار التمويل عام 2008، شعر كما لو أن شركته قد عادت أدراجها إلى المربع صفر ولكن الإصرار على المضي قُدما، دفع جيف إلى اقتراض أموال من العائلة والأصدقاء للشروع في مشروعه حتى انه اضطر بموافقة من زوجته إريكا، إلى بيع هدايا الزفاف.
نمت تويليو واستمرت في ذلك حتى حققت استثمارات بقيمة 261 مليون دولار، لكنها حينما دخلت بورصة وول ستريت، فقدت أكثر من نصف قيمتها وظلت أسهمها تشهد ركودا حتى مطلع 2018 الذي لمع فيه اسم الشركة.
ومنذ ذلك الحين، انطلقت تويليو على طريق الأرباح واجتذبت أنظار الإعلام والمستثمرين على السواء. حيث بات لديها اليوم 16 مكتبا في 10 دول و1275 موظف .بينما بلغت قيمة أصولها 14 مليار دولار.